الدولة و الحكومة و العجلة التي لا تدور
جريدة المجد – 5/12/2004
هناك خطأ شائع بين المثقفين و عامة الناس فيما يتعلق بتعبير الدولة و الحكومة ، اذ كثيرا ما يرد لفظ الدولة و المقصود به الحكومة ، و قليل من القانونيين هم الذين يدركون الفرق و يستعملون اللفظ في مكانه الصحيح و لكن ربما مع الزمن و كثرة الاستعمال فحتى القانونيين الذين درسوا الفرق بين الدولة و الحكومة في كليات الحقوق عادوا ليقعوا في نفس الخطأ الذي يستعمله الاخرون نم المثقفين و عامة الناس ، و ربما تكون اهمية هذا المقا هي دعوة وزارة التعليم العالي و وزارة التربية و التعليم و هيئة الثقافة و الاعلام إلى تصحيح اللفظ بما يتطابق مع المعنى ، فالدولة تتكون من ثلاثة عناصر هي :
1- الوطن أو الارض 2- الشعب أو الناس 3-الحكومة و هي السلطات الثلاث التي تدير شؤون الناس السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ، و السلطة القضائية ، و كل ما يتبع للسلطات الثلاث من اجهزة ( تعني الحكومة ) ، و عليه فان الحكومة هي عنصر نم ثلاثة عناصر تكون الدولة ، و في العمل السياسي يجب الاشارة إلى أن هناك فرقا بين الولاء للدولة و الانسجام مع الحكوةم ، و في هذا المجال يرجى من الصحافة الإذاعة و التلفزيون و جميع اجهزة الاعلام أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار حتى يكون اللفظ يطابق المعنى و تسير الثقافة في مسربها السليم فيما يتعلق بالدولة و الحكومة و الفرق بينهما ، و كذلك التفريق بين الولاء للدولة و معارضة الحكومة .
أما فيما يتعلق بتعبير العجلة التي لا تدور فهي تعني الموظفين في الحكومة الين لا يتطورون و لا يبدعون ، فمن المعروف أن الموظف في الحكومة مهما كانت وظيفته صغيرة أو وسط أو عالية و على مختلف الدرجات ، فهو يقوم بمهمة و يقدم خدمة للوطن و الشعب و الحكومة ، و هذا يقتضي أن يكون عمله متطورا مبدعا يتحسن من يوم لآخر و يعتمد الذكاء و المبادرة و المشاركةو الابداع و الاستفادة نم تجارب الآخرين بحيث يطور ذهنيته و عمله و انتاجه ، و مجموع هذه المبادرات و الابداعات و الاطلاع على تجارب إلا خرين ، و اين وصلت الدول المتقدمة و كيف تقدمت و تطورت ، مجموع ذلك ينعكس علىمجمل تطور البلاد و الوظائف و الانتاج و التقدم ، كل ذلك يجري في اطار القانون و النظام و الحوار المستمر بين المرؤوسين و الرؤساء و الذي يهدف إلى تطور العمل و اساليبه و اصوله ، و بقدر ما تكون المبادرات ناجحة و تؤدي إلى تحسين العمل بقدر ما تزيد نسبة السرعة و التسارع في تطور البلاد و العباد ، أما ما نرى من اشخاص في مختلف المواقع يقومون بعملهم الروتيني دون ابداع أو تقدم أو مبادرة و هانك موظفون في مراكز عليا يتم اختيارهم لشغل هذه المواقع و لا يقومون باي مبادرة أو دراسة أو متابعة أو تقديم اقتراحات أو تقييم بعض الاعمال أو ابداء رأي فيما يحصل من انجاز أو تأخير انجاز أو يقترحون شيئا ما ، أو يقومون بزيارات لمناطق الوطن و المتابعة و معرفة الوقائع على الارض و اجراء دراسات حولها ما امكن ، و لا يقدمون اقتراحات كما انهم لا يقدمون النقد البناء الموضوعي المقصود منه السرعة و التسارع في تقدم البلاد من النواحي الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية و هؤلاء يشعرون أن مهمتهم هي الجلوس ثم التسلية في الاحاديث العامة ثم حضور الحفلات و إلا حتفالات ثم استلام الرواتب و صرفها و مع الزمن يصبح واجبهم الاول هو الموافقة و من ثم النفاق و كما انهم لا يعرفون كيف جازوا فانهم لا يعرفون متى يذهبون و لماذا يذهبون و هم في هذه الحال يشكلون و من شابههم في مختلف المواقع ( العجلة التي لا تدور ) ، و العجلة التي لا تدور تعطل المسير في وقت ليس فيه دور للكسل و الكسإلى و هم بشكل عام يمثلون عبئا على الحكومة و لا يقدمون خدمة للدولة .
لا مكان اليوم لغير المبادر المنتج المشارك المتابع المتعاون مع الآخرين في سبيل تقدم الوطن بتسارع اكثر نم سرعة من سبقونا حتى نلحق بهم و لا يجوز أن نبقى نلهث وراء الناجحين بسبب التنابل و الكسإلى و الذين لا تتخذ الحكومة موقفا حازما منهم بالقيام (بتعشيب ) الحقل الوظيفي من التنابل .