مدينة العقبة أنموذج يمكن تقليده

مدينة العقبة أنموذج يمكن تقليده
جريدة الدستور – 9/10/2003
إلى المحرر :
زيارة مدينة العقبة هذه الأيام و التجول في شوارعها و أحيائها و سواحلها و دخلاتها و حدائقها و مواقف الباصات و السيارات فيها و الأرصفة النظيفة المبلطة و الأشجار المزروعة على جوانب الشوارع و الدربزينات حول الأرصفة لتنظيم سير المشاة و تخصيص ممرات للمشاة و كل ما ينم عن الذوق السليم من نظافة و تنظيم و جمال في كل الأماكن ، كل ذلك يدخل البهجة و السرور في النفس و يصل إلى نتيجة أن المسئولين عن ذلك اتصفوا بعوامل النجاح في أداء مهمتهم الحضارية التي تجعل من مدينة العقبة مدينة نظيفة و منظمة و جميلة تضاهي المدن في البلاد المتقدمة .
هذه العوامل أولها الرغبة في العمل و الانجاز من قبل المسئولين و ثانيا : الخطة المرحلية للانجاز المبنية على الواقع المتاح و الظروف . و ثالثا : الإمكانات المتاحة من قبل الحكومة و السلطة و بالمناسبة ليست إمكانات كبيرة و عالية و رابعا : الذوق السليم في مجالات النظافة و التنظيم ، أنا لا أبالغ في ما ذكرت و أن من زار العقبة شاهد ذلك و من سيزورها سيلمس ذلك و ما أود الوصول إليه هو الرغبة في أن تسير المدن الأردنية الأخرى على طريق العقبة لتصبح هذه المدن نظيفة و جميلة و منظمة .
قد يسأل سائل أو يتساءل أن الإمكانات المتاحة للمسئولين في العقبة غير متاحة للمدن الأخرى ، و الإجابة على ذلك هي في الأسئلة التالية :
هل تنظيف الشوارع بشكل جيد يحتاج لإمكانات كبيرة و هل عمل أرصفة منظمة يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل وضع دربزينات على بعض الأرصفة لتحديد مسار المشاة و أماكن التقاطع على الشوارع يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل تكليف التجار بدهان أبواب متاجرهم بألوان متناسقة يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل تكليف أصحاب اليافطات و الآرمات بدهنها بألوان متناسقة يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل زراعة الأشجار الحرجية على حواف الشوارع و مداخل المدن تحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل تنظيم السير بالتعاون مع المسئولين يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل عمل وحدات صحية عامة في عدة مواقع في المدينة يحتاج إلى إمكانات كبيرة و هل تشكيل فرقة من البلدية للتجوال في كل أحياء المدينة للبحث عن كل ما يمكن عمله لتنظيف المدينة و تجميلها و المتابعة يحتاج إلى إمكانات كبيرة ، و هل تفعل دور المرأة في المدينة و دعوة النساء إلى اجتماعات كل ثلاثة شهور مره للاجتماع مع رئيس البلدية و الأعضاء و المختصين للبحث في شؤون المدينة في كل النواحي يحتاجان إلى إمكانات كبيرة ، لا شك أن هناك مشاريع كبيرة تخدم المدينة و تحتاج إلى إمكانات كبيرة قد تستطيع البلدية انجازها بنفسها أو بالتعاون مع الحكومة و السلطات الأخرى و الشركات .