تحرير الزعماء العرب من الهيمنة الامريكية
جريدة المجد – الاثنين – 27/10/2003
مهلاً أيها القاريء الكريم ، إني ادرك حساسية بحث هذا الموضوع لانه ليس من السهل التطرق اليه على اعتبار أن مناقشته تعتبر من المقدسات التي لا يجوز البحث فيها على اعتبار أن البحث فيها يتجاوز الخط الاحمر ، بالاضافة إلى أن التشكيك في استقلالية الزعيم و حريته في اتخاذ القرارات مهما كانت صعبه متوفرة و موجودة ، و لا يجوز الطعن بان الزعيم مقيد من أية جهة و لا سلطة فوق سلطته إلا الله سبحانه و تعإلى و ضميره ، و انه لا يخضع لاية ضغوطات أو اوامر أو تعليمات أو ايحاءات ، و أن الزعيم يعرف أن مهمته من خلال مركزه الذي وصل اليه هي خدمه وطنه و شعبه دون أي ضغط من جهة اجنبية ، مع الاشارة إلى أن الضغط على الزعيم من قبل شعبه و مفكريه و النخبة الواعية هو امر مشروع على مدى التاريخ ، و كل مكان و زمان، حيث أن الزعيم هو صاحب القرار و حريته في اتخاذ ما يرى فيه مصلحة شعبه لا يشبهة حولها ، و هذا ه المعروف عن الزعيم الحر المخلص لشعبه .
و من خلال ما تيسر من دراستنا للتاريخ العالمي لكل شعوب العالم استقر في اذهاننا هذا المفهوم لشخصية الزعيم الذي يقدر مصلحة وطنه و شعبه و يتخذ قراراته بحرية في هذا المجال ، و لكن في النصف الثاني من القرن العشرين بشكل عام ، و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بشكل خاص ظهرت إلى الوجود سياسة القطب الواحد و هو امريكا التي اصبحت سيدة العالم بلا منازع لما لها من قوة اقتصادية و عسكرية و تكنولوجية و وحدة القيادة التي ترى أن رغبة امريكا يجب أن تتحقق عن أي طريق و بأي اسلوب و أي وقت حيث وصلت هذه الايحاءات إلى كل زعماء العالم و قراو الدرس جيدا على درجات مختلفة حسب ظروف دولهم و قوتها و امكانياتها و ذكائها السياسي و خاصة في العالم الثالث و العالم العربي بشكل خاص ، و هذا مدار موضوع هذا المقال ، فمن خلال استعراض واقع الدول العربية و مواقف زعمائها نرى أن هؤلاء الزعماء مع احترامنا لقناعتهم الشخصية التي لا يستطيعون ممارستها بسبب الضغط الامريكي ، فانهم يكادون يكونون اسرى للهيمنة الامريكية من خلال الاوامر و التعليمان أو الايحاءات الواردة لهم من امريكا أما مباشرة أو عن طريق سفاراتها في هذه الدول .
و حيث أن الزعماء كبقية البشر تهمهم مصالحهم و طموحاتهم و مراكزهم فلا يوجد أمام أي واحد منهم إلا الانصياع و هو غير قادر على الرفض أو المعارضة أو المناقشة مع بعض الفوارق بين الزعماء و مقدرتهم علىالتكيف و الذكاء في معالجة التعليمات الامريكية و اختلاف الاساليب و درجة التجاوب .
و عليه فقد اصبح معظم الزعماء العرب اسرى الارادة الامريكية ، و هم يعرفون ذلك و لا يستطيعون التخلص من الهيمنة الامريكية و الاعتقاد السائد لدى الشعوب العربية أن الزعماء العرب يدركون تمأما المهانة والمذلة التي وصل اليها العرب نتيجة التسلط الامريكي و الجبروت الاسرائيلي و لكنهم في ظل الظروف المتاحة لا يستطيعون عمل أي شيء لمقاومة هذا التسلطو السيطرة ، كما انهم لا يصارحون شعوبهم في حين لو انهم صارحوا شعوبهم بذلك ، و طلبوا المساعدة من هذه الشعوب لتشارك معهم في رفع الضيم ، فان الشعوب العربية قادرة على رد الاعتداء و الدفاع عن كرامتها و اوطانها ، و عندما يشتد الصراع المسلح بين الشعوب العربية و امريكا و في وقت مناسب يلبس الزعماء العرب ( الفوتيك ) لباس العمل و يتركون القصور و ينزلون مع الشعب و يشاركونه تحقيق النصر و الحرية و الاستقلال التام .
و مادام هذا هو الحال فلم يبق إلا أن تهب الشعوب العربية عن طريق قياداتها الشعبية في حركة شعبية تحريرية منظمة لفك اسر الزعماء العرب من الهيمنة الامريكية ، و ذلك عن طريق الكفاح الشعبي المسلح ضد امريكا و المقاطعة الكاملة في جميع مناحي الحياة الاقتصادية و الثقافية و التجارية و السياحية و العلمية ، و هذه الحركات الشعبية يجب أن تندلع في كل الدول العربية ، و يكون هدفها تحرير الزعماء العرب من الاسر ، و اعادة استقلالية القرار للزعماء العرب مدعومين من الشعوب العربية ، على أن يكون الزهد في تولي مقاليد الحكم و الزعامة هو المطلب للحركات الشعبية لأن آفة العرب هي حب كرسي الزعامة تحت أي ظرف ، و من خلال هذه الحركات الشعبية ستصل الشعوب العربية إلى الاستقلال الحقيقي و تحقيق بعض الوحدات الاقليمية الجغرافية ، و من ثم تحقيق الاتحاد العربي المتكون من مجموع الوحدات الاقليمية و تصبح الدول العربية الجديدة مستقلة تسودها الديمقراطية و التعاون مع شعوب العالم تعاون الند للند .