الغياب عن مجلس النواب

الغياب عن مجلس النواب
الهلال – الثلاثاء – 20/3/2001
في بعض مناطق المملكة العربية السعودية و الخليج العربي ، يقولون عن الشخص بعد أن يموت "غاب" ، بدلا من القول "مات" ، و من خلال هذا اللفظ و هذا المعنى فإنني ألج إلى موضوع انتخاب مجلس النواب الأردني بديلا عن النائب الذي "غاب" "توفى" ، و في هذا المجال كتب كثيرون و هو ما اعتقده كافيا .
و لكن ما ارغب ببحثه موضوع انتخاب نائب بدلا من النائب الذي "مات" ، "غاب" ، مع التأكيد على أن مهمة مجلس النواب تؤثر على مصالح الدولة من جميع النواحي و نشاطاته ، و تلعب دورا كبيرا في رسم سياسة الدولة .
و للعلم فان الدولة غير الحكومة حيث أن مفهوم الدولة الدستوري يشتمل الوطن و الشعب و الحكومة ، فانه و المهمة هذه أصبح الغياب عن المجلس و نقص النصاب القانوني و التخلف عن حضور بعض جلسات المجلس من قبل أي نائب يلحق ضررا كبيرا بمصالح الدولة ، و من هذا المنطلق أصبح لزاما على إدارة مجلس النواب أن تجري التعديلات الضرورية لضمان استمرار أداء النواب مهمهم باستمرار وجدية و اهتمام بحيث لا يجوز أن يغيب أن نائب عن أي جلسة إلا لأسباب اضطرارية جدا يقتنع بها المجلس ، فان تجاوز غياب أي نائب ثلاث مرات فانه يصبح من حق المجلس أن يعتبره "غاب" بمعنى "مات وظيفيا" ، و من ثم يقوم المجلس بانتخاب بديل له ، أما بالصورة التي نسمع عنها هذه الأيام بان يقوم المجلس بانتخاب بديل عن النائب الذي "غاب" "مات" من المرشحين في تلك الدائرة ، أو عن طريق اعتماد من حصل على أعلى الأصوات بعد الذي "مات" "غاب" في دائرته .
إذا ما تم إجراء هذا التعديل فإننا لن نرى نائبا واحدا يغيب عن أي جلسة أو يؤثر في إضعاف النصاب القانوني لجلسات مجلس النواب ، كما و سنرى جدية في أداء المهمة التي وكلها الشعب للنائب لمراقبة أعمال الحكومة و المساهمة في التشريعات و القوانين ، و المساهمة في مناقشة قضايا الشعب و الحكومة و الوطن .
و ختاما و فيما يتعلق بإيجاد البديل للنائب المتوفى في الدائرة الثالثة ، فان الطريقة الصحيحة حسب رأيي هي أن يحل محله المرشح الذي حصل على أعلى الأصوات بعد الناجحين في منطقة النائب المتوفى ، حيث أن ذلك أحق للعدالة و يوفر كثيرا من الجهد و المال و المشاحنات ، و هذا يأتي في مجمله بعد أن يتخذ أصحاب القرار قرارهم بوضع قانون انتخاب عصري يماشي ركب التطوير ويحسن صورة مجالس النواب من خلال الكفاءات العالية و طريقة الانتخاب العادلة و النزيهة ، بحيث تسمع أصوات مختلف الاتجاهات و الآراء في مجلس نواب الأمة .