ستنسحب أمريكا من العراق و تنتصر المقاومة
الدستور – 26/11/2004
يؤكد التاريخ القديم و المتوسط و الحديث أن ما من غاز إلا سوف يقهر و ينسحب لان الشعب المغلوب مهما كانت ظروفه سيئة فان أبنائه سيهبون لطرد الغزاة و يساعدهم في ذلك الأسباب التالية :
أولا : ضمير الشعب و قواه الوطنية ضد الغزاة ؟
ثانيا : الإرادة المنظمة التي تستغل الظروف و من ثم وجود قيادة واعية حازمة .
ثالثا : الجغرافيا من اكبر المساعدين لانتصار الشعب المغلوب لان الشعب يعرف تضاريس جغرافية بلاده و يوظفها لتحقيق الانتصار .
رابعا : إيمان الشعب المغلوب انه صاحب حق بالدفاع عن أوطانه ، و إن الله مع الحق و الضمير الإنساني الحي مع الحق ، إضافة إلى أن الغازي المحتل على باطل لأنه جاء من مسافة عشرات الآلاف من الأميال ليعتدي على شعب آخر ، دون أن يكون هناك أي سبب معقول يستحق تقديم التضحيات بالإضافة إلى وجود قيادة مجربة للمقاومة متمرسة في النضال .
خامسا : أن الإمكانات المادية و المعنوية متوفرة لدى الشعب ، لان الشعب يعيش فوق أرضه و كل ما هو موجود في الأرض تحت تصرفه سواء أكان كثيرا أو قليلا و يقدم للمناضلين المجاهدين من كافة أفراد الشعب و بطرق ميسورة .
سادسا : أن الجندي الغازي و قيادته لا يقاتلون عن قناعة و ليس هناك مبرر للاعتداء و بالتالي فهو يخوض حربا غير مقتنع بجدواها ، و لا يوجد لها مبرر ، و لهذا فان معنويات الغازي ضعيفة ، و مهزوزة ، و إذا كان يقاتل فهو يدافع عن نفسه و لا يدافع عن وطن أو عقيدة .
سابعا : مهما توفر للغازي من إمدادات مادية و عسكرية فان هذه الإمدادات سرعان ما يعتريها النقص لبعد المسافة و عدم توفر الأمن لإيصالها للمحتاجين من الغزاة ، و قد تتعرض هذه الإمدادات للسطو من المناضلين و المجاهدين و تصبح سلاحا ضد الغزاة بدلا أن تكون سلاحا لهم في حين أن سلاح الجيش العراقي سابقا أصبح تحت تصرف المقاومة .
ثامنا : إذا قتل المناضل أو المجاهد ضد الغزاة ، فانه مطمئن الضمير بأنه دافع عن وطنه و استشهد و انه سوف يدفن في وطنه و يسجل التاريخ له و لذويه مجدا على مر الأزمان و يحفظ في سجلات الشرف الوطني في حين أن الجندي الغازي بعيد عن وطنه و ذويه و لا يعرف مصيره و لا يعرف أين يدفن و الصلة مقطوعة بينه و بين وطنه و أهله و لذلك فهو مشتت الذهن خائف مذعور و لا يؤمن بمهمته و يكون عمله رد فعل لما يلقاه و ليس هدف معين و ينتظر مهاجمة الطرف الوطني ليرد و يدافع عن نفسه فقط .
تاسعا : الشعوب المجاورة للشعب المغلوب بشكل عام تقف مع الشعب المعتدى عليه ، بدافع الجغرافيا أو الخوف أو الرباط القومي أو الديني أو الخوف من امتداد العدوان و الغزو لها بعد السيطرة على بلد ما بحكم الجوار و الجار يتأثر بما يحصل لجاره سواء أكان خيرا أو شرا .
عاشراً : هناك قناعة لدى الشعوب العربية في كافة أقطارها بان غزو أمريكا للعراق لم يكن إلا بسبب حماية أقطارها بان غزو أمريكا للعراق لم يكن إلا بسبب حماية إسرائيل من التقدم العلمي العراقي و لا شيء غير ذلك و الشعوب العربية كافة تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية و أن الشعب الفلسطيني غلب على أمره و شرد من وطنه من قبل إسرائيل و خلفها أمريكا و لذلك فتأييد الشعوب العربية كافة للمقاومة العراقية يستند إلى الحق و العدل و الوقوف ضد الظلم .
حادي عشر : الضغط من الشعب الأميركي الذي يتساءل منذ بدء العدوان الأمريكي على العراق ما هو مبرر هذه الحرب ؟ و لماذا يساق أبناؤنا إلى العراق على بعد آلاف الأميال للقتال هناك في معركة لا مبرر لها ؟ و لماذا تقوم الإدارة الأمريكية بدور شرطي العالم .؟ و لماذا ترى أمريكا تزج بأبنائنا لأتون حروب عديدة في العالم و نحن دولة قوية و غنية و تستطيع أن تترك العالم و شأنه و لا تتدخل في شؤونه و هل القيادة الأمريكية هدفها تحقيق الأهداف الصهيونية دون مبالاة لمصالح أبناء الشعب الأمريكي؟؟
و لا يخفى ما يرد إلى أمريكا من نعوش الجنود و الضباط القتلى ، و كلما وصل مجموعة من جثث القتلى يزداد التساؤل ثم يتحول التساؤل إلى ضغط لسحب الجيش الأمريكي من العراق و كلما زاد الضغط انخفضت شعبية الإدارة الأمريكية و بالتالي لا بد أن تستجيب و تسحب قواتها من العراق كما حصل في فيتنام و غيرها و انسحاب الجيش الأمريكي من العراق تحت أي صورة من الصور يؤكد انتصار المقاومة العراقية و من ثم بناء العراق القوي الذي يلعب دوره الايجابي لدى العرب و العالم .
ثاني عشر : أن معظم الرأي العام العالمي غير مقتنع بشرعية العدوان الأمريكي على العراق ، و إسقاط النظام الشرعي هناك و الذي تعترف به كل دول العالم ، أي أكثر من 180 دولة و أن النظام السابق في العراق لا يزال هو النظام الشرعي و القانوني المعترف به من قبل دول العالم ، و الأمم المتحدة و موقف فرنسا و ألمانيا و روسيا و الصين و هي دولة كبيرة و قوية و غنية اكبر دليل على ذلك .
و أخيرا لا يوجد مخرج للغزاة الأمريكان إلا مفاوضة المقاومة العراقية لتضمن لها إمكانية الانسحاب من العراق ، و ترك الشعب العراقي يقرر مصيره بنفسه و أن غدا لناظره قريب .