يوم الشر قادم و لا مجال للتعقل
الوحدة – الأربعاء – 29/1/2003
دون الدخول في التفاصيل ، فأميركا مصممة على مهاجمة العراق لأسباب هي تعرفها و مؤمنة بها ، قد يكون منها عدم اعتراف العراق بدولة إسرائيل في حين معظم الدول العربية وافقت على قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين و اعتبروا ذلك أمرا واقعا ، و قد يكون منها السيطرة على الجزيرة العربية و دول الخليج ، و تصبح هذه البلاد تحت السيطرة ، كذلك على بترول العراق ، بحيث تضع أميركا يدها على معظم منابع البترول في العالم ، و بذلك تفرض سيطرتها على معظم دول العالم ، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي ، و روسيا ، و الصين ، و فرنسا ، و ألمانيا ، و غيرها من الدول ، و قد يكون منها منع العراق من أي يمتلك ناصية العلم الحديث و التكنولوجيا و يلحق بركب الشعوب المتقدمة ، و قد يكوون منها حماية إسرائيل و أصدقاء أميركا من أي عدوان ، مهما كان مصدره ، و رغم موافقة العراق على دخول المفتشين الدوليين للبحث عن ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل التي تعتقد أميركا أن العراق يمتلكها و رغم معارضة فرنسا و ألمانيا و روسيا و تركيا و السعودية و سوريا و إيران و مصر و غيرها من دول العالم ، بما فيها شعوب بريطانيا و أميركا و شعوب دول الاتحاد الأوروبي ، رغم معارضة كل هؤلاء بالإضافة إلى البابا و رجال الفكر و العلم في العالم لضرب العراق ، إلا أن أميركا مصممة على ضرب العراق ، و هي تحشد من الجيوش و الطائرات و الأساطيل و كل أنواع الأسلحة ما يكفي لحرب عالمية ثالثة قد تكون أسلحة الدمار احد وسائلها ، إذا ما وقعت الحرب ستفني ملايين البشر من الجهات المشتركة في الحرب ، و لن تكون خسائر أميركا بأقل من خسائر الأطراف الأخرى .
و يزداد القتل بين الناس ي كل مكان في العالم ، و تنتشر الحرب في العالم انتشار النار في الهشيم ، كل ذلك سيحصل و لا يعلم إلا الله النتائج الوخيمة التي تلحق في العالم و أميركا و العراق خلاصة القول أن أميركا مصممة على مهاجمة العراق ، و يوم الشر قادم و في هذه الحالة ماذا يجب على العراق أن يعمل ، و ماذا يجب على العرب أن يعملوا ، و ماذا يجب على المنظمات العربية بجميع إشكالها و فروعها أن تعمل ، و ماذا يجب على المسلمين الشرفاء أن يعملوا ، و ماذا يجب على الأحزاب العربية أن تعمل ، إذ أن على كل طرف واجب وطني و قومي و إسلامي و إنساني أن يقوم به بقوه و شجاعة و تضحية ، حيث أن الشر مفروض علينا من قبل أميركا و قد قال الشاعر العربي :
و الشر أن تلقه بالخير ضقت به ذرعـاً و أن تلقه بالشر ينحسم
و طاب الموت يا عرب ، و كان العرب يرفعون هذه المقولة عندما يشتد الخطب و يشعر العرب بالظلم و يتنادون بالنخوة و قال عنترة :
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
وقد سطر التاريخ للعرب أياما خالدة مثل معركة ذي قار ، و معركة اليرموك ، و معركة القادسية ، و معركة عين جالوت ، و ثورة العرب ، و ضد الأتراك ، و ثورة سوريا ضد الفرنسيين ، و معركة ميسلون ، و ثورة الجزائر ضد فرنسا ، و هبة شعب بورسعيد ضد الفرنسيين و الانجليز في حرب السويس ، و يوم تحرك الجيش المصري و السوري في حرب تشرين 73 ، و يوم قام حزب الله بتحرير جنوب لبنان من الإسرائيليين ، ثم انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى و الثانية ، و ما قدمه الشعب الفلسطيني من آلاف الشهداء و لا يزال يقدم حتى تحرير فلسطين .
فالحرب دفاعا عن الوطن و النفس و المال حق مشروع ، و طالما أن جميع الناس سيموتون حتى بدون حرب ، فإن المجاهدين يموتون ميتة الشرف يسجلها لهم التاريخ و الأجيال دفاعا عن الأوطان و الكرامة . و قال الشاعر :
إذا لم يكن من الموت بـد فمن العار أن تموت جبانا
و عليه فان على العرب الأحرار و الشعب العراقي و الأحزاب العربية و والإسلامية حال هجوم أميركا على العراق أن يحرقوا الأرض تحت أقدام الأمريكان المعتدين في كل مكان من الأرض العربية ، و كل أنحاء العالم ، و تستمر الحرب سنة و سنتان و عشر و عشرين عاما ، حتى يطرد الأمريكان من كل الأرض العربية و تعود جيوش أميركا إلى بلدها ، ثم يسود السلام و العدل بين شعوب و أمم الأرض ، و تركز الشعوب اهتمامها على التنمية و العلم و العدل و التسامح و التعاون ، بين كافة شعوب الأرض ، بما فيها الشعب الأميركي المسالم ، و تنتهي الروح العدوانية من القادة المصابين بمرض نفسي هو السيطرة على الآخرين و توسيع نفوذهم ، ثم يصل العالم إلى وقت تنتهي فيه الحروب و ليسود الأمن و العدل و السلام .