مضى 54 عاما على احتلال فلسطين
في 15 أيار 1948 أعلن قيام دولة إسرائيل في ارض فلسطين و جرى تهجير معظم سكان فلسطين الأصليين إلى الأردن و لبنان و سوريا و بلدان أخرى عربية و أجنبية في حين استقدمت إسرائيل مهاجرين يهود جدد من كثير من بلدان العالم العربية و الأجنبية و استمرت إسرائيل قوية منذ 1948 حتى اليوم .
و لكن منذ قيام إسرائيل و حتى هذا التاريخ لم تهنأ إسرائيل بالاستقرار الذي غالبا ما تنعم به الدول الشرعية التي تنشأ على الأرض و بواسطة الشعب و يحكم فيها حكومة من نفس شعب الأرض ، و من استعراض مسلسل الأحداث التي تؤكد عدم استقرار إسرائيل مثل ثورة الفلسطينيين 1936 و حرب 1948 ، ما بين العرب و إسرائيل ، ثم حرب 1956 حين تحالفت إسرائيل مع فرنسا و بريطانيا ثم حرب 1967 حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية و قطاع غزة و سيناء و الجولان ثم حرب 1973 ما بين مصر و سوريا من جهة و إسرائيل من جهة أخرى ، ثم حرب جنوب لبنان 1982 ، ثم ضرب إسرائيل للمفاعل الذري العراقي 1981 ثم انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى عام 88 ، ثم انتفاضة الأقصى الحالية 2000 ، و لا تزال الحرب مستعرة في فلسطين من حرق الأقصى إلى مجزرة مسجد الخليل ثم حرب جنين و حرب نابلس ، و ها نحن على أبواب حرب غزة و هناك الكثير الذي لم يذكر في إطار الصراع الدائر بين الفلسطينيين و من خلفهم العرب و بين إسرائيل ، بأن يوحي أن الاستقرار لم و لن يتوفر للاحتلال في فلسطين .
و ها نحن نشاهد الكثير من العرب يتذمرون من الظلم الإسرائيلي و خلفه الدعم الأميركي و هم يستعجلون النصر و قد نسي هؤلاء أن الدول و الشعوب لا يقاس عمرها بعشرات السنين ، و أنما بمئات السنين فلنأخذ مثلا :
1- الدولة العربية في الأندلس دامت ثمانمائة عام ثم زالت .
2- الدولة العربية الإسلامية دامت تسعمائة عام من 616 م - 1516 م .
3- دولة العثمانيين دامت أربعمائة عام من 1516 – 1916 ، ثم رحلوا .
4- دولة الصليبيين في فلسطين دامت مائتي عام .
5- الانجليز في جنوب اليمن دامت أكثر من 100 عام .
6- الفرنسيون في الجزائر مكثوا أكثر من 130 عاما .
هذه الدول و هذا الاحتلال و هذه الأرقام ثابتة في التاريخ و مع الزمن انتصر أصحاب الأرض و استقلوا ( بالصمود و الصبر و الجهاد و الوحدة ) فهل يا ترى 54 عاما مضت على قيام إسرائيل تجعلنا نحن العرب نصاب بالإحباط و نجلد أنفسنا و نندب حظنا و نلوم غيرنا و أنفسنا و أصدقاءنا و منطق التاريخ يقول فلسطين جزء من بلاد العرب ، و ستعود ، أن الواجب علينا نحن أبناء هذا الجيل أن نصبر و نصمد و نكافح ضمن الإمكانيات المتاحة ، مع العلم بان الكفة ترجح لصالح إسرائيل في الوقت الحاضر بسبب إمكانياتها التكنولوجية و قوة جيشها و تقدمها العلمي و دعم الولايات المتحدة الأميركية و الغرب لها مع ضعف العرب و تفرهم إلى 22 دولة ، بعضها لا يتجاوز سكانها سكان مدينة متوسطة من مدن العالم مع تقديس الكرسي من قبل الرؤساء في حين أن المنطق و التاريخ و الجغرافيا و السكان و الاقتصاد يفترض أن يكون هناك ست دول عربية فقط حسب منطق التاريخ و الجغرافيا .
1- دولة بلاد الشام ، و تشمل سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين .
2- دولة العراق و تشمل العراق و الكويت .
3- دولة الحجاز : و تشمل السعودية و قطر و البحرين .
4- دولة اليمن : و تشمل اليمن و عمان و الأمارات المتحدة .
5- دولة وادي النيل : و تشمل مصر و السودان .
6- دولة المغرب العربي : و تشمل ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب و موريتانيا .
هذه تتعاون فيما بينها في مجالات الثقافة و الاقتصاد و توحيد لعملة و تسود فيها الحرية الايجابية و العدالة الاجتماعية ، و تتعاون فيما بينها على طريق الخير و التعاون مع دول العالم و لا تعتدي على احد و لا تدخل في أحلاف و تنهل من منابع العلم و لا تدخل في حروب و تسن علاقتها مع جيرانها مثل إيران و تركيا و الحبشة و وسط أفريقيا و أوروبا حتى يسود العدل و الاستقرار و يعيش الناس في رخاء و بناء في إطار العقل و العلم و العمل و العدل .