ما لا يعرفه اكثر الأردنيين عن مدينة الكرك
المجد – 16/1/2006
تقع مدينة الكرك علىقمة جبل يمتد من الجنوب إلى الشمال و تبلغ مساحة القمة كيلو متر مربع واحد ، و يحيط بهذه المدينة ثلاث اودية عميقة من جهة الشرق و الشمال و الغرب ، أما الجهة الرابعة و هي جهة الجنوب فقد تم حفر خندق في الجبل الذي يتصل بمينة الكرك من الجنوب جهة حي الثلاجة ، و قد تم حفر هذا الخنق في الصخر بطول قدره 100 م ، و عرض 20 مترا ، و ارتفا 40 مترا ، و اصبحت المدينة في هذه الحال حصينة بالنسبة للحروب القديمة و من الصعب جدا اختراق هذه التحصينات الطبيعية و يستطيع السكان الدفاع عن مدينتهم بسهولة ، لان طبيعة الجبل و الاودية و الخندق المحفور كل ذلك يساعد سكانها على الدفاع نها ، اضف إلى ذلك انه بنيت ستة ابراج حصينة على اطرافها فيها طلاقات مطلة ، و ادراج بحيث يسهل الوصول اليها نم الدال للدفاع عن المدينة بواسطة السهام ، و لا تزال هذه الابراج موجودة حتى هذا التاريخ ، و أن كانت بحاجة إلى ترميم و فتح الطريق اليها عبر الابنية التي اقامها بعض الاشخاص بحيث سدت الطريق إلى هذه الابراج التي هي من الحجر القوي الكبير المتقف البناء ، اضف إلى ذلك وجود برج الظاهر بيبرس ، و هو يقع إلى الجهة الغربية و هو برج حصنين يطل على الشمال و الغرب و يكتشف المنطقة مما يسهل على المدافعين عن المدينة مراقبة المهاجمين ، و لا يزال برج الظاهر بيبرس الذي سمي باسم السلطان الظاهر بيبرس ماثلا للعيان ببنائه الضخم و موقعه الاستراتيجي و أن كان بحاجة إلى ترميم .
أن قلعة الكرك بنيت منذ آلاف السنين في هذا الموقع الحصين ، على الجهة الجنوبية و قد تعاقبت كثير من ال اقوام و الشعوب و الغزاة عليها ، و كل فريق اضاف و زاد على بنائها حتى اصبحت بشكلها الحالي ، و هي مفصول عن مدينة الكرك بخندق محفور بالصخر يبلغ طوله حوالي 100م ، و ارتفاعه عشر امتار ، عره عشرون مترا في الصخر و لا يزال هذا الخندق ماثلا للعيان و يفصل القلعة عن المدينة بالتمام ، ثم أن القلعة تشرف على الوادي غربا و على الوادي شرقا ، و الخندق المحفور بين حي الثلاجة و مدينة الكرك يفصل قلعة الكرك عن حي الثلاجة بحيث اصبحت القلعة حصينة طبيعيا من اربع جهات و لا طريق لها إلا الطريق عبر الجسر الحديدي حاليا ، و الذي كان خشبيا بالسابق و يبلغ طوله 20 متر ، و عرضه خمسة امتار ، و بذلك تصبع القلعة مفصولة تمأما عن المدينة و عما حولها ، حيث كان السكان يدافعون عن المدينة عبر السفوح و الابراج و إذا اسعف الحظ العدو و وصل إلى المدينة فان السكان أو المدافعين يلجاون إلى القلعة و يسحبون الجسر الخشبي و بذلك يصبح المدافعون في مأمن من وصول الغزاة لعدة شهور و ربما سنوات لان القلعة تكون مليئة بالقمح و الماء و فيها الخيل و بها الرجال المدافعون الاشداء ، و بالمناسبة فقد غزا السلطان صلاح الدين الايوبي مدينة الكرك ثلاث مرات بجيوش جرارة من دمشق ، و لكنه رجع عنها في المرات الثلاث و لم يستطع فتحها إلا بعد انتصاره في معركة حطين سنة 1187 ، و قلته امير الكرك بعد اسرة في معركة حطين حيث كان قد تعرض لقافلة حجاج من دمشق إلى مكة و اسر اخت صلاح الدين التي كانت ضمن القافلة مما جعل السلطان صلاح الدين يقسم بانه سيقتله بيده و هذا ما حصل .
و من الجدير بالذكر أن سكان الكرك عندما كانوا يتحصنون داخل المدينة دفاعا عنها لم يكن للمدينة إلا مدخلين محفورين بالصخر على شكل انفاق منحوته في الصخر ، احد المدخلين من الجهة الشرقية و يشاهده كل من يدخل المدينة و النفق الثاني من الجهة الغربية قرب المستشفى الايطالي و هو ايضا ظاهر للعيان قرب برج الظاهر بيبرس و لكنه غير نافذ إلى داخل المدينة بسبب تراكم الاتربة و اقامة بعض الابنية من قبل الناس و هو بحاجة إلى العمل على جعله نافذاً .
الكرك منطقة مؤاب التي يحدها من الشمال وادي الموجب السحيق ، ومن الجنوب وادي الحسا السحيق ، و من الشرق الطريق الصحراوي ، و من الغرب البحر الميت و الاغوار الجنوبية ، و هي امتداد لحفرة الانهدام التي تمتد من البحر الاحمر جنوبا عبر وادي عربة و البحر الميت و الشونة الجنوبية ، و الشونة الشمالية عبر نهر الأردن ، حتى تصل بحيرة الحولة ، و يبلغ سكان منطقة الكرك حوالي 250 الف نسمة يعيشون في اكثر من مائة قرية تحيط بمدينة الكرك من الجهات الاربع و هذه المنطقة هي منطقة معتدلة المناخ صيفا و شتاء و تشتهر بزراعة الحبوب و الاشجار و تكثر فيها الينابيع و اشهر فصولها فصل الربيع و هي اشهر شباط و إذار و نيسان ، بحيث تبدو الارض الخضراء و الهواء النقي و الجبال الشاهقة و المناظر الجميلة و تشتهر الكرك بزراعة الحبوب و الخضروات و لزيتون و كذلك تربية الاغنام و سكان الكرك يتشكلون من عشائر الكرك و تتمت ع مدينة الكرك و قراها بالهدوء و الاستقرار و احترام القيم العربية النبيلة و مباديء الاسلام السمحة و التآخي بين المسلمين و المسيحيين ، كل ذلك ضمن مناخ جيد طبيعي و انساني كما يسود في الكرك الوعي السياسي العاقل و هم يعرفون بعضهم البعض و سياعدون بعضهم البعض .
و فيها قرية سياحية حديثة يتوفر فيها كل المستلزمات السياحية الحديثة و استراحة للنوم و شرفات للجلوس و مدرج يتسع لثلاة آلاف متمفرج .
و تكاد تكون الكرك بحكم طبيعتها على جبل مرتفع و تحيط بها الاودية من انظف المدن بحكم طبيعة الارض و خاصة بعد المطر الذي ينظف كل شوارع المدينة و دخلاتها دون استثناء و تبدو نظيفة و هواؤها نقي و الشمس مشرقة ، مما يضفي على المكان بشكل عام روعة في الجمال و مصدر لراحة النفس .
و في الكرك جامعة مؤتة التي اقيمت في السهل الذي وقعت فيه معركة مؤتة ، و بالقرب منها اضرحة القادة زيد بن حارثة و جعفر الطيار و عبد الله بن رواحة و فياه مسجد الشهيد جعفر الطيار و هو اكبر و اجمل صرح ديني في الأردن ، و هناك آثار ذات رأس شرق المزار ، و الآثار في قرية محي و السربوط في ادر ، و شجرة النميسة و عمرها مئات السنين و لا تزال تشرف على منطقة البحر الميت ، و هناك منطقة اليوبيل قرب قرية راكين ، تطل على وادي الكرك و البحر الميت و هي نقطة سياحية ممتازة ، و هناك سيل الكرك المليء بالبساتين و المنتزهات و الاشجار و يشتهر بوفرة المياه ، و فوق ذلك لا ننسى قلعة الكرك التي تعتبر اكبر قلعة في الشرق الاوسط و لو اردت أن تزور كل مافيها لاحتجت إلى يومين أو ثلاثة لكثرة ما فيها من المنشآت التي كانت تلبي احتياجات الجيوش و الحروب و الحصار مع الاشارة إلى كثرة الجبال التي تحيط بمدينة الكرك .
و اخيرا لقد اصبحت الطريق من الكرك إلى عمان جيدة و هي من اربع مسارب و معبدة و المسافة بين عمان و الكرك هي 120 كليو مترا ، أي مسافة ساعة واحدة بالسيارة ، و تبعد الكرك عن مدينة الطفيلة 70 كيلو مترا ، مكا تبعد الكرك عن البحر الميت 30 كيلو مترا ، و في الكرك نهضة عمرانية شاملة امتدت من منطقة الموجب شمالا حتى منطقة الحسا جنوبا ، و من الجديدة وادر ، و المدينة الصناعية شرقا ، حتى وادي الكرك و جوزا و كثريا و عي و العراق و الطيبة و غور المزرعة و غور الصافي غربا .
و اخيرا .. مهما اوردنا من وصف لمنطقة الكرك و مدينتها لا نستطيع أن نعطيها حقها ، و لكن زيارة الكرك تضيف إلى الزائر الكثير من المعلومات التي كان يجهلها طالما انه لم يزرها .