شاب وسيم , مغرور ومن عائلة ثرية , سطحي .. لا هم له في هذه الحياة سوى التباهي أمام شلة أصدقاءه بعدد الفتيات اللواتي تمكن من ايقاعهن في مصيدته . في يوم من الأيام تعرف عليها و سرعان ما نالت اعجابه , فتراهن مع اصدقائه بأن هناك فريسة جديدة ستقع في المصيدة خلال أيام معدودة . بدأ تنفيذ خطته مستعينا بالكلام المعسول والوعود الكاذبة . جعلها تطير .. تحلق عاليا في عالم الحب الوردي , وتغرق مستسلمة في بحور الود والغرام . استطاع بخبراته العاطفية التي اكتسبها على مر السنين ومن علاقاته المتعددة بأن يزلزل كيانها ويشغل قلبها حتى أصبحت مولعة به و بات هو كل شيء في حياتها . بعد فترة من الزمن شعر بأنه أخيرا قد تمكن من دحر كل خطوط دفاعها , فأراد أن ينال منها كما فعل مع الكثيرات من قبلها ... لكن كم كانت المفآجأة قاسية عليه حين صدته و أخبرته بأن ما يجمعهما من حب طاهر ومشاعر صادقة لا تكون نهايتها الشرعية الا بالزواج . حاول اقناعها و مراوغتها , الا أنها في كل مرة كانت أكثر اصرارا على قرارها . لأول مرة يشعر بالفشل أمام نفسه وبالخجل والاحراج أمام أصدقائه , فكرهها وأعلن الحرب عليها لينتقم لكبريائه وليلقنها درسا لن تنساه . فهو أبدا ما اعتاد أن تقال كلمة " لا " له . اتصل بها من جديد ليعبر لها عن حبه وشوقه ويلتمس الصفح عما بدر منه .. أكد لها بأنها الهواء الذي يتنفس , والعشق الذي لا يمكن أن يحيا من دونه .. استجابت الفتاة وبادلته مشاعره حين أكد لها بأنه عازم على خطبتها بأقرب فرصة . بقي الشاب على اتصال بها , يلهب مشاعرها بأجمل العبارات .. لا يدعها تلتقط أنفاسها ..كي لا يتيح لها فرصة للاستنجاد بعقلها . ولكي يطمئن قلبها أكثر له .. حدد لها موعدا وهمي لاستقبال عائلته كي يطلبوا يدها . في احد الأيام أخبرها بأن هناك الكثير من الأمور التي يود مناقشتها معها فيما يخص حياتهم الزوجية المقبلة والتحضيرلحفل الخطوبة , لكنها أمور لا تقال على الهاتف ويود رؤيتها لمناقشتها . رفضت في بداية الأمر وترددت , لكنه تمكن من اقناعها وحدد لها المكان والزمان . ا تصل الشاب ببعض اصدقائه وحدد لهم نفس المكان والزمان وأخبرهم بأنه ستأتي فتاة لتسأل عنه ... هي هدية منه لهم ليصنعوا بها ما يشاؤون . في الموعد المحدد حضرت الفتاة لا تعلم ما الذي ينتظرها .. وما أن دخلت من الباب تنادي على من كان حبيبها , حتى أنقض الشباب عليها هجوم وحوش ضارية . وبعد أن فرغوا منها خرجوا و تركوها في حالة يرثى لها . أقبل الحبيب المخادع فرحا بانتصاره , هنأ زملاءه على انجاز المهمة الموكلة أليهم بكل نجاح .. وأراد أن يلقي نظرة أخيرة على ضحيته الشريفة ليشفي غليله منها .. وما أن وقعت عيناه على الفتاة حتى كادت روحه تفارق جسده ..أخذ يصرخ كالمجنون ويضرب رأسه بالحائط قائلا : أيها الأوغاد ماذا فعلتم ؟؟ انها أختي .. انها أختي , ويلي يا أختي ماذا فعلت بك !. الحبيبة لم تشأ أن ترفض طلب الشاب كي لا يغضب منها وتخسره مجددا , هي تثق به .. وهو الذي سيصبح خطيبها ومن ثم زوجها عما قريب , لكنها في نفس الوقت لم تتقبل فكرة أن تتواجد معه في مكان مغلق لوحدهما من دون صفة شرعية , فآثرت أن تسبقها وتوافيها شقيقة حبيبها في المكان والزمان المحددين .. وهكذا كان . |