في أسوأ أحلامنا ، لا يمكن أن يخطر بالبال أن تقبيل الأب لابنته التي تدرس في الروضة يمكن أن يشكل جريمة يعاقب عليها القانون ، هذا تحذير لا لبس فيه:
إذا كنت في السويد ، احذر من تقبيل بناتك في مكان عام ، لأنك ستقع تحت طائلة القانون "الأعوج" وستتهم بالتحرش الجنسي بالأبناء والبنات ، أما إذا مارست "الفحش" مع صديقتك في الشارع العام بالضم واللثم وربما بتحسس أجزاء من جسمها ، فهذا جزء من الحرية الشخصية ، وليس من حق أحد أن يتدخل بك،.
هذه الصورة ليست من بنات الأفكار ، وليست مختلقة ، بل جاءتني عبر رسالة إلكترونية ، مدعمة بالصور ، من مواطن عربي مسلم يحمل الجنسية السويدية ويعيش هناك ، السيد ديراني لديه 3 بنات أعمارهن 4 سنوات و 3 سنوات وطفلة 4 أشهر ، مؤسسة ما يسمى "الخدمة الاجتماعية" أخذتهن في 5 آذار 2010 بعد اتهام الأب بأنه يقوم بالتحرش الجنسي بالأطفال ، علما بأنه مسلم وزوجته ترتدي الحجاب.
يقول: قصتي بدأت عندما ذهبت لإيصال بناتي إلى الروضة ، حيث قامت ابنتي بتقبيلي على وجهي ، ورأت المعلمة ابنتي وهي تقبلني ، فاتهموني بأني أقوم بالتحرش الجنسي مع بناتي.
وبناء عليه سلبوه بناته ، بحجة الحفاظ عليهن ، وهو "يناشد العالم" وكل من له قلب من الناس المساعدة على إعادة أطفاله إليه،.
ليس بعيدا عن هذه "الأسطورة" الغربية ، قصة السيدة نبال ، التي تواصلت معها عبر الهاتف ، وشرحت لي قصتها الأكثر غرابة من الخيال ، السيدة نبال مواطنة من أصل أردني ، مسلمة ترتدي الحجاب ، تقطن في ستوكهولم بالسويد ، في أواخر شهر شباط تعرضت الى مشادة كلامية مع سيدة سويدية اتهمتها بانها تؤذي اطفالها الاربعة ، وقامت بتهديدها بسلب أولادها منها ، وتبين انها مسؤولة في الخدمة الاجتماعية في المنطقه التي تقطن فيها ، ولأنها مسلمة ومحجبة ، كما تقول نبال ، قامت السيدة بتحرير تقرير كاذب وخال من الصحة ، تظهر فيه أن الأم متوحشة ومجرمة ، وبعد أسبوع فوجئت بعشرين فردا من الشرطة يقتحمون البيت عليها وهي نائمة وأولادها في حضنها ، حيث قام عنصران من الشرطة بتثبيتها ، وتم اخذ الاطفال منها ، وحتى الآن لا تعرف اين هم ، ويوم الأربعاء الماضي كانت هناك جلسة في المحكمة ، وشعرت كما تقول أن القضية تسير في منحى أكثر خطورة ، حيث حولت إلى الشرطة ، والتي ستجري تحقيقاتها الخاصة مع الأبناء ، الذين يقبعون بعيدا عن الأم لدى عائلات سويدية ، وليس مسموحا للأم حتى أن تراهم،.
الأسوأ ، أن لدى السيدة نبال محاميها الخاص ، غير أن مؤسسة الخدمة الاجتماعية عينت لها محاميا من قبلها ، ولم تسمح لمحاميها أن يترافع عنها ، نبال الآن في حالة يرثى لها ، ولا تستطيع العيش بدون مهدئات ولا تستطيع النوم بدون أخذ منوم ، وهو أمر تم توظيفه ضدها في القضية ، حيث تم الوصول الى قرار (ان الام لا تصلح لحضانة اطفال،،).
هاتان صورتان من مجتمع غربي ، يبدي حرصا كاذبا على الأطفال الذين يحيون في كنفه ، أما أطفال العالم الثالث الذين تفتك بهم أسلحته ، وتسحقهم سياساته الهمجية ، فلا ذكر لهم في هذا السياق،.
عاشت الحضارة الغربية ، التي يتغنى بها المنهزمون،.