المفاوضات المهزلة و صاحب العرس
جريدة الوحدة – الأربعاء - 19/6/2002
لا اريد أن اذهب بعيدا لتاريخ 1921 – 1936 – 1948 – 1967 – 1956 – 1968 – 1970 – 1977 – 1973 ، و مفاوضات كامب ديفيد و اوسلو ، و شرم الشيخ ، و وادي عربة ، و البيت الابيض مرات عديدة ، و لكني اشير إلى اثر هذه المفاوضات على وقف المقاومة المسماة لدى أميركا و إسرائيل ( بالارهاب ) ، و من ثم اصلاح الجهاز الاداري و الامني في السلطة ، و لا اعرف اين هي حدود هذه السلطة و التي لها 21 وزارة و إسرائيل تحاصر مقر زعيم السلطة و ما إلى ذلك من المهازل أمام نظر العالم بما فيه الزعماء العرب و مجلس الامن و الامم المتحدة و هذه المفاوضات اصبحت سيرة على افواه القاصي و الداني ، و النتيجة كمن يخض الماء ليستخرج منها زبدة ، كل هذا يجري بسبب العجز العربي على المستوى الرسمي و الشعبي ، حيث ترى التنازلات تلو التنازلات من الجانب العربي و الفسلطيني و لا امل و لا بصيص امل و ترى أن الاعلام العربي الرسمي استطاع أن يخدر الشعب العربي و يقبل الذل و الهوان حتى صح في الشعب العربي قول الشاعر :
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح الميت أيــلام
ولا ادري هل يسمح السيد مدير التحرير أن اعبر عن وجهة نظري ، املواطن العربي البسيط الذي يعيش في مدينة الكرك ، مدينة المجد و التاريخ و لا اريد أن ازيد و حسب اعتقادي انه لا يوجد مواطن عربي غير واع ، لما يدور في هذه المنطقة يتمنى أو يحلم أو يسعى أو يجتهد أو حتى يرغن انه اثناء صحةته ليلة القدر و التي كما يشير لها القرآن الكريم أن يطلب أن يصبح زعيما عربيا في أي من عشرين دولة عربية من المحيط إلى الخليج لانه لا يستطيع أن يعبر عن الواقع شيئا و بالتالي فهو لا يرغب في هذه المهمة ، عذرا لمدير التحرير -مركز غير مرغوب -.
و عودا على المفاوضات المهزلة ، ارجو أن اورد هذه القصة :
قيل أن رجلا كان يسير في شوارع المدينة بدون هدف ، و لكنه يسير و اثناء سيره و إذا بيافطة كبير معلقة على باب رئيسي مكتوب عليها ( عرس ) ، فقال لنفسه سوف ادخل إلى هذا العرس ، فدخل من الباب الرئيس و إذا هو في ساحة كبيرة و فيها بابان متقابلان ، و على كل باب يافطة كتب على الاولى للمدعووين ، و كتب على الثانية لغير المدعووين ، فما كان منه إلا أن دخل من باب غير المدعووين ، و عندما دخل وجد ساحة و فيها بابان ، كتبت علىالاولى للرجال و كتب على الثاني للنساء ، فما كان منه إلا أن دخل من باب الرجال ، فوجد ساحة و فيها بابان ، كتب على الباب الاول لحاملي الهدايا ، و كتب على الباب الثاني لغير حاملي الهدايا ، فما كان منه إلا أن دخل من باب غير حاملي الهدايا ، و لدى دخول هذا الباب وجد انه اصبح في الشارع العام خارج دائرة العرس ، فهل تكون المفاوضات الفلسطينية العربية الاسرائيلية مشابهة لما حصل في هذا العرس .