الدفاع المدني العالمي
1/1/2005
هذه الفكرة فرضت نفسها على اثر احداق الزلازل و الفياضات و الانهيارات التي اجتاحت عدة دول في جنوب شرق آسيا حيث تداعت على اثر هذه الاحداث معظم الدول و المنظمات و هيئات الصليب الأحمر و الجمعيات لنجدة شعوب تلك المنطقة و تقديم المساعدة العاجلة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من أرواح البشر التي فاجأها قدرها و سطوة الطبيعة ، و كما تشير وسائل الاعلام أن عدد الضحايا هناك تجاوز المائة ألف إنسان .
صحيح أن بعض الدول تداعت لتقديم العون و المساعدة ، و لكن ذلك جاء على طريقة الفزعة و كما هو معروف فإن الفزعة بنت ساعتها و غير منظمة و بدون تخطيط و بدون استعداد ، و هي تجهل حتى ظروف المنطفة المطلوب تقديم المساعدة لسكانها ، كما أن هناك بعض الدول التي لم تبد اهتماما بما حدث ، كما أن هناك دول لديها شعور بالمسؤولية و لديها كذلك إمكانيات ، كما أن هناك دول لديها شعور بالمسؤولية و لكن ليس لديها إمكانيات و هي تُحرَج عندما تقدم مساعدات بسيطة مع الإشارة الى انه لو كان هناك جهاز للدفاع المدني العالمي لأمكن لهذه الدول الصغيرة أن تساهم ، و مجموع المساهمات من الدول الصغيرة تشكل مساعدات كبيرة بالإضافة لما تقدمه الدول القادرة بامكانياتها و اموالها و استعدادها ، من هنا جاءت الفكرة و فرضت نفسها و هي أن يقوم مجلس الأمن الدولي و هيئة الأمم المتحدة بانشاء جيش من كل دول العالم باسم ( الدفاع المدني العالمي ) ، بدون أسلحة قتال و لكن بامكانيات للمساعدة ، بحيث يكون هناك جيش بقيادة موحدة و وحدات و فرق و طائرات نقل و انقاذ و آليات و مواد طبية و غذائية و خيام و أكواخ و أدوام سحب و نشل و مستشفيات ميدان متنقلة و فرق طبية تشمل كافة التخصصات و كل ما يلزم بحيث تشكل جيشا احتياطيا له مراكز في مختلف بلدان العالم ، و لكن بقيادة لوجستية واحدة و بتخطيط واحد ، و لا يعني ذلك أن يبقى هذا الجيش بدون عمل حتى وقوع الكوارث و لكن المقصود أن يتداعى فورا عند الحاجة ، و في الوقت العادي كل يقوم بواجبه و عمله اليومي المعتاد تماما كما يُستدعى جنود التعبئة عند الحاجة ، و كما ذكرت فان هذا الجيش ( جيش الدفاع المدني العالمي ) لا يحتاج الى أي قطعة سلاح مقاتل لا صغيرة و لا كبيرة ، و لا يحتاج الى طائرات مقاتلة أو صواريخ أو مدافع أو قنابل ذرية أو أسلحة بيولوجية اوكيماوية ، وي كون لهذا الجيش – اشارة مميزة معترف بها من كل دول العالم ، و تكون موضع احترام و تسهل مهمة افراد هذا الجيش بعيدا عن أي صراعات سياسية أو عرقية أو دينية أو مذهبية و يكون له فلسفة خاصة و منهاج خاص و كتب اجتماعية و نفسية و تربوية تحترم هذا الاتجاه و اذا ما نجح هذا الجيش في اداء مهماته و التي قد تتوسع لتقديم العون الانساني في كافة مجالاته للشعوب المحتاجة ، و في هذه الحالة يكون احترام الأمم و الشعوب و الدول لهذا الجيش مقدم و مفضل على دور الجيوش المحاربة المنتشرة في العالم و التي مهمتها الذبح و السلخ و العدوان، و التهديد و الخراب للمدنية و الحضارة و هدم جهد الانسان في سبيل التقدم و الرخاء و السعادة اللاإنسانية ، هذا و يمكن اجراء التعديلات و الاضافات بالاتفاق حسب مقتضى الحال .