ستة احزاب تكفي لتغطية العمل السياسي
جريدة المجد – 8/11/2004
من الضروري أن يطرح المفكرون و الساسة و القادة و الزعماء موضوع العمل الحزبي في الأردن بصراحة و واقعية ، بحيث يكون هدف العمل الحزبي هو خدمة البلاد و العباد بما يكفل تحسين اوضاع الناس و ينشر العدل و الرفاه بين مواطني البلد ، بحيث يكون هدف الحكومة و الأحزاب التي يفترض أن تشترك بالتداول في الحكومة و كل حزب بما لديه من مبادرات و ابداعات و اقتراحات و برامج تصب جميعها في مجال العدل و خدمة الوطن و الناس .
و هذه الاهداف سهلة التحقيق بالتعاون بين التنظيمات الحزبية على مختلف توجهاتها و التي من المفروض أن تصب في خدمة الصالح العام بعيدا عن الشعارات الخيالية و بعيدا عن المناكفات و ردود الفعل و توجيه الاتهأمات لكل من يختلف في الرأي مع احد الاطراف.
و يجب أن يسود الحوار البناء الموضوعي من خلال مؤتمرات و ندوات يشترك فيها المفكرون و العلماء و امناء الأحزاب و رجالات الحكم ، و قبل الاشارة إلى الأحزاب الستة التي اقترح ظهورها في الأردن ، و هذا لا يعني فرضها من أي جهة ، و لكن المنطق و الواقع مع عدم كثرة الأحزاب و التي كلما كثرت ضعفت فاعليتها ، و ليس عبثاً اقتراح الأحزاب الستة لان هذا الاقتراح بني علىاساس الارضية و الايديولوجية و الافكار المطروحة سواء كانت قطرية أو قومية أو علمانية أو عالمية و في هذا المجال لا يسعني إلا أن اشير إلى تعريف الحزبي :
فالحزبي هو شخص متعلم مثقف يعرف ظروف وطنه و امكانياته و يعرف امته و تاريخها و قيمها ، و يدرك واقع البلد الذي يعيش فيه و لديه تصر لما يمكن أن يكون عليه الوطن و الشعب بحالة افضل .
و من خلال هذا التعريف بيتضح انه يشترك أن يكون العضو في أي حزب يتشكل لا يقل مؤهله العلمي باي حال من الاحوال عن شهادة الثانوية العامة ، و هذا ينسحب على كل تشكيلات الأحزاب الستة المقترح انشاؤها في الأردن ، و أن يكون العمل الحزبي علنيا و يصدر كل حزب صحيفة اسبوعية دون رقابة إلا الرقابة القضائية ، و يعقد كل حزب مؤتمره السنوي العلني بحضور مندبي الأحزاب و الحكومة ، يطرح من خلال هذا المؤتمر برنامجه و ما حققه و ما يسعى لتحقيقه ، بالاضافة إلى ذكر ايجابيات الحكومة و سلبياتها و اقتراحاته بتصحيح المسيرة و من خلال مؤتمرات الأحزاب السنوية التي تظهر صورة الحكم و مدى نجاحه في خدمة الشعب و الوطن و تتضح طريق الاصلاح و التقدم نحو الافضل .
و من المفترض أن تكون بعض الأحزاب الستة مشتركة في الحكم و البعض الاخر يشترك في حكومة اخرى ، و هكذا تستفيد البلاد و الشعب من خبرة و مبادرات كل الأحزاب من خلال مؤتمراتها السنوية و من خلال مشاركتها في الحكم و الاستفادة من الخبرات و التجارب الناتجة عن الخبرة في ممارسة الحكم علىالواقع و ليس عن طريق الشعارات النظرية .
نجاح أي حزب في بناء نفسه و مشاركته في خدمة الشعب و الوطن تأتي من خلال :
1- القيادة القوية المؤمنة العادلة البعيدة عن الانانية و النفاق و الشللية و حب الظهور و اتباع اسلوب المؤلفة قلوبهم مع الاشارة إلى أن الرجل القوي و العقيدة الصحيحة يكملان بعضهما البعض برباط الاخلاق القويمة المستقاة من القيم الإنسانية النبيلة .
2- وضوح العقيدة و المبدأ و المنهاج الذي تسير على هديه القيادة بعيدا عن الفردية و الشعارات غير القابلة للتحقيق .
3- الرفاق أو الاعوان أو الانصار الذين يؤمنون بالمبدأ من خلال منهاج الحزب و يثقون في القيادة الصادقة و يحترمنونها أما الأحزاب المقترحة فهي بعد أن يجري اجتماع بين الحكومة و امناء كل الأحزاب و الاتفاق على حل جميع الأحزاب الموجودة على الساحة ثم كل من له رغبة بالعمل السياسي أن ينضم لاحد هذه الأحزاب الستة بما يتفق مع قناعته و توجهاته ، و من لا يرغب يبقى في اطار المستقلين الذين لا يرغبون بالانضمام لاي حزب و انما يخدمون وطنهم من خلال بقائهم على الحياد أما الأحزاب المقترحة على الساحة الأردنية فهي :
1- حزب العمل الاسلامي : و يعتمد في برنامج على القرآن الكريم و السنة النبوية و تجارب الدول الاسلامية و الاجتهادات في اطار الدين الاسلامي و يطبع نظام الحزب و منهاجه في الحكم و تطلعاته في خدمة المجتمع في كتيب يوزع على الجامعات و الكليات و المدراس الثانوية و النوادي ، و المؤسسات بحيث يكون متاحا لكل مواطن أن يطلع على محتواه و يناقشه و يفهمه و يكون قناعة ما ، أما مع أو لا بمقارنته مع الكتيبات الصادرة عن الأحزاب الخمسة الاخرة و التي يفترض أن تكون كذلك في متناول الجميع و عليه يجب توحيد جماعة الاخوان المسلمين مع الحزب و أن لا يكون الحزب تابعا لاي تنظيم في الخارج .
2- الحزب القومي العربي و يعتمد في برنامجه على أن العرب امة واحخدة و مصلحتها في وحدتها و تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس و الديمقراطية في ممارسة الحكم و الوحدة العربية هدف اساسي وي طبع برنامج الحزب و نظامه الداخلي و تطلعاته في خدمة المجتمع في كتيب يوزع على الجامعات و الكليات و المؤسسات و المدارس الثانوية بحيث يكون متاحا لاطلاع أي راغب في الاطلاع ثم يكون القناعة بذلك المنهاج أو يميل إلى وجهة نظر اخرى عرفها من خلال اطلاعه على منهاج الاحزاب الأخرى و يجب أن لا يكون الحزب تابعا لاي حزب خارج الأردن .
3- حزب البعث العربي : و يعتمد في برنامجه على أن العرب امة واحدة و أن الوحدة العربية ضرورة لبناء قوة الامة و تحسين اوضاعها من جميع النواحي ثم تبني الاشتراكية على اعتبار أن ثروة الامة لكل الامة و يسعى لتحقيق الوحدة العربية و الحرية الايجابية و العدالة الاجتماعية و يطبع برنامج الحزب و نظامه الداخلي و تطلعاته في خدمة المجتمع في كتيب يوزع على الجامعات و الكليات و النوادي ليطلع كل من يرغب بالاطلاع ليكون قناعته بها ، أو بغيرها من برامج الأحزاب الاخرى و يجب أن لا يكون تابعا لحزب البعث خارج الأردن و لكن يتعامل مع الخارج معاملة الند للند .
4- الحزب الشيوعي : و يعتمد في برنامجه على العلمانية بعيدا عن الروحيات و الغيبيات و التمنيات و الخوف مما بعد الموت و أن الإنسان هو الذي يبني حياته و يعيشها بعقله و علمه و عمله و عدله من خلال مؤسسات يصنعها الإنسان و يحكم خط سيره العمل الإنساني و يطبع نظام الحزب و منهاجه في كتيب يوزع على الجامعات و الكليات و المدارس الثانوية و النوادي و المؤسسات ليطلع عليها كل من يود الاطلاع ، و يجب أن لا يكون تابعا لاي حزب شيوعي خارج الأردن .
5- حزب الشعب الأردني : و ه على الغالب حزب قطري يعتمد على أن الأردن بلد صغير و يجب على ابنائه و مواطنيه أن يهتموا به و يخدموه من خلال الظروف التي يعيشها و الامكانيات المتوفرة و لا ينغمس في مشاريع و شعارات الوحدة العربية و العلمانية و الطموحات التي تبدو في ظره بعيدة عن الواقع ، و على الغالب يكون ريس الحكومة المكلف من خط هذا الحزب و يتعاون مع الأحزاب الاخرى .
6- الحزب الوطني الأردني : و هو على الغالب يشبه في معظم توجهاته حزب الشعب الأردني مع بعض الفوارق منها أن الأردن جزء من الامة العربية و حال تحقيق الوحدة العربية بين قطرين عربيين أو اكثر فان الأردن لا يعارض هذه الوحدة بل يشجعها و قد يساهم فيها و على الغالب يكون رئيس الحكومة المكلف من خط هذا الحزب أو من خط حزب الشعب الأردني و يتعاون مع الأحزاب الاخرى ، و كما ذكرنا سابقا على كل حزب من هذين الحزبين أن يطبع نظامه الداخلي و منهاجة في كتيب يوزع على الجامعات و الكليات و المدارس الثانوية و النوادي و المؤسسات ليطلع عليها كل من يود الاطلاع .
و ختاما ، يجري تداول الحكم بين الأحزاب لخدمة الأردن في اطار العقل و العلم و العمل و العدل ، بقي نقطة لا بد من ذكرها و هي انه لا يجوز للجهاز القضائي و القوات المسلحة و الامن العام و موظفي الدولة الانتساب إلى أي من هذه الأحزاب ما داموا على رأس عملهم الوظيفي ، حفاظا على الحياد و العدل و خوفا من استغلال المركز و الوظيفة ، و هذا الموضوع قابل للحوار و التعديل .