النصر لأصحاب الأرض

النصر لأصحاب الأرض
جريدة الهلال – الثلاثاء – 1/5/2001
مع استمرار الانتفاضة الفلسطينية يجب طرح الحل العربي للعالم ، كانت فلسطين قبل سنة 1914 ضمن بلاد الشام التي كانت ضمن الإمبراطورية العثمانية و لدى قيام أحرار العرب في سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن و العراق و الحجاز و نجد بثورتهم ضد الحكم العثماني و تحالفوا مع الحلفاء ضد الأتراك كان هدفهم طرد الأتراك من بلادهم و إقامة دولة عربية واحدة قوية تشمل سوريا و لبنان و فلسطين و شرق الأردن و العراق و الحجاز و نحد و كانت ثورة العرب بقيادة شريف مكة الحسين بن علي .
و لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، فقد كان هناك تآمر من دول الحلفاء على تقسيم بلاد الشام و صدور وعد بلفور بأن تكون فلسطين وطناً قوميا لليهود ، و تسهيلا لتحقيق هذا الهدف قسمت بلاد الشام و التي كانت على مر آلاف السنين دولة واحدة إلى أربعة أقسام كما هو معروف و ظهرت هناك مفاجآت في الجزيرة العربية قامت على أثرها المملكة العربية السعودية التي ضمت الحجاز و نجد و عسير و الإحساء و نجران كما ظهرت دولة العراق بقيادة الملك فيصل على اثر معركة ميسلون سنة 1921 ، و تسهيلا لتنفيذ وعد بلفور فقد وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني و استمر هذا الانتداب حتى 15 أيار سنة 1948 .
و اليوم نحن نرى الحجر الفلسطيني في مواجهة الدبابة الإسرائيلية و يسقط يوميا عدد من الضحايا و هم يعرفون أن إسرائيل قوية و لكنهم يستذكرون ثورة فيتنام ضد أميركا وكذلك ثورة الجزائر البلد الفقير ضد فرنسا و يستذكرون ثورة جنوب أفريقيا البلد الأسود الفقير ، كما يستذكرون أن الصليبيين احتلوا فلسطين و بعض ارض الشام مائتي عام ، و لأنهم غرباء خرجوا مدحورين .
كل هذه الأحداث و لظروف يعرفها الفلسطينيون و العرف الشرفاء جيدا ، و هي مثبتة في بطون كتب التاريخ و سوف يأتي اليوم الذي يحصل فيه الفلسطينيون على استقلال بلدهم فلسطين و سوف يعاملون اليهود كما عامل صلاح الدين الأيوبي الصليبيين عندما فتح بيت المقدس حيث اظهر تسامحا عربيا إسلاميا ، جعل له التاريخ بعكس معاملة اليهود للفلسطينيين في دير ياسين و قانا .