اقتراحات و أفكار حول قانون السير
جريدة الغد – 15/2/2008
سبق و أن كتبت أكثر من مرة حول قانون السير و الحوادث الأليمة التي تحصد الآلاف من الأرواح و تتسبب بخسارة الملايين من الاموال ، و كأن الأردن يشتبك بحرف استنزاف مع عدو مجاور ، و لان الضرورة تقضي أن يكتب في هذا الموضوع ، و أن تقدم الاقتراحات و الآراء فمن كل من يستطيع أن يكتب في هذا الموضوع أو يقدم فكرة ، بحيث يجري تجميع كل ما يكتب في هذا المجال في ملفات و من ثم تعرض على لجنة مختصة و بعد دراستها تخرج بمحصلة مفيدة في هذا المجال ، و حبذا لو جرى تشجيع كل من يستطيع أن يدلي بفكرة أو رأي أو اقتراح لأن الموضوع يستحق اهتمام الحكومة و الناس و المفكرين و الكتاب و اصحاب الخبرة .
عطفا على ما تقدم فإنني اتقدم بهذه الاقتراحات و ليؤخذ منها ما يراه المسؤولون مناسبا أو مساهما في الحل و ليترك ما عدا ذلك .
1- أن يشرف جهاز الامن العام في كافة المحافظات على مدارس تعليم السواقة ضمن منهاج و برنامج رسمي و دوام مستمر يقرر حسب الظروف و لتكن مدة التدريب من ثلاثة الى ست شهور و تشمل هذه المدة دروسا نظرية و عملية تدرس من قبل مختصين و يدرس في المركز الحوادث في الاعواء السابقةو اسبابها و اعداد الضحايا و حجم الخسائر بالإضافة الى منهاج الذوق و الفن و الاخلاق و لا يتخرج الا من نجح نظريا و عمليا و صحيا مقابل رسوم معقولة و ليكن الدوام صباحا و مساء .
2- أن يجري اعادة فحص كل السواقين السابقين علىكل المركبات و الحافلات و السيارات سنويا من ناحية الكفاءة و الصحة و النظر و الاعصاب و العمر ، بحيث يغادة مهنة السواقة من لا يتقنها ، كما يجري فحص سنوي لكل المركبات و الحافلات و السيارات .
3- العمل على استبدال الحافلات القديمة من مدة معينة بحافلات جديدة حديثة تؤدي مهمتها بشكل جيد و تصل كل الحافلات و السيارات و المركبات حسب النظام المعمول به في بعض الشركات من حيث نوع المركبة و صلاحية السائق و تحديد الوقت و الالتزام به و انه فيحالة ذلك سيلجأ الكثير من المواطنين اصحاب السيارات الخاصة الى السفر عن طريق هذه الحافلات النظيفة و بالاوقات المحددة مما يخفف من حوادث السير و يوفر الاموال و الاعصاب و أن من سافر مع شركات محترمة يشعر بأفضلية الركوب في حافلاتها عن السيارات العمومي و الخصوصي و هذا يعود بالفضل على الحافلات و الناس و يوفر الأموال و يشكل السفر بهذه الحافلات رحلات تجمع اعدادا من الناس في باصات نظيفة و مكيفة و مع سائقين مؤهلين ماهرين عاقلين .
4- عند كل نقطة انطلاق للحافلات و السيارات يعطى السائق بطاقة عليها اسم الحافلة و اسم السائق و تاريخ الانطلاق و ساعته و يسلم السائق هذا الكرت للموظف المختص الذي يثبت على الكرت ساعة الوصول بالدقيقة و القصد من ذلك أن يلتزم بالوقت المحدد للرحلة ، فمثلا اذا انطلقت حافلة من مكتب الشركة في عمان الى الكرك الساعة العاشرة صباحا يثبت التاريخ و الوقت على كرت السائق ، ساعة انطلاق الحافلة ، و كما هو معروف فانه من خلال السرعة المعقولة ما بين الكرك و عمان و تكون سرعة معتدلة ساعتين أو كما يحدد المختصون ، فمن المفروض ألا تصل الحافلة الى الكرك قبل الساعة الثانية عشر و يثبت الوقت على الكرت و تسلم هذه البطاقات الى دائرة السير التي اذا ما وجدت أن سائقا ما وصل قبل الوقت المحدد يغرم بغرام و تسجل نقطة في ملفه ، و باعتقادي أن هذا يحد من السرعة التي يمارسها بعض السواقين حسب هواهم مما يجعلهم يرتكبون الحوادث المؤلمة من السرعة.
5- لأ يجوز أن يحصل أي شخص على رخصة قيادة قبل بلوغه سن العشرين ، و اذا ساق قبل ذلك فيغرم للخزينة 200 دينار غير قابلة للتخفيض مع سجن اسبوع .
6- السائق الذي يتسبب بموت شخص أو اشخاص بسبب السرعة تسحب رخصته لمدة سنةكاملة ، و يدفع للخزينة دية عن كل شخص متوفى 500 دينار ، ماعدا التزاماته تجاه أهل المتوفى .
7- السائق الذي يتسبب بنسبة عجز للمصاب تزيد عن 20% يلتزم بدفع مبلغ 200 دينار لخزينة الدولة ما عدا التزاماته تجاه المصاب بموجب احكام القانون .
8- يثبت في المناهج الدراسية لكل المراحل التوعية المرورية للسائق و الماشي .
9- تصدر وزارة الداخلية قرارا فعالا بمنع الجاهات و الوجاهات و العطاوى و الصلحات و المكارمات حتى التدخل بهذا من قبل اصحاب النفوذ و الجاه و يقتصر النظر بذلك على المحاكم النظامية .
10- رقيب السير الذي يثبت انه انحاز أو انرتكب خطأ أو اهمل في أداء واجبه تجاه جوادث السير يسجن مدة ستة شهور و يفصل من وظيفته و يعلن اسمه على القائمة السوداء في مراكز الامن في المحافظات .
و أخيرا أن هذه الافكار و الاقتراحات اذا ما طبقت مع التعديل و الاضافة من قبل المسؤولين لما فيه حفظ لأرواح الناس و جعل الباصات و الحافلات و السيارات ادوات سعادة و خدمة نبيلة اذا ما طبقت فسيلمس الكل الفوائد الايجابية .
و اتمم مقالتي بمقولة عن تعريف العقل :" العقل : هو الاصابة بالظن و معرفة ما سيكون بما كان ، و العقل هو هبة الله لكل إنسان و يجب أن يتحمل كل إنسان المسؤولية عن اعماله و نشاطه " .
وقد ورد في القرآن الكريم : ﴿ من عمل صالحا فلنفسه و من اساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد ﴾ ، و كما ورد في القرآن الكريم : ﴿ ذلك بما قدمت ايديكم و أن الله ليس بظلام للعبيد﴾ ، و ورد ايضاً في القرآن : ﴿ و لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب﴾ .
و قال الشاعر :
فقسى ليزدجر و من يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم