الجبهة العربية لتحرير فلسطين
جريدة الهلال – الثلاثاء - 29/5/2000
منذ وعد بلفور سنة 1917 و اليهود يعملون و يخططون و يعرفون عن العرب و ظروفهم و نفسياتهم و اهوائهم شعوبا و مسؤولين اكثر مما يعرف العرب عن أنفسهم ، اضف إلى ذلك أن العرب مسؤولين و مثقفين و شعوبا لا يعرفون عن اليهود و خططهم و اهدافهم إلا الشيء القليل القليل ، هذه حقيقة كانت سابقة و سادت في العهود الماضية ، و لا تزال و ليس أدل على ذلك من فشل العرب سياسيا في تحقيق وحدة الجزيرة العربية و الهلال الخصيب بعد الحرب العالمية الاولى في دولة واحدة حسب ما ظهر من شعارات الثورة العربية الكبيرة التي قادها الشريف الحسين بن علي.
جرى رسم خرائط الدول العربية صغيرها و كبيرها في المحافل الغربية البريطانية و الفرنسية و الاميركية و على ضوء الخرائط التي رسمت بما يضمن مصالح العرب جرى رسم الخرائط على الورق ، و لنتصور أن شخصا مثقفا سياسيا ، تاريخيا ، و جغرافيا امسك الاطلس و نظر اليه بتمعن – الاطلس الطبيعي ( الجغرافيا ) ، و من ثم راح يمسك بالقلم ، و يرسم حدودا لكل دولة يريد اقامتها سواء كانت كبيرة أو صغيرة حسب ظروف المصلحة التي يعرفها ماسك القلم و الاطلس ، و هو مثقف سياسيا كما ذكرنا ، و يعرف بالضبط ماذا يريد و اين تكمن مصلحته في ترسيم هذه الدول و هو يعرف لماذا و كيف و يعرف ما يمكن أن يحركه في المستقبل في التأثير على دولة من هذه الدول ضد جاراتها.
هذه الحال تكاد تكون سائدة في كل أو معظم الدول العربية و لا حاجة للدخول في التفاصيل ، و كان نتيجة ذلك الخلل المدروس و المخطط له أن هزم العرب ، و خلال العشر سنوات الاخيرة من القرن العشرين و لا يزالون مهزومين و مقهورين و غير قادرين على التحرك الايجابي .
حاليا : ثلاث ايجابيا ظهرت في العرب و خاصة عرب آسيا :
- انتصارات حزب الله في جنوب لبنان على إسرائيل و تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلال دام 22 عأما ، هذه ظاهرة ايجابية و طريق واضح للنصر.
- رفض العراق للسيطرة الاميركية على العالم ، رغم ما تعرض له من تدمير و حصار و قصف على مدى عشر سنوات بقصد تركيعه للاعتراف بإسرائيل و لكنه صمد و لا يزال يعمل لتحقيق الاهداف القومية ، و ها نحن نرى سوريا العربية المهددة من قبل إسرائيل تمد يدها إلىالعراق و هو الظهير القوي لها .
- الانتفاضة الفلسطينية – انتفاضة الاقصى و التي قضت مضاجع إسرائيل على مدى الشهور الثمانية السابقة و إذا ما استمرت هذه الانتفاضة بالنفس الطويل و بدعم من احرار العرب فسوف تحقق اهدافها في التحرير و اقامة الدولة الفلسطينية .
و حتى تستمر الانتفاضة و تحقق اهدافها يجب علىالعرب الشرفاء الاحرار العمل على " انشاء الجبهة العربية لتحرير فلسطين " ، بحيث يتطوع للعمل فيها المناضلون من كل الدول العربية و الاسلامية و يكون هدفها المساعدة على تحرير فلسطين فقط ، و من ثم يعود كل إلى بلده الاصلي دون الحصول على أي مكسب شخصي و فلسطين لاهلها