أمريكا و العالم و طريق الانقاذ من الدمار الشامل
جريدة المجد – الاثنين – 23/8/2004
ظهرت الحضارة الانسانية في قارات آسيا و أفريقيا و اوروبا قبل أكثر من خمسة آلاف عام ، و ظهرت في هذه القارات الديانات الارضية ثم القيم و المباديء و الأعراف و القوانين بواسطة أهل الرأي و الحكماء و العلماء الفلاسفة ثم ظهرت الديانات السماوية التي عززت لاقيم النبيلة و جعلت الانسان مهذبا في تعامله مع الانسان و كذلك الشعب مع الشعوب . كل ذلك في إطار العقل والعلم و الدين و العمل و العدل و كانت القارة الاميركية غائبة عن القارات الحضارية الثلاث غيابا كاملا و لدى اكتشاف أميركا في اقرن الخامس عشر الميلادي هاجر اليها المغامرون الاذكياء اباحثون عن المال والسلطة ، و نقلوا معهم ما حصل في اوروبا من علم و تطورفي كل المجالات ثم تقدمت أميركا و قويت اقتصاديا و عسكريا ، و اصبح الايمان بالقوة هو الهاجس الاميركي و مع الزمن و في ظل الظروف الاميركية ابتعد الاميركان عن القيم الروحية و الدينية و ضعف الوازع الديني و اصبح لدى الانسان الاميركي خواء روحي لانه ابتعد عن جوهر الاديان سواء الارضية منها ثم السماوية و حتى عندما تشترك أميركا في حروب كما ظهر في القرن العشرين فإنها لا تتورع عن استعمال القنبلة ارية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ، و رغم عدم وجود مبرر لاستعمال هذا السلاح و اصبحت قوة أميركا المتغطرسة سببا في عداوة الشعوب و الدول لها لان سياسة أميركا اساءت لعلاقاتها مع دول كثيرة منها :
1- اليابان : و هذا الشعب لم ينس أن أميركا هي التي ضربت هيروشيما و نكازاكي بالقنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية ، ما تزال اثار هذه الضربة ظاهرة للعيان .
2- المانيا : و هذا الشعب لم ينس أن أميركا هي التي انحازت بعد اربع سنوات من الحرب و ساهمت في هزيمة المانيا و ماتزال المانيا تعاني من تلك الهزيمة .
3- روسيا : الشعب الروسي لم ينس أن أميركا كانت وراء انهيار الاتحاد السوفياتي و تحويله الى دولة من الدرجة الثانية و ترزح تحت ظروف اقتصادية صعبة .
4- الصين : و الشعب الصيني لم ينس أن أميركا هي التي تدعم انفصال تايوان عن الوطن الام ، بحيث اصبحت تايوان تشكل شوكة في خاصرة الصين بمساعدة أميركا .
5- فرنسا : هذه الدولة التي تعتبر رائدة الحضارة في العصر الحديث ، و هي التي ساعدت أميركا علىالاستقلال عن بريطانيا و هي الدولة التي اصبحت نبراسا لكل شعوب العالم ، و ها نحن نرى أن أميركا تتجاوز فرنسا و تهمش دورها الحضاري و الانساني بسبب قوة أميركا و غطرستها و انفرادها في القرارات تجاه خصومها .
6- كوريا : و ها نحن نرى كيف تقف أميركا ضد وحدة كوريا و تقدم المساعدات السخية لكوريا الجنوبية لتذكي العداوة بين كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية ، لتبقيا متعاديتين من دون سبب الا السيطرة الاميركية .
7- ايران : منذ الثورة الايرانية و أميركا تناصب العداء لايران بحجة أن ايران تؤيد الثورة الفلسطينية التي تهدف لايران بحجة أن ايران تؤيد الثورة الفلسطينية التي تهدف الى مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ، بالإضافة الى الوقوف في وجه القرار الايراني المستقل .
8- دول الخليج و الجزيرة العربية : حيث أن أميركا تسيطر على بترول هذه الدول و تستغله بأبخس الاثمان و تسيطر على هذه الدول بحجة حمايتها من الاطماع الايرانية أو العراقية و رغم أن دول الخليج هي التي استدعت جيوش أميركا الا أن هذه الدول غير قادرة على الطلب من أميركا الرحي لعن بلادها لممارسة استقلالا و سيادتها .
9- العراق : منذ قيام ثورة تموز 1958 و أميركا تناصب العراق العداء بسبب أن العراق يقف مع ثورة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ، كما أن العراق يدعوا في سياسته الى الوحدة العربية و أن تكون ثورة العرب للعرب ، و هذا ما لا تقبله أميركا ، و ها نحن نرى كيف حصل الغزو الاميركي على العراق و تدمير بنيته التحتية و سلبت حياته و استقلاله من دون سبب ، لكن الشعب العراقي يقاوم الاحتلال الاميركي و مثله بقية الشعوب سوف يتحرر من الغزو الاميركي و يحصل على استقلاله و سيادته .
10- سوريا : لأنها تحمل الهم العربي و ترفع شعادات الوحدة للشعوب العلاربية و العدالة و الحرية و تتبنى القضية الفلسطينية و تساعد الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير بلاده من الاحتلال الصهيوني منذ أن قامت إسرائيل سنة 1948 حتى اليوم ، لان هذا هو موقفها فأميركا تناصبها العداء في كل المجالات و تؤلب عليها اعوانها في كل مكان .
11- الباكستان : حيث كانت دولة قوية و لها مكانتها في العالم فقد استطاعت أميركا أن تجرها للصراع في افغانستان و جعلها تفقد دورها الانساني و الإسلامي و تسير في ركب أميركا .
12- دول الاتحاد الاوروبي : حيث أن شعوب هذه الدول بدأت تشعر بالغطرسة الاميركة همشت دورها العالمي و اصبحت تتهم اوروبا بانها القارة الهرمة ، لا و رغم أن العلاقا ت قد تبدو افي ظاهرها حسنة بين أميركا و اوروبا الا أن النار تحت الرماد و سوف يتفجر الصراغ إن آجلا أو أو عاجلاً لاختلاف المصالح الثقافية و الموقف الانساني و الموقف العادل من معظم القضايا الساخنة في العالم ، و منها القضية الفلسطينية و قضية العراق و قضية ايران و قضية سورية ، و المنظمات الوطنية فيالوطن العربي ، التي تسعى الى تحرير بلادها من الاستعمار حيث أن أميركا تتهم المنظمات بأنها ارهابية ، في حين أن اوروبا تعتبرها حركات وطنية تحريرية .
هذا المأزق الذي خلفته أميركا مع معظم شعوب و دول العالم بسببب غطرستها و قوتها العسكرية و الاقتصادية اصبح مأزقا خطيرا يهدد استقرار العالم بخاصة اذا ما ادركنا ما يمكن أن تفعله أسلحة الدمار الشامل من نووية و كيماوية و بيولوجية و جرثومية و التي تملأ مخازن العالم ، و هذه الحرب اذا ما وقعت فإنها لا تبقي و لا تذر على ضوء ذلك فلا بد م اقتراحات بناءة للخروج من المأزق العالمي و باعتقادي أن سبل الخروج من المأزق المقبل هو اتباع ما يلي :
1- أن تسحب أميركا جيوشها من كل أنحاء العالم ، و لا تبقي لها جنديا واحدا خارج حدودها و التخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل في العالم بالاتفاق مع الدول الأخرى .
2- أن لا تتدخل في النزاعات بين الدول و تنهج مبدأ الحياد التام و اميرا دولة قوية و غنية و ليست بحاجة الى الآخرين الا في نطاق اعمال الخير و التعاون .
3- أن تتعاون أميركا مع دول العالم في مجالات الاقتصاد و التجارة و العلم بحياد تام و احترام متبادل يسوده العامل الانساني .
4- أن تنشر بين الشعب الا ميركي الثقافية الدينية و الايمان بالله و قيم السماء و عمل الخير و ضرورة رجوع الشعب الاميركي الى الدين الذي سيؤدي الى الاطمئنان الروحي و النفسي و العقلي .
5- أن تعمل هي و الدول الأخرى على نقل مقر الأمم المتحدة الى دولة صغيرة مشهود لشعبها بالارث الحضارية على مدى آلاف السنين ، و ذات مناخ جيد ، و تؤمن بفلسفة الخير في الحياد ، و هذه الدولة هي اليونان ، حيث أن الصفات المذكورة متوفرة فيها بالإضافة الى المناخ الجيد و يمكن أن تكون جزيرة كريت في البحر الابيض المتوسط مقرا للاممم المتحدة ، و من ثم يجري تعديل ميثاق الأمم المتحدة لما فيه خير الأمم و الشعوب و الغاء حق النقض (الفيتو) ، و جعل التصويت لكل الدول على قدم المساواة ليحل السلام و الرفاه في العالم .