نحو اتحاد دول الشام
بوادر خير وتعاون نأمل أن تُـستَكمَل
جريدة المجد – 3/12/2008
باستمرار نرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يزور عمان وقبل فتره زار الملك عبد الله بن الحسين سوريا وكذلك كان العماد ميشيل سليمان ضيفا على الأردن كما كان العماد ضيفا على سوريا وتذكر وكالات الأنباء أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور الأردن في نهاية عام 2008 .
إن هذه الزيارات المتبادلة لرؤساء أقطار بلاد الشام وزيادة التعاون في كافة المجالات تثلج قلب المواطن في الاقطار الاربعة والتي تشكل في مجموعها بلاد الشام ،وللعلم إن بلاد الشام كانت على مدى العصور والأزمان بلدا واحدا ويشكل كيانا سياسيا واحدا بحدودها المعروفة شمالا تركيا جنوبا سيناء والجزيرة العربية وشرقا بلاد الرافدين وغربا البحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحة بلاد الشام جميعها 300 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها بحدود 40 مليون نسمه0
ويجب الإشارة إلى أن دمشق هي أول عاصمة في العالم وبلاد الشام مهد الحضارات والديانات وعلى أرضها درج 25 نبيا وردت أسماؤهم في القرآن الكريم ، وبلاد الشام بأقطارها الاربعة تكمل بعضها بعضا جغرافيا واقتصاديا ومائيا وزراعيا وصناعيا ومناخيا وسياحيا وسكانيا وتتوفر فيها مقومات الدولة القوية الغنية حيث يتوفر فيها الحبوب والخضار والفواكه والبترول والاسمنت والفوسفات البوتاس و اليورانيوم والصخر الزيتي ، كما يتوفر فيها الشواطئ على البحر الأبيض المتوسط على طول الجهة الشرقية من البحر بالإضافة إلى العقبة على البحر الأحمر، وهناك سلاسل الجبال الغربية وسلاسل الجبال الشرقية ووادي الأردن والسهول الواسعة الخصبة والبوادي والمناطق الريفية وهناك المياه الوافرة في نهر الفرات العظيم ونهر العاصي ونهر بردى والنهر الكبير ونهر الأردن ، ووفرة المياه في بلاد الشام تسد حاجة جميع السكان في كافة مناطق بلاد الشام ولا ننسى أن مناخ بلاد الشام مناخ جيد فهو معتدل صيفا وشتاءا والأمطار غزيرة تروي الزرع والضرع بالإضافة إلى كون بلاد الشام تقع في وسط العالم بقاراته الثلاثة القديمة ، ولا ننسى الأماكن الأثرية والدينية والسياحية مثل قلعة حلب وقبر خالد بن الوليد في حمص والنواعير في حماه وهناك تدمر المدينة التاريخية والأثرية ثم هناك بصري وكانت من أهم مدن الشام إضافة إلى آثار وأماكن عديدة في دمشق مثل المسجد الأموي وقبر صلاح الدين الأيوبي ولا ننسى مدينة صور في لبنان وآثار بعلبك وبيت الدين والساحل اللبناني ومغارة جعيتا و أماكن سياحية كثيرة جدا في لبنان0
ثم نأتي إلى الأردن حيث آثار جرش الشهيرة وأم قيس –جدارا- ومدرج عمان ومنطقة الأزرق ومن ثم البحر الميت وشواطئه الدافئة ومياهه المالحة وهو اخفض بقعة في العالم وهناك المغطس على ضفة نهر الأردن من الجهة الشرقية ثم هناك قلعة الكرك التي لعبت أدوارا كثيرة في التاريخ وهي اكبر قلعة في الشرق الأوسط وكانت القوه المسيطرة عليها تؤثر على الحكم في دمشق والقاهرة وبغداد والقدس (وتسمى قلعة الصقر ) ثم موقع معركة مؤتة قرب جامعة مؤتة وأضرحة شهداء معركة مؤتة في المزار الجنوبي وآثار ذات رأس وهناك سيل الكرك المليء بالأشجار ثم البتراء وهي من عجائب الدنيا وعرف العالم كله هذه المنزلة للبتراء ويزور البتراء مئات الآلاف من السياح من أوروبا وأمريكا ودول الشرق وهناك قلعة عجلون وقلعة الشوبك ووادي رم ثم تأتي فلسطين والتي تبلغ مساحتها 27الف كم مربع اغتصب الصهاينة منها 20 ألف كم مربع عام 48 وبقي مع الفلسطينيين الضفة الغربية وقطاع غزه بمساحة 7 آلاف كيلومتر مربع ولا تزال القضية الفلسطينية حيه منذ 1936 حتى الوقت الحاضر ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال الإسرائيلي علما بأن فلسطين التي هي جزء من بلاد الشام وفيها مدينة القدس المقدسة مسرى الرسول العربي وفيها المسجد الأقصى وهناك بيت لحم وفيها كنيسة المهد التي ولد فيها السيد المسيح وهناك مدينة الخليل مدينة إبراهيم الخليل ومدينة أريحا وهي أقدم مدينة في العالم ويوجد في فلسطين كثير من الآبار والمناطق السياحية من الساحل الفلسطيني الطويل إلى الساحل الفلسطيني وفلسطين من أجمل بلاد العالم بموقعها ومكانتها وقدسيتها 0
ويعيش في بلاد الشام العرب والأرمن والشركس والشيشان و التركمان والمسيحيون ولا فرق في المواطنة وأمام القانون بين أي فرد وفرد أو بين قومية وقومية أو بين اقليه وأكثرية أو بين دين ودين أو بين علماني وديني فالكل أمام القانون سواء وجميعهم يتمتعون بالحقوق التي نصت عليها الأديان والعادات والتقاليد وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ويكاد يكون التسامح بين جميع مكونات الشعب الشامي فريدا من نوعه في العالم حيث الشعار الحق والعروبة ، فالحق يعني اسم الله الجامع والعروبة تعني منبع الحضارات والديانات ، كل هذه المعاني موجودة في بلاد الشام 0
من كل ما تقدم وكما اثبت التاريخ والواقع وطبيعة الجغرافيا والسكان إن التكامل والتعاون ضروري ومطلوب بين الاقطار الاربعة المكونة لبلاد الشام وفي هذا الإطار يجب أن تحصل كل الخطوات التي تكفل التكامل الاقتصادي والثقافي والزراعي والسياحي والتجاري وحركة السكان بحرية بما يكفل تحقيق التعاون بين الاقطار الاربعة وربما يصل الأمر إلى إقامة اتحاد دول الشام أسوة باتحاد دول الخليج العربي أو الولايات الشامية المتحدة وربما بعد وقت قادم تتحقق وحده بلاد الشام في دولة واحده وهنا لا ننسى المقولة (ليس الزعيم إلا سائق سيارة فإذا مات السائق يظهر سائق آخر ) بمعنى أن الزعماء يذهبون مع الزمن ويبقى الوطن ويبقى الشعب وهذا الشعب يعرف مصلحته وطريقه مع الزمن كما قال الشاعر :
عرف الشعب طريقه وحد الشعب بلاده
فـإذا الحـلم حقيقة والأمــاني اراده
وختاما فان الشعب يدرك إن الأشخاص والزعماء يذهبون وتتغير الظروف والواقع يفرض نفسه وان القوه في الاتحاد والوحدة والشعب في أقطار بلاد الشام الاربعة يدعو ويأمل أن يسير الزعماء في طريق التعاون والتكامل والسير في طريق الاتحاد والوحده وان يظهر في الاقطار الاربعة أحزاب قوية تدعو في هذا الاتجاه وتتجاوز الإقليمية الضيقة والحساسيات المفرطة بحيث تظهر في المستقبل (دولة الشام العربية ) بحدودها الطبيعية وتساهم في بناء الحضارة العالمية 0