التعشيب احد وسائل الإصلاح
جريدة المجد – 28 أيلول 2008
بداية وحيث أن عنوان هذا المقال هو (التعشيب ) فأرجو أن أوضح معنى كلمة التعشيب لمن لا يعرفون معناها ، فهذه الكلمة و معناها هي مصطلح عند الفلاحين وكنت اسمعها فأنا ابن فلاح و اعرفها وأمارسها مع الآخرين وتعني ( قلع الأعشاب والأشواك الضارة والزائدة من الزرع وقت الربيع فعندما يقوم الفلاحون بحراثة أرضهم وزراعتها بالقمح والشعير والعدس و أي مزروعات أخرى في بداية فصل الشتاء وبعد أن ينمو الزرع ويصبح طوله عدة سنتمترات و مع نمو الزرع تنمو معه بعض الأعشاب والأشواك الضارة بالزرع بعضها بطول الزرع وبعضها اقصر وبعضها أطول وهذه الأعشاب تتغذى على الغذاء نفسه الذي يتغذى عليه الزرع ويؤثر على نمو الزرع فيصبح من الضروري قلع هذه الأعشاب لأنها ضاره و زائدة وهذا القلع هو ما يسمى بلغة الفلاحين ( بالتعشيب ) .
لابد من هذه المقدمة حتى ادخل و أتكلم عن التعشيب وهو بهذا المفهوم البسيط يعني إزالة ما هو زائد وضار عمن حوله سواء كان إنسانا أو نباتا أو جمادا وينطبق ذلك على كل المجالات من حيث المكان والزمان بحيث يجري تنظيف و إزالة و نفض ما هو زائد وضار بحيث يظهر النشاط والنظافة ، وقد يشمل هذا المعنى كل ما يلي : الوزارات ، والمؤسسات ، الشركات ، المنظمات ، المستشفيات ، الصيدليات ، وما فيها من أدوية انتهت مدتها والمحلات التجارية والمخازن والمدارس والجامعات والجمعيات والمزارع على اختلاف أنواعها والمسالخ والنوادي والبلديات و المطابع والمقاهي والمطاعم والمتنزهات والشواطئ وجوانب الطرق و الدخلات ومحطات الوقود ومحطات القطار والباصات و وسائط النقل وحتى بيوت السكن وسطوح البنايات وكراجات تصليح السيارات ويشمل معنى التعشيب حتى البرامج التربوية والإعلامية والكتب الدينية الكثيرة التي تؤلف دون مراقبة ومن الضروري إعادة تقييم كل عمل مهما كان فان ذلك يجعل مجال العمل أسلم والطريق أوسع والنوعية أفضل وفي هذا المجال لا يسعني إلا أن أشير إلى ضرورة إجراء عملية التعشيب وان تشمل الموظفين في الحكومة و حتى القوانين والأنظمة والتعليمات في الدولة بحاجة إلى تعشيب بين حين وآخر بالإضافة إلى المؤسسات والشركات والبلديات بحيث يجري تعشيب هذه المؤسسات بحيث يزال الموظف الذي لا يقوم بواجبة بشكل صحيح لأن مجموع مثل هذا الموظف يشكلون في الحكومة العجلة التي لا تدور وهذا لا يتفق مع التطور والسير بركب الأمم على أن يكون العقل و الإزالة و الاستغناء (في إطار تقوى الله ) .
في ختام هذا المقال فاني اذكر إن الوسيلة لإجراء التعشيب كما هو مبين معناه أن تعيد كل هيئة أو جمعية أو مسئول أو رب بيت أو مسئول في أي موقع يقيم ما هو مسئول عنه ويستعين بمن يثق بهم لإجراء التعشيب الذي سيعكس ايجابيا على مشروعه وعمله وبيته وبيئته وحبذا لو أن وزارة البيئة والبلديات وتمارس دورها في إزالة ما هو زائد وضار في البلد مما يؤدي إلى بيئة نظيفة ومنظر جميل .
ومناشدة لكل الهيئات التي ذكرت أن تعيد تقييم مؤسساتها وتزيل ما هو ضار و زائد على أن يمارس ذلك كل في نطاق عمله ومسؤوليته وهذا يحتاج إلى جلسة مع الذات والتفكير في هذا الموضوع وأهميته وقد قيل ( يا الهي ما أروع وأمتع أن يجلس الإنسان مع نفسه برهة من الوقت في مكان هادئ ويفكر في نفسه ومن حوله و ما عليه أن يعمل بحيث يؤدي دوره في هذه الحياة بشكل أفضل ، وهذا النوع من التفكير الهادئ سيوصله إلى إعادة تقييم عمله وحياته وسيجد أن احد طرح الإصلاح في أي مجال هو التعشيب الذي يتعلق في مجال عمله وحياته وتنظيم أموره 0