العودة إلى الدين الإسلامي النقي و إظهاره للعالم
جريدة الرأي - 12/7/2009
يلاحظ الجميع في الفترة الأخيرة تعرض الدين الإسلامي إلى كثير من الإساءات والتشوهات من قبل جهات مختلفة واتخذت هذه الجهات من بعض الأعمال التي تقوم بها بعض المفردات الإسلامية في أماكن عديدة ذريعة للإساءة للدين الإسلامي، وحيث اختلط العمل السياسي والعسكري مع بعض الشعارات التي تنادي بالإسلام وأصبح الأمر يحتاج إلى مؤتمر لعلماء المسلمين الأحرار غير الخاضعين لسلطة الحكام ويتكون العلماء الأفذاذ الذين لديهم معرفة كاملة بأديان ومعتقدات وشعوب العالم على اختلاف منابعها ومصادرها ويقوم هؤلاء بتفسير آيات القرآن الكريم والحديث المسند إلى جميع لغات العالم كثيرة الانتشار مثل الإنجليزية والصينية والروسية والأسبانية والهندوسية واليابانية والإيطالية وغيرها تفسيرا واضحا لإيصال صورة الدين الإسلامي بحيث غابت الصورة الواضحة الحقيقية مع ظهور صور عديدة مثل صور الخوارج ،السنة ،الشيعة ، المهدية ،الوهابية ، السنوسية ، وحزب الدعوة ، وحزب الله، وحركة حماس ، وحركة أمل والعلوية والإخوان المسلمون وحركة دعاء وحركة القاعدة والصدرية والخمينيه والزيدية وطالبان وحزب العدالة التركي وحزب التحرير وجماعة الدعوة الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي والحركة الجزائرية الإسلامية والمحافظين والإسلاميين والحمائم والصقور بالإضافة إلى المسلمين العاديين خارج هذه التقسيمات وكل هذه الحركات اجتهدت من أساس الدين الإسلامي وتحولت من اجتهادات نظرية إلى صدامات مذهبية ثم حروب طاحنة والجميع مؤمن بفكرته ويدافع عنها بشراسة في حين نسي الجميع أن للإسلام نبع واحد صافي نقي وهؤلاء يتناسون أن سكان العالم حوالي سبع مليارات نسمة منهم 1,5 مليار مسلم و2,5 مليار مسيحي في حين أن 3 مليارات خارج الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي وهم اليابان وروسيا والصين والهند بالإضافة إلى الشيوعيين في العالم .
ثم أن هناك بعض العلمانيين الذين خرجوا من إطار المعتقدات الدينية جميعها سواء السماوية أم الأرضية ولهذا فعلى الذين يتشددون في الاتجاه الديني مهما كان أن يدركوا مكونات العالم ودياناته ومعتقداته ونظرة متخصصة لكل هذه الأمم والشعوب نجد أن الله سبحانه وتعالى خلقهم ويقبل بهم ويعرفهم فلماذا لم يقبلهم ويستوعبهم المتشددون من أصحاب الديانات الذين يرون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة وأنهم يشعرون أن من واجبهم إجبار الآخرين على إتباعهم والانصياع لرغباتهم وأهدافهم ، ورأي بسيط أبدية من خلال أحداث التاريخ وتشعب الفرق الدينية فاني أدعو إلى الفصل بين الدين الذي يدعو للأخلاق الفاضلة وراحة الضمير وبين السياسة التي تعتمد الأطماع والسيطرة والحروب على حساب المرونة والحق 0
في حين أن دور الدين أي دين هو حسن التعامل والأخلاق الفاضلة وأحياء الضمير والتركيز على عمل الخير بمعنى أن الدولة والحكم والسياسة شيء في حين أن الدين وراحة الضمير والقلب شيء آخر والقرآن الكريم مبادئ الدين الإسلامي موجودة في كل بيت عربي ومسلم ويبقى أهل الرأي في العالم .
وقديما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو وكان قبل كل الديانات السماوية ( لكي تكون سعيدا عليك أن تكون فاضلا ) كما قال فولتير ( أنا لا أسألك ما دينك وما عقيدتك وإنما أسألك مما تتألم ) كما قال العلامة الشيخ محمد حسين فضل الله العالم اللبناني الشيعي ( الدين مشروع فردي للخلاص الأخروي ) وكل هذه الدعوات النبيلة لخدمة البشرية وتنظيم الحياة ولتوحيد فهم الدين الإسلامي .
والمطلوب من العلماء المسلمين الأفذاذ أصحاب الرؤيا العالمية لكل شعوب الأرض أن يوصلوا مضمون هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التالية إلى كل أمم وشعوب العالم بلغاتهم وهذا اكبر واجب مطلوب من هؤلاء العلماء ليقدموا خدمة للبشرية من خلال توضيح جوهر الأديان والايجابيات الواردة فيها وخاصة ما تشير إليه هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة :
﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾-الأحقاف13
﴿ ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون ﴾0آل عمران 104
﴿ والعصر ، أن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾ . العصر
﴿ ألا تزر وازرة وزر أخرى وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى ﴾ النجم 38-41
﴿ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ﴾ يونس 24
﴿ لكل منا شريعة ومنها جاء ، ولو شاء ربك لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ﴾
﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم أن الله عليم خبير ﴾ الحجرات 25
﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ النساء 136
﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره ﴾ الزلزلة 7، 8
﴿ إن الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴾ الرعد28
﴿ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ المائدة 69
﴿ إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ النساء 58
﴿ وانك لعلى خلق عظيم ﴾ القلم 4
﴿ والله يدعو إلى السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ﴾ يونس 25
﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ النحل 90
﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾ النحل125
﴿ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾ الفرقان 63
الأحاديث الشريفة:
عن الصحابي معاذ بن جبل أن الرسول الكريم قال ( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله فقال معاذ : الله ورسوله اعلم فقال الرسول - حق العباد على الله أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد عل الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله أفلا ابشر الناس فقال لا تبشرهم فيتكلوا )
قال رسول الله ص : إن العبد ليبلغ بحسن الخلق أعلى درجات الآخرة واشرف المنازل و انه لضعيف العبادة 0
قال رسول الله ص : حسن الخلق يعادل الصلاة والصيام
قال رسول الله ص : اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنه السيئة تمحها وخالط الناس بخلق حسن .
قال رسول الله ص : أفضل الإيمان الصبر والمسامحة .
وفي نهاية هذا المقال اكرر الدعوة إلى العلماء المسلمين الأفذاذ إلى ترجمة الآيات والأحاديث الواردة إلى كل لغات الأمم والشعوب وإيصالها لهم مترجمة لتعطي صورة واضحة عن الإسلام الصافي النقي البسيط الذي تطمئن له القلوب كما ورد في الآية الكريمة ﴿ إن الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ .
كما آمل أن لا يزج الدين بالسياسة فالدين سلوك جيد وأخلاق فاضلة والسياسة دهاء وطمع وحروب .