مهارات شخصية/ إن التحدث إلى مجموعة من الناس وان كنا نعرفهم جيدا يختلف تماما عن إلقاء الخطاب إليهم، فنحن نجيد الكلام معهم ومع ذلك فإننا عندما يطلب منا إلقاء خطاب لهذه المجموعة نصاب بالتوتر، ويتحول الشخص الواثق من نفسه إلى شخص يكاد يغرق في عرقه. فما يتطلبه التواصل العادي غير كافي أبدا لينقذه من هذه المواقف العلنية والتي يسلط فيها الضوء.
لكن الخبر المفرح في هذا أنه وبمجرد أن يتعلم طريقة الأداء والعمل يستطيع وبصورة جيدة أن يقلص من حجم هذا التوتر أو على الأقل يسيطر على تأثيراته، ونحن نوجه النصح له ولك عزيزي القارئ، بدلا من محاولة تطوير أسلوب خطابة تقلد في شخصا تعتقد انك يجب أن تكون مثله، عليك أن تبذل نفس الجهد في محاولة أن تتصرف على طبيعتك, ثم راقب كيف انك ستصبح أكثر فاعلية وأكثر ارتياحا وثقة.
الأساس المتين:يهدف هذا الموضوع إلى تعليمك المهارات الجسدية الخمس التي ستساعدك في إعادة تجميع طاقتك للوصول إلى أسلوب في الخطابة يلامس أذان سامعيك بطريقة تتوافق مع شخصيتك لأنك ستركز فيه على حقيقتك، وبالتالي فان هذا الأسلوب سيقنع سامعيك إذا لم تكن تتحلى بالحيوية والحماس فان فرصتك كي تصبح خطيبا مميزا ضئيلة للغاية فلا تحاول ذلك. أما إذا كنت تملك أسلوبا في إيصال فكرة ما كرواية القصص التي تحمل أفكارا وعبرا فمن الممكن أن تستخدم هذه المهارات كأساس لأسلوب خطابة خاص بك، لأنك تمتلكها بشكل طبيعي.
عندما نعثر على أسلوب الخطابة المناسب لنا فانه سيصبح جزءا منا سيكتسب صفة العفوية، وكل ما ستفعله بعد ذلك هو إجراء بعض التعديلات بحسب الموقف:
من المهارات الجسدية:أولا: التوازن وكيفية الوقوف:يجب أن تكون وضعيه الوقوف المتوازنة أو الثابتة هي نقطه البداية والانطلاق فهي تركز انتباه الجمهور، فأحيانا لا نشعر بالراحة لشكل معين من الوقوف. وهناك علاقة بين وضعيه الوقوف وسهوله الحركة أثناء إلقاء الخطاب مما يجعلها طبيعية.
ثانيا: تنظيم التنفس:في الحقيقة عندما نشعر بالتوتر أثناء إلقاء كلمه أو إعطاء محاضره، فإننا نقاوم عملية التنفس، الأمر الذي سيؤثر على قدرتنا على أداء مهمتنا بشكل فعال . سنشعر أن صدورنا باتت ضيقه، وحناجرنا قد أغلقت، وصار تنفسنا سطحيا، وقد يتحول في بعض الأحيان إلى تنهدات، كل ما سبق يدل على أننا لا نستنشق كميه كافيه من الهواء. فالطريقة الخاطئه في التنفس تقلل من كميه الهواء اللازمة كي نتحكم بطول الجملة وتحد من الخيارات التي من الممكن استخدامها لاضافه التنوع والجاذبية لخطابنا. إن تعلم الطريقة الصحيحة في التنفس لن تحسم نبرة صوتنا وتحمى صحة أوتارنا الصوتية فحسب، لكنها ستساعدنا على التخلص من التوتر الذي ينتابنا في مواقف التكلم أمام الجماهير
ثالثا: التواصل البصري:تذكر دائما أن الانطباعات التي ستقرؤها في عيون مستمعيك لن يكون لها في أغلب الأحيان أية علاقة بك. الناس الذين يأتون ليستمعوا إلى خطابك أو محاضرتك أو أولئك الذين سيجرون المقابلة معك يحملون معهم قصه حياتهم وهمومهم تماما كما تفعل أنت. وفى الوقت الذي تتناسى همومك لتركز على العمل الذي تقوم به فإنهم عاده لا يقومون بذلك. وهنا تأتى مهمتك بأن تحملهم على نسيان همومهم وحياتهم قليلا ليركزوا على ما تقول. والنظر في عيونهم مباشره قد يساعدك في هذا فهو يجبرهم على الانتباه ويجعلهم قادرين أكثر على استقبال ما تقول.
إضافة إلى ما سبق، فأنت عندما تحقق التواصل البصري مع الشخص الذي تتحدث إليه تحصل على ملاحظات فوريه منه تحتاج إليها حتى تعدل من أدائك . فعلى سبيل المثال، بامكانك أن تقيم مدى إصغاء الجمهور لك وانتباهه لما تقول، وإذا رأيت أن نقطه ما قد أربكتهم فقد تقوم بتوضيح سريع لها، أو قد يظهرون عدم الارتياح أو بعض التشتت بسبب الطقس مثلا، فتقوم عندئذ باختصار بعض النقاط .
رابعا: حركات اليدين:ليست الغاية من كلامي هذا أن أخبرك إن كان عليك أن تحرك يديك أو لا تحركهما، بل أن أبين لك كيف توظف هذه الحركة بما يخدم خطابك، مثل ذلك مثل المهارات الأخرى التي ناقشتها في هذا الموضوع. يحق لك أن تحرك يديك بالطريقة التي تريحك أثناء إلقائك لخطابك أو إعطائك لمحاضره ، ضعاهما في جيبك، على المنصة، أو حتى لوح بهما في الهواء، لكن ليس طوال الوقت. فحركات اليدين ستساعد سامعيك على فهمك بطريقه أفضل، والاعتدال في الحركة هو المفتاح. حاول أن تكون حركات يديك عفويه وتلقائية قدر الامكان، ونوع من هذه الحركات، فعلى سبيل المثال من غير اللائق أن تقوم بحركة واحده طوال الخطاب كتحريك إصبعك فالعدو الأول للخطيب هو التكرار حتى ولو كان في أداء حركه بعينها .
خامسا: قوه الصوت :لا يحتاج الأمر إلى دروس في الكلام، كما لا يتطلب أن تكون مقدما تلفزيونيا أو ممثلا حتى تتقن كيفيه استخدام الصوت في التعبير. كل ما عليك فعله هو أن تتذكر أن الجمهور جاء حتى يسمعك، وان تحدد شدة الصوت التي ستحقق لك هذا ضمن بيئة المكان الذي أنت فيه، ثم حاول أن تحافظ على هذه الشدة طوال المحاضرة. ولا يكفى أن يسمعك الحاضرون، بل يجب أن يفهموا ما تقول أيضا، فلا تسقط حرفا أو كلمه تؤثر على المعنى، كذلك يجب أن تحدد مع قوة الصوت سرعته حتى لا يشعر الحاضرون بالملل أو انك أتيت دون رغبة منك، أو أن هناك من هو أولى منهم بهذا الوقت. هذا ما عليك تحقيقه من الاستخدام الجيد للمهارات الجسدية، وبعدها ستتشكل لديك القاعدة اللازمة لتوجيه طاقاتك لتحقيق مستوى من الأداء تستطيع به أسر الآخرين وإقناعهم .