الكرك مدينة للثقافة عام 2009 و مهرجان للربيع
جريدة الغد – الاثنين – 24/11/2008
الكرك في سياق التفكير في تمثيل الكرك لعاصمة الثقافة الأردنية عام 2009 ، ثمة خطوات ضرورية يجدر بالمسؤولين في المحافظة و المعنيين القيام بها ، للوصول الى تمثيل حقيقي معبر ، لا أن يكون الأمر مجرد حدث بروتوكولي رسمي .
في مقدمة الخطوات لا بد من تشكل لجنة مؤلفة من النواب و رؤساء البلديات و رؤساء البلديات و رؤساء النوادي و ديوان ابناء الكرك في عمان و الغرف التجارية في المحافظة بالتنسيق مع بلدية الكرك الكبرى لمتابعة النشاطات في كافة المجالات .
الخطوة التالية تتمثل في أن تقوم اللجنة بوضع خطة عمل منهجية تشمل تنظيف المدينة و القرى نظافة تامة ، إكمال الأرصفة في المدينة ( الكرك ) ، و القرى بشكل منتظم، تنظيف كل الشوائب و الأتربة و النفايات بشكل تام ، دهان جميع ابواب المحلات التجارية و البيوت بألوان متفق عليها ، دهان جميع اعمدة التلفون و الكهرباء و الاتصالات بألوان متفق عليها ، تنظيف أسطح المنازل و المحلات من الخردة و الأخشاب و الأتربة و مخلفات العمل ، بحيث تتحول سطوح المنازل و المحلات الى متنزهات نظيفة و تستغل من قبل العائلات و السكان ، و يتم ذلك مع البلديات ، إذ يمكن تحويل أسطح المنازل و المحلات من اماكن للخردة إلى متنزه جيد تجلس فيه العائلة و تمد النظر مع الأفق في مكان نظيف و يعتبر ذلك إضافة لمساحة البيت والمحل ، العمل على تزفيت الشوارع بحيث تصبح نظيفة و منظمة .
و من القضايا التي ينبغي أن تطرحها اللجنة ضرورة تفقد شبكات الصرف الصحي في المدينة و القرى بحيث تؤدي وظيفتها الصحية و تحقق النظافة ، جمع كل النفايات و البقايا و اكياس البلاستيك السوداء من المدينة و القرى و الطرق و الساحات ، حيث ثبت ضرر هذه الاكياس على صحة الناس من خلال دراسات تنهى عن استعمال اكياس البلاستيك السوداء ، إزالة كل الأتربة و المخلفات المتواجدة على جوانب الطرق في كل محافظة الكرك و تصبح الطرق و الشوارع نظيفة و مرتبة.
في سياق الاهتمام بالقطاعات المختلفة ، فإن خطة اللنة ستشمل العمل على زراعة الاشجار الحرجية – الاكاسيا و السرو و غيره – على جوانب الشوارع و الطرق في محافظة الكرك ، و ترى البلديات و مديريات الزراعة الحفاظ على الاشجار ، لما لها من اهمية في تحسين المنظر و جودة المناخ .
كما تدعوا اجراءات التجميل وا لتحسين أن تشمل الخطة استملاك الدكاكين المحاذية للدرج المقابل للمستشفى الايطالي لتوسيع الكوربة و تحسين منسوب الشارع .
على صعيد القرى المحيطة بالمدينة و باقي مرافق المحافظة فإنني اقترح تشكيل لجنة تنبثق من اللجنة السابقة لتزور كل قرى المحافظة ، و متابعة كل النواحي المذكورة ، و من ثم تحصيص خمس دوائز لأنظف خمس قرى تصرف من موازنة البلديات أو من المبالغ المخصصة للاحتفال بمدينة الكرك مدينة الثقافة لسنة 2009 .
ولأن الثقافة مفهوم شامل متكامل يضم في جنباته مجالات واسعة من الحياة فإن اللجنة مدعوة إلى التعاون مع التربية و المدارس و جامعة مؤتة لتثبيت قيم المواطنة الصالحة و الحفاظ على البيئة و العمل التطوعي ، و كذلك فتح الباب لتزويد مكتبة مدينة الكرك مدينة الثقافة لسنة 2009 بأي كتاب أو مقال أو منشور أو جريدة أو مجلة أو تاريخ ، أو كل ما يتعلق بالكرك من اقدم الازمان حتى اليوم ، و تعزيز ذلك بتخصيص جائزة لمن يقدم كتابا عن الكرك سواء في العصر القديم أو المتوسط أو الحاضر ، يبين اوجه الحضارة التي وجدت في الكرك .
بخصوص الطرق و الاستراحات على طريق المحافظة ، فاني اقترح أن توصي اللجنة بعمل خمسة محلات استراحة على الطرق من القطرانة الى الكرك ، مظللة بالشجر ، و هناك مقاعد اسمنتية لاستعمالة عند الحاجة من المسافرين و السيارات .
و كذلك تصليح استراحة اليوبيل تصليحا كاملاً ، و تعبيد الطريق اليها ، و تزويدها بالمرافق التي تجعل منها محلا سياحيا و جغرافيا مطلاً على الأغوار .
على صعيد المتنزهات و الحدائق ، فهنالك اولويات تتمثل بإتمام كل التصليحات اللازمة لمتنزه عين سارة ، بحيث يؤدي دوره في خدمة السكان و الضيوف و جعله متنزها فيه كل الخدمات ، و العمل على جعل سيل الكرك على طوله متنزها عاما مفتوحا ، و كذلك زيادة الاصلاحات و التحسينات الضرورية لكل من حديقة حابس المجالي و حديقة الظاهر بيبرس و تزويدها بلمسات فنية جميلة تدخل السرور الى قلب الزائر سواء من داخل منطقة الكرك أو من ضيوفها ، و السعي لدى الجهات المختصة للحصول على قطعة أرض على شاطيء البحر الميت تقارب مساحتها 20 دونما لتكون متنزها عاما .
أخيراً أقترح تخصيص خمسة ايام في شهر نيسان ( مثلا 20-25 ) من كل عام لإقامة مهرجان الربيع في الكرك ، تجري فيه المباريات الرياضية و المهرجانات الغنائية و الحفلات الموسيقية و المحاضرات الثقافية ، و زيارة الأماكن الاثرية و المقدسة ، مثل قلعة الكرك ، استراحة الكرك ، القرية السياحية برج الظاهر بيبرس ، مدرسة الكرك الثانوية ، مقامات المزار الجنوبي ، منطقة شجرة الميسة غرب مؤتة ، موقع معركة مؤتة ، آثار ذات رأس ، جبل شيحان ، منطقة جلجول المشرفة على مؤتة و العدنانية و الكرك ، منطقة العفرانة الواقعة بين الكرك وعي ، و تشرف على الاغوار و الحزمان و البحر الميت و هي منطقة مرتفعة ، و هناك منطقة تقع ما بين مؤتة و جلجول و الميسة و العفرانة مرتفعة ، و هي منطقة جميلة تشرف شرقا و غربا و قليل من الناس يعرفها ، علما بان هناك طريقا معبدة تخترقها .
في المحصلة المقصود أن نستثمر هذه المناسبة لاستعادة الحياة الثقافية بكامل صورها الادبية و الفنية و السلوكية في الكرك ، كي تبقى مدننا دوما متألقة في فعالياتها و جمالياتها .