الله مع الجميع و معنا بقدر ما نكون مع أنفسنا ..
الوحدة – الأربعاء - 23/4/2003
عندما رأى الشاعر العربي هول ما حصل في العرب و الواقع المهين الذي وصل إليه حال العرب بكى فسأله صاحبه لماذا تبكي يا صاح فأجاب :
لست ابكي لعسف ليل طويل و لا لربع غدا العفاء مراحه
أمنا عبرتي لخطب ثقيل قد عرانا و لم نجد من ازاحه
قام في البلاد زعيم موقظ شعبه يريد صلاحه
اخمدوا صوته الإلهي بالعسف أماتوا صداحة و نواحة
و توخوا طرائف العسف و الإرهاب معه و ما توخوا السماحة
هكذا المصلحون في كل صوب رشقات الردة الهيم متاحة
إنا يا بلاد العرب قد سبحت في لج الهوى و أي سباحة
شرعتي حبك العميق و اني قد تذوقت مره و قراحه
إنا لا أبالي و أن اريقت دمائي فدماء العشاق دوما مباحة
ضيع الدهر مجد قومي و لكن سيعيد الشباب يوما وشاحة
و كما تشير حركة التاريخ منذ درج الإنسان على هذه الأرض منذ آلاف و ملايين السنين كان هناك أمم و شعوب و صراعات و حروب و غالب و مغلوب هكذا الأقدار فرضت على البشر أن يعيشوا هذه الحياة لا أن يفهموها و نحن العرب كبقية أمم و شعوب الكرة الأرضية يسري علينا ما يسري عليها و لا اعتقد أن هناك أي ميزة تميز العرب عن أمم الأرض و شعوبها .
فالناس هم الناس في كل مكان و لكنهم يتفاوتون من حيث البيئة و الأرض و الحياة و الوعي و العلم و الإرادة و القيم و المعتقدات و المناخ و الأديان و توفر وسائل العيش بدرجات مختلفة و نشأ نتيجة لذلك درجات من المعرفة و اللم و العمل و التنظيم فكان هناك امة متقدمة و امة نصف متقدمة و امة متخلفة حسب الظروف هذا هو واقع الحال و سر الحياة .
بقي علينا نحن العرب أن ندرك أن الله جل جلاله هو رب الكون و العالمين و لا ميزة لنا نحن العرب عند الله على الآخرين ، حيث يتوهم الكثيرون أن الله معنا دون غيرنا و رمينا كثيرا من همومنا و قصورنا و أهدافنا على الله عز و جل ليساعدنا حسب اعتقادنا من دون الآخرين .
وفي الحقيقة أن هذا وهم كبير علينا أن نعتمد على أنفسنا من خلال العقل و العلم والعدل و الاستفادة من تجارب الآخرين و تجاربنا مع الأخذ بعين الاعتبار تغيير الظروف وتغير الأحوال فمن جد وجد و من زرع حصد ، و من تعلم عرف و من عرف عمل ومن عمل ربح ، فالإنسان هو الذي يرسم خط سيره و كذلك الأمم و الشعوب بحيث تكون هذه نقطة بداية واقعية من خلالها يتم تربية الأجيال على الاعتماد على العقل والعلم و العمل و العدل و توضع المناهج على ضوء ذلك و تفتح عيوننا و عقولنا و أذهاننا للبدء بخط حياة جديدة بعيدا عن كل الأوهام و الغيبيات و المعجزات و من خلال السير بهذا الطريق سيدرك العرب من خلال الثقافة العلمية الواقعية أهمية وحدة الأمة و أن القوة في هذه الوحدة أن الوحدة تتم بالتدريج معتمدة الناحية الجغرافية و الثقافية و تحقق هذه الوحدات مصلحة كل المواطنين في هذه الوحدات .. و تزيد قوة الأمة على أساس من الحفاظ على حقوقها و سيادتها على أرضها و مواردها .. كما تؤسس حضورا قوميا ودوليا يخدم الشعب العربي كله و حقوقه وكرامته و يساهم في إرساء تعاون عالمي وفق هذه المبادئ .
و ليس صعبا أو مستحيلا تفعيل الميكانيزمات الاجتماعية و السياسية التي سبق وطرحها أكثر من مفكر عربي في الدوائر الجغرافية العربية الآسيوية التاريخية المعروفة فضلا عن الدوائر الأفريقية .. بلاد الشام ، سوريا ، لبنان ، الأردن ، و فلسطين ، و الجزيرة العربية و دائرة العراق و الكويت .