كسب القلوب وسلب الجيوب!

يقول الجنرال ويليام كولدويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي "إن بإمكان الجيش الأمريكي أن يكسب جميع المعارك دون تحقيق هدفه وهوتحقيق السلام". ولهذا قام الجيش بوضع كتيب يركز فيه على "كيفية
كسب القلوب والعقول" الى جانب استخدام القوة لهزيمة الأعداء ، ويتوقع صدور الكتيب في وقت لاحق من هذا الشهر ، القوات البريطانية تسير على النهج ذاته ، حيث عمدت إلى دعوة عدد من شيوخ القبائل الأفغان إلى بريطانيا كي "يتفرجوا" على المسلمين البريطانيين ، وكيف انهم يصلون في مساجدهم كبقية خلق الله ، وأنهم غير مضطهدين ، في محاولة لتحسين صورة الاحتلال البريطاني لأفغانستان،

أشعر أن هؤلاء الذين يفكرون على هذا النحو يتمتعون بقدر كبير من السذاجة أو"التساذج" ، إذ كيف لهم أن يكسبوا عقول وقلوب الشعب الأفغاني وذاكرته ممتلئة بمناظر أشلاء أحبابهم متناثرة في أكثر من عرس قصفته قوات الاحتلال الأممي في أفغانسان؟ هذه الصورة الدامية كفيلة بمسح اي جهد غبي لكسب العقول أوالقلوب ، لأنها ممتلئة حقدا على من يرتكب يوميا جرائم بحق أحبابهم ، كيف تكسب أمريكا قلوب العرب والمسلمين ، ولم تزل ترن في أفئدتهم تصريحات أوباما ووزيرة خارجيته بالالتزام الصارم بدعم أمن إسرائيل ، رغم كل ما تقترف من عسف وقهر وعدوان على فلسطين وشعبها ومقدساتها؟

مضحكة حد السخرية محاولات أمريكا وبريطانيا لكسب العقول والقلوب ، وهما - تاريخيا - سلبتا شعوب هذه المنطقة ما في جيوبها وحرمتاها لذة العيش الكريم الآمن ، وباتت ذاكرة هذه الشعوب مليئة بمشاهد القتل والإذلال في غزة وجنين والفلوجة وبحر البقر ويافا وآلاف المواقع في هذه البلاد المبتلاة بتاريخ "ثري" من الجرائم لا تمحوه لا كتب ولا مجلدات ولا مشاريع "الزائر الدولي" الأمريكية والبريطانية،

كسب القلوب والعقول لا يكون بالهمبكة والجلاجلا ، فنحن ننظر إلى ما تفعله يدا الصياد لا ما تسكبه عيونه من دموع،

يسلمو ع المرور