طرد الغزاة و تحرير الاوطان
جريدة المجد – الاثنين – 22/1/2006
بتفعيل هذه المقولة سينتصر العرب الاحرار على امريكا و إسرائيل ، و يحررون اوطانهم ، و ارجو أن لا يستعجل القاريء الكريم استهجان هذا القول و لا يقلب شفتيه و لاي تهم الكاتب بطرق باب الخيال و التمنيات و التي في مجملها لا تتفق مع الواقع العربي الراهن ، و ما اطلبه هو تأجيل ردة الفعل حتى يقرأ هذا المقال كاملا ، و هو سرد لوقائع تاريخية يعرفها كل مثقف تاريخيا و سياسيا .
1- هولاكو جاء من الشرق و اجتاح العراق و الشام ، و قتل من قتل و ظلم من ظلم و عمل ما عمل ، و كانت حال العرب من الهوان ما يشبه حالهم اليوم و لكن ارادة الشعب العربي و الجغرافيا العربية هزمت الغزاة و حررت الاوطان .
2- تيمور لنك جاء من الشرق و هاجم العراق و الشام و قتل من قتل و ظلم من ظلم و عمل ما عمل و كانت حال العرب من الهوان ما يشبه حالهم اليوم و لكن ارادة الشعب العربي و الجغرافيا العربية هزمت الغزاة و حررت الاوطان.
3- الصيبيون جاءوا من اوروبا و غزوا بلاد الشام و مصر و في عدة حملات منظمة و كان حال العرب من الهوان ما يشبه حالهم اليوم ، و قد استمر الغزو الصليبي حوالي 200 عام ، و لكن ارادة الشعب العربي و الجغرافيا العربية هزمت الصليبيين الغزاة و حررت الاوطان .
4- العثمانيون سيطروا على المشرق العربي بعد معركة مرج دابق سنة 1516 و استمر احتلاله للمشرق العربي اربعمائة عام و عملوا ما عملوا و ظلموا ما ظلموا و قتلوا من قتلوا و كان حال العرب تحت حكم العثمانيين من الهوان ما يشبه حالهم اليوم و لكن ارادة الشعب العربي و جغرافيا العربية هزمت العثمانيين سنة 1916 و حررت الاوطان .
5- بعد الحرب العالمية الاولى سنة 1914 اقتسمت كل من بريطانيا و فرنسا بلاد الشام و العراق بموجب اتفاقية سايكس بيكو و سيطرت بريطانيا و فرنسا على الأردن و فلسطين و العراق و سوريا و لبنان ، و كان حال العرب في هذه البلدان من الهوان ما يشبه حالهم اليوم و لكن ارادة سكان الشام و العراق و الجغرافيا هزمت الغزاة و حررت الاوطان .
( و لم يبق إلا جزء من بلاد الشام هو فلسطين تحت السيطرة الصهيونية حتى هذا التاريخ بسبب التخاذل العربي و الظروف الدولية و حماية امريكا لإسرائيل ) .
6- الغزو الفرنسي للجزائر و تونس حيث استمر احتلال فرنسا لهاتين المنطقتين اكثر من 130 سنة ، حتى وصل الامر إلى اعتبار فرنسا للجزائر كجزء من فرنسا ، و طمس اللغة العربية و احلال اللغة الفرنسية محلها و كان حال سكان الجزائر و تونس من الهوان ما يشبه الهوان الذي يعيشه العرب الآن ، و لكن إرادة الشعب القوية مع الجغرافيا لتونس و الجزائر هزمت الغزاة و حررت الاوطان .
7- الغزو الانجليزي لليمن الجنوبي ، حيث استمر احتلال الانجليز لتلك المنطقة اكثر من مائة عام ، و عاش العرب هناك تحت الحكم الانجليزي معيشة الهوان و الظلم ، و لكن ارادة شعب اليمن شماله و جنوبه مع جغرافية اليمن هزمت الغزاة و حررت الاوطان .
8- الغزو العربي لاسبانيا اثناء خلافة الوليد بن عبد الملك الخليفة الاموي بقيادة موسى بن نصير و طارق بن زياد و رغم أن الاحتلال العربي استمر في اسبانيا اكثر من سبعمائة عام إلا أن ارادة الشعب الاسباني و الجغرافيا الاسبانية استطاعتا هزيمة الغزاة و تحررت الاوطان .
و هناك مثال فيتنام و الغزو الفرنسي لها ثم تبعه الغزو الامريكي ثم استطاع الشعب الفيتنامي بالارادة و التصميم و بما تيسر من الاسلحة هزيمة امريكا و حرر بلاده .
كما أن هناك افغانستان حيث استطاع الشعب الافغاني و الجغرافيا هناك هزيمة الغزو السوفياتي و حرر بلاده و سوف يحرر الشعب الافغاني بلاده كذلك من الغزو الامريكي الحالي و الامثلة في التاريخ كثيرة و كثيرة .
و كما هو معروف فان العرب اليوم يعيشون حالة من الضعف و الهوان لا يحسدون عليها شعوبا و حكأما و نرى كذلك أن العرب الاحرار يتذمرون من هذا الواقع الذليل تجاه الغزو الصهيوني لفلسطين سنة 1948 و لا يزال ، و تجاه الغزو الامريكي للعراق سنة 2003 ، و لا يزال ، و يشاهد العالم و العرب المذابح التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين و الامريكان في العراق و لا نجد أية ردة فعل للطعن سوى المقاومة الفلسطينية البطلة و المقاومة العراقية البطلة ، و خلفها العرب الاحرار في كل مكان و الاخيار في العالم .
و اعود للمقولة السابقة و التي اصبحت شبه قاعدة تاريخية و جغرافية و هي أن ارادة الشعب المنظمة و الجغرافيا الطبيعية كفيلان بطرد الغزاة و تحرير الاوطان ، و عندما تستوي الظروف و يحين الوقت قد يقصر و قد يطول ، و لا تنسى أن عشر سنوات و عشرين سنة و خمسين سنه و مائة سنة في عمر التاريخ و الامم و الشعوب ليست طويلة ، و بالصبر يتحقق النصر ، و طالما أن عوامل النصر متوفة من خلال الارادة الشعبية العربية اقوية و الجغرافيا العربية فسوف يطرد الغزاة الصهاينة من فلسطين و الغزاة الامريكان من العراق و يعود للعرب عزهم و يلعبون دورهم الحضاري ، في بناء عالم متمدن يسوده الحق و العدل و السلام و أن غداً لناظره لقريب .