ضويع المحادين
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 23/01/2010 العمر : 90
| موضوع: القادة الحقيقيون لا تفرزهم الانتخابات السبت يناير 23, 2010 5:37 am | |
| القادة الحقيقيون لا تفرزهم الانتخابات جريدة المجد – 12/11/2007
أهل الرأي تفرزهم مجتمعاتهم من خلال الزمن و التجربة فمثلا عنترة بن شداد و الزير سالم و هاني بن مسعود و أبو سفيان و أبو طالب و أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان و الأحنف بن قيس و خالد بن الوليد و حسن البنا و محمد عبده و عبد الرحمن الكواكبي و جورج حبش و ميشيل عفلق و زكي الارسوزي و ساطع الحصري و عبد العزيز بن سعود و الشريف حسين و شكري القوتلي و يوسف العظمة و الملك فيصل الأول و غيرهم الكثير كل هؤلاء ، افرز تهم مجتمعاتهم من خلال الزمن و التجربة و ليس من خلال الديمقراطية و الانتخابات و كانوا قادة و أهل رأي أصابوا و اخطئوا . و عودة إلى المجتمع الأردني و مناطقه و عشائره و قراه قبل ستين أو سبعين عاما و بعضنا أدرك هذه الحقبة - نرى أن هناك أشخاصا من القبيلة أو العشيرة أو القرية أو المنطقة صقلتهم التجربة و كانوا يتمتعون بصفات الصدق و النزاهة و الترفع عن الخلافات السخيفة و وضعهم المادي مستقر و هم بشكل عام قليلو الكلام كثيروا التفكير إذا تكلم احدهم يتكلم بعد أن يفكر ، لا تأخذه العصبية القبلية بدون حق و كانوا شركاء في تصرفاتهم و تعاملهم مع الغير و يحترمون الناس و يبتعدون عن الموبقات و مع الزمن صقلتهم التجربة و ظهرت عليهم صفات أهل الرأي و الحياد في إبداء الرأي ثم يتعاون هؤلاء مع أمثالهم و يتبادلون الرأي مع بعضهم و يجتمعون ثم ينجحون في حل أي مشكلة سواء كانت قتل عمد أو خطأ أو أرضا أو عرضا أو أي خلاف بين العشائر أو بين الأشخاص و من خلال تجربتهم و احترام الناس لهم و نزاهتهم يبرزون كاهل الرأي و القيادة و هكذا حلت تلك المجتمعات مشاكلها بوساطة هؤلاء و كثيرا من إلا حيان يتشرب بعض أبناء هؤلاء القادة صفات آبائهم و أخوالهم و أعمامهم من أهل الرأي ، و يصبح هذا الابن يتقمص شخصية وأدله و يتعلم من تجاربه و أسلوبه و حياته و طريقة تعامله . و بعد وفاة صاحب الرأي كثيرا ما نرى أن القبيلة و العشيرة و القرية تلقائيا يعتبرون ابنه بدون انتخابات خلفا لوالده و قد يكون ابن أخيه أو شخص آخر من العشيرة تظهر فيه صفات أهل الرأي و لم نسمع في التاريخ القديم أو المتوسط أن هناك أسلوبا اسمه الانتخابات أو الأكثرية أو ما شابه ذلك . و ها نحن نرى ما يسمى بالديمقراطية و هي بشكل عام رأي الأكثرية الذي يتم اعتماده بموجب قوانين تضعها السلطات في الدولة و تعتمدها بحيث ينتخب أشخاص ليس فيهم صفات القيادة و الحياد و صدق الرؤيا و الوعي بحيث أصبحت الديمقراطية تلهية لشعوب العالم النامي عن قضاياه الأساسية و يبرز من خلال هذا الأسلوب أشخاص لا يتمتعون بصفات القيادة و الرأي بحيث يكونون ممثلين صادقين و صالحين للناس .
و في هذا المجال أرجو أن أورد بعض الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة و أقوال بعض الفرق السياسية و الحكماء و السياسيين و رأي أصحاب الفكر و كل ذلك يؤيد فشل الانتخابات و الديمقراطية و من تفرزهم - مع بعض الاستثناءات - و لا أعرف كيف تتف هذه النصوص التالية مع اعتماد الإسلاميين الديمقراطية و الانتخابات و كيف يمكن التوفيق بين الديمقراطية و ما ورد في القرآن الكريم و كل ما يرد هو اقرب للواقع الحقيقي و لا يتفق مع الانتخابات .
القرآن الكريم :
1- ﴿ أم حسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون أن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا﴾ الفرقان (44) . 2- ﴿ نرفع درجات من نشاء و فوق كل ذي علم عليم ﴾ يوسف (76) . 3- ﴿ و هو الذي جعلكم خلائف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما أتاكم﴾ الأنعام (165) . 4- ﴿ قل هل يستوي الأعمى و البصير أم هل تستوي الظلمات و النور ﴾ الرعد (16) 5- ﴿ قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون أمنا يتذكر أولو الألباب ﴾ الزمر (9). 6- ﴿ يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و ما يذكر إلا أولو الألباب ﴾ البقرة (269) 7- ﴿ و أن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله أن يتبعون إلا الظن و أن هم إلا يخرصون ﴾ الأنعام (116) 8- ﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات و الله بما تعملون خبير ﴾ المجادلة (11) . 9- ﴿ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ﴾ الزخرف (32) 10- ﴿ و إنك لعلى خلق عظيم ﴾ القلم (4) .
الأحاديث :
1- قال الرسول الكريم : ( ذو الهمة يحي أمة ) . 2- قال الرسول الكريم : ( خير ما أعطي الإنسان خلق حسن ) . 3- قال الرسول الكريم : ( جالسوا الكبراء و اسألوا العلماء و خالطوا الحكماء ) .
و قال الأمام علي رضي الله عنه ( أن رأيا واحدا شجاعا أكثرية )
كما قالت المعتزلة : ما اجتمعت العامة على شيء إلا أفسدته
كما قال الشاعر :
و كم رجل يعد يكف رجل و كم ألف تمر بلا حساب
و بشكل عام فان الأغلبية لا تعرف حقائق الأمور و لا تقدر الظروف و لا الصالح العام ، و من خلال ما ورد من آيات قرآنية و مقارنة هذه القواعد مع الديمقراطية و الواقع العربي المعاش و الإفرازات الشخصية التي تنتج عن هذه الديمقراطية يتضح أن هناك ضرورة ملحة أمام المفكرين و العلماء و أهل الرأي و القادة المخلصين لشعوبهم و أوطانهم لإعادة النظر في النظرية الديمقراطية و البحث عن نظرية أخرى تجعل أهل الرأي و الفكر يتبوءون مراكز القيادة من خلال نظرية تمثيلية أكثر صلاحا و أكثر نفعا و تؤدي المهمة المطلوبة منها لخدمة الدولة و الناس .
و أخيرا ، أن النظرية الديمقراطية و الانتخابات سوف يثبت فشلها أمام الواقع لتمثيل الناس و إبراز الكفاءة و الرأي السديد القادر على خدمة الدولة ، و المطلوب البحث عن نظرية جديدة تحقق الأهداف و تضيء الطريق و تهدف إلى المشاركة الواعية في إدارة الدولة .
عندما أسس الرسول العربي محمد صلى الله عليه و سلم الدولة الإسلامية المدينة المنورة كانت في البداية دولة ضعيفة يحيط بها الأعداء من جهات عديدة و يتهددها خطر قريش و خطر القبائل القوية المنتشرة في الجزيرة العربية و رغم أن المؤمنين بمبادئ الإسلام كانوا قلة ، إلا أن الدولة قامت و تشكلت و لكنها كانت بحاجة إلى دعم و تأييد و قيادة بعض القبائل غير المسلمة أو أن إسلامها ضعيف في مواجهة الأعداء فلجأ الرسول الكريم إلى تقديم الهدايا و الأعطيات و الإكراميات لزعماء بعض القبائل لتأليف قلوبهم مع الرسول و المسلمين في المدينة و غيرها و فعال كانت هذه القبائل تهب لمساعدة الرسول و المسلمين حينما يتعرضون للغزو و الاعتداء من الأعداء ، و أطلق على هؤلاء المتاجرين اسم المؤلفة قلوبهم و هم بشكل عام أصحاب إيمان ضعيف بالإسلام و مبادئه و لكن الذي كان يهمهم هو قبض الأموال مقابل تقديم المناصرة للرسول و المسلمين و أصبح هذا الأسلوب متبعا حينذاك و قد أشار القرآن الكريم لهذه الحالة في بعض الآيات الكريمة .
و استمرت هذه الحالة في زمن الرسول الكريم حيث قويت شوكة الإسلام كما استمرت الحالة كذلك في زمن الخليفة الأول أبو بكر الصديق و لكن عندما تولى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب و اقتنع بقوة الدولة الإسلامية و إمكانياتها و جيشها و أصبح من الضروري تطبيق قواعد العدالة و القانون و النظام و مبادئ الإسلام على الجميع ،كما تقضي بذلك قواعد المساواة و عدم التمييز بين الناس ، و اقتنع بان دولة الإسلام بعد أن قويت و اشتد عودها لم تعد بحاجة إلى دفع الإتاوات و الإكراميات والهبات و الهدايا و الترضيات لأشخاص بعينهم بدون وجه مشروع خاصة و أن هذه الأموال كانت تعطي من المال العام - بيت مال المسلمين - في حين يجب أن تسود المساواة بين الناس في الحقوق و الواجبات و حتى يصبح للدولة هيبتها و تفرض العدل بين الناس لا يجوز أن تختص فئة من المنافقين ( المؤلفة قلوبهم ) بهدايا و إكراميات و ترقيات في ظل دولة تحترم نفسها و من أهم واجباتها حفظ الأمن في البلاد و المساواة بين الناس و تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع دون تمييز بحيث يأخذ كل الناس مالهم من حقوق على الدولة و يقدمون ما يطلب منهم من واجبات تصب جميعها في خدمة الدولة و العدالة و الصالح العام .
| |
|
الماسية مـشرفـﮧ عآمـﮧ
عدد المساهمات : 1539 تاريخ التسجيل : 22/01/2010 العمر : 39 الموقع : بين النجوم
| موضوع: رد: القادة الحقيقيون لا تفرزهم الانتخابات السبت فبراير 06, 2010 11:52 pm | |
| بصراحة مقال اعجباني شخصيا | |
|