الدستور لا يمنع نقل العاصمة
جريدة الرأي – الجمعة – 12/12/2003
ورد في الدستور و في المادة الثالثة : " مدينة عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ويجوز نقلها إلى مكان آخر بقانون خاص " .
عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1921 ، و لا تزال ، و قد كان عدد سكان عمان عند تأسيس المملكة لا يتجاوز عدة آلاف و ها هي عمان اليو كبرت و توسعت في مجالات الحياة الاقتصادية و التجارية و العمرانية و السكانية حتى ضاقت بسكانها خاصة بعد أن هاجر اليها العرب من فلسطنين و لبنان و العراق و مصر بحيث اصبح عدد سكانها ما يقار ب المليون و نصف المليون كما انها امتألت بالمؤسسات و العمارات و الشركات و السيارات و الغازات العادمة و ضغط السكان .
لقد كبرت عمان على حساب المدن الاخرى مثل اربد و السلط و مادبا و الكرك و الطفيلة و المفرق و معان في حين أن الحكومات المتعاقبة تتصرف على اعتبار أن عمان هي الأردن و الأردن هو عمان ، حتىتشكيل الحكومات حيث يتم اختيار الوزراء من عمان ، و لم نسمع أن رئيس حكومة كلف بتشكيل حكومة استدعى شخصية مؤهلة من سكان الطفيلة أو الكرك أو المفرق أو معان ، لأن الفكرة السائدة أن الاطراف أو الارياف لا يوجد فيها من يصلح لتولي الوزارة ، و أن سكان عمان هم المؤهلون لتولي المناصب الوزارية أو السفراء أو الامناء العامين للوزارات و قد انعكس ذلك على نواب المحافظات اذ سرعان ما ينجح نائب نم الكرك أو الطفيلة أو معان أو المفرق حتى يرحل بأهله و اولاده إلى عمان للتقرب من مراكز النفوذ و يذكر نفسه عند تشكيل الوزارة و يترك بلده و اهله و ذويه ، كما أن المعارضة كذلك و الأحزاب بالاضافة للشركات و المؤسسات و البنوك و غيرها كلها تتجمع في عمان على اعتبار أن عمان هي الأردن و الأردن هو عمان و أن الاطراف لا اهمية لها .
بقي أن اقول انه كثيرا ما يتردد على لسان المسؤولين و الناس و الارصاد الجوية أن عمان و السلط و الزرقاء و مادبا هي وسط الأردن و أن اربد و الرمثا و عجلون في شمال الأردن و أن الكرك و الطفيلة و الشوبك و معان و العقبة هي جنوب الأردن ، ومع احترامي لمن يرددون هذه المقولة إلا انني و اعتمادا على الخرائط الرسمية المعتمدة لدى دائرة الاراضي و في الاطالس الجغرافية التي تدرس في المدارس فانني ارجوا تصحيح هذه المقولة الخاطئة و ليصبح التقسيم الجغرافي كما يلي :
وسط الأردن هو " الكرك و الطفيلة ".
جنوب الأردن هو "معان و الشوبك و البتراء و العقبة " .
و من اراد أن يتأكد من هذه المقولة فما عليه إلا أن يحضر أمامه الاطلس الجغرافي الذي يدرس في المدارس و يتحقق جيدا من مقياس الرسم بالمسطرة فسوف يجد أن محافظتي الكرك و الطفيلة تقعان في وسط الأردن تمأما و أن المسافة ما بين الكرك و الرمثا هي 250 كيلو مترا ، في حين أن المسافة ما بين الكرك و العقبة هي 250 كيلو مترا ، مع بعض الفروق ، و في هذا المجال ، ارجو أن اشير انه لا يفترض أن تكون العاصمة لاي بلد هي اكبر المدن و اغناها ، فهناك امثلة ، أن الباكستان نقلت العاصمة من كراتشي إلى اسلام اباد ، و اسلام آباد مدينة صغيرة كما أن أميركا عاصمتها واشنطن و سكانها بالآلاف في حين أن نيويورك سكانها 12 مليون نسمة و ليست عاصمة .
و اقترح أن تنشأ عاصمة ثانية في الأردن و لتكن في منطقة القطرانة على بعد 80 كيلو مترا جنوب عمان ، حيث تخطط البنية التحتية لها و تكبر و تنقل لها فروع الوزارات و الدوائر و البنوك و القاعات و المؤتمرات و المطاراتو الجامعات و الحدائق و الملاعب ، حيث تزدهر و تساهم في انعاش الوسط و الجنوب " الكرك ، الطفيلة ، معان ، الشوبك ، العقبة " ، و تستفيد هذه المحافظات من التقدم و الحضارة و العمران و لا يقتصر ذلك على عمان و ما حولها بحيث تصبح هذه المدينة مصغرا للعاصمة عمان ، ويمتد خط الخير في الأردن من اربد إلى عمان إلى القطرانه إلى معان إلى العقبة و يعم الخير كل سكان الأردن بحيث يشعر الجميع أن وطنهم واحد ، مصالحهم واحدة .