ليكن معلوما أن فلسطين جزء من بلاد الشام
الوحدة – 31/1/2005
يؤكد التاريخ كا تؤكد الجغرافيا و على مدى آلاف السنين أن بلاد الشام بحدودها الطبيعية و الجغرافية هي بلد واحد و شعب واحد و دولة واحدة ، و هذا هو الوضع الطبيعي ، و إذا كان هناك حالات استثنائية نتج عنها انقسام و قيام بعض دويلات في بلاد الشام فان هذه الحالة هي كما ذكرت حالات استثنائية ، اذ سرعان ما تعود الامور إلى طبيعتها بعد أن يزول الاثر الخارجي و التآمر الداخلي ، و من ثم تعود بلاد الشام دولة واحدة و شعبا واحداً و وطنا واحدا ، بحدودها المعروفة في الجغرافيا و التي اكدها التاريخ حيث تبلغ مساحة بلاد الشام 300 ألف كيلو متر مربع ، و تشمل في الوقت الحاضر كلا من الجمهورية العربية السورية و الجمهورية اللبنانية و المملكة الأردنية و فلسطين .
و يحدها من الشمال جبال طوروس التي تفصلها عن تركيا و يحدها من الشرق العراق و يحدها من الجنوب الحجاز و يحدها من الغرب البحر الابيض المتوسط ، و تشتهر بلاد الشام بالحبوب و الخضروات و الفواكه و المناطق الاثرية و الدينية و السياحية و هي منبع الديانات السماوية المسيحية و الاسلامية و لعبت دورا حضاريا بارزا في التاريخ ، و فيها انهار الفرات ، العاصي ، بردى ، و النهر الكبير و نهر الأردن ، و شواطئها على البحر الابيض المتوسط من اشهر الشواطيء في العالم ، و عليه تقع موانيء اللاذقية ، طرطوس ، طرابلس ، بيروت ، حيفا ، يافا ، عسقلان ، و العقبة على البحر الاحمر ، كما أن فيها المسجد الاموي في دمشق ، و قبر خالد بن الوليد ، في حمص و المسجد الاقصى في القدس و كنيسة القيامة في بيت لحم ، كما أن هناك قلاعا كثيرة منتشرة في بلاد الشام و أماكن اثرية مثل قلعة حلب و مدينة تدمر ، و مدينة بصرى و بعلبك ، و بيت الدين ، و جرش ، و البتراء ، و الكرك ، و القدس و الخليل و سبسطية و اريحا و مجموع هذه المواقع الاثرية و الدينية تؤكد وحدة بلاد الشام التاريخية و الجغرافية و الحضارية .
و لكن بعد الثورة العربية الكبرى و الحرب العالمية الاولى و انهيار الدولة العثمانية تقاسمت بريطانيا و فرنسا بعد الانتصار في الحرب بلاد الشام ، و حصل أن قسمت بلاد الشام اخيرا إلى اربع دول كما هو معروف و يعتبر ذلك من الحالات الاستثنائية إذ أن وحدة بلاد الشام في دولة واحدة و وطن واحد و شعب واحد تسوده الديمقراطية و العدل هي حالة مطلبية من قبل الشعوب في الدول الاربع ، دون تفرقة بين الاديان و الاعراق و المذاهب في مجتمع يسوده القانون و بذلك تكون دولة بلاد الشام دولة نموذجية من الناحية الاقتصادية و السياحية و الدينية و المذهبية و الحضارية لان كل عوامل القوة للدولة متوفرة فيها حبوب ، بترول ، مياه ، خضروات ، فواكه ، بوتاس ، فوسفات ، سياحية ، آثار حضارة ، موقع متوسط بين القارات الثلاثا مفتوحة برا و بحرا و جوا على كل العالم تعطي و تأخذ و تتفاعل مع العالم المتمدن من موقع القوة لان التاريخ و الجغرافيا اثبتا أن بلاد الشام من اكثر بلدان العالم تأثيرا في حضارة العالم و تقدمة .
و عودا على فلسطين ، و كما ذكرت و يؤكد التاريخ و الجغرافيا بمساحتها البالغة 27 ألف كم 2 ، هي جزء من بلاد الشام ، و أن الظروف التي اظهرت للوجود دولة إسرائيل على انقاض الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من شعب بلاد الشام لا يؤثر على الحقيقة التاريخية و الجغرافية ، اذ سرعان ما تعود فلسطين للشعب الام حال تبدل الظروف المحلية و العربية و الدولية و يعيش الجميع مواطنين في ظل القانون و التاون و التسامح ثم تعود فلسطين كاملة بجميع سكانها إلى الوطن الام بد الشام و تقوم الدولة النموذجية المتقدمة الديمقراطية القوية و حواضرها : دمشق ، حلب ، حمص ، حماة ، بيروت ، طرابلس ، القدس ، الخليل ، عمان ، اربد ، الكرك ، السلط ، معان ، العقبة.
بقيت نقطة لا بد من الاشارة اليها على ضوء ما تقدم و هي انه لا توجد فئة أو منظمة أو قيادة أو حزب مهما كان دورها في فلسطين أن تتفاوض بشأن فلسطين عىل وجه الاستقلال مع أي جهة غاضبة أو محتلة ، لان هذا الحق يعود لكل مواطن في بلاد الشام على قدم المساواة مع أي قائد فلسطيني ، أو قيادة أو حزب أو حركة فلسطينية ، و بالتالي فواجب تحرير فلسطين كاملة هو فرض عين ، على كل مواطن في بلاد الشام بحدودها الجغرافية المعروفة دون تفريط بحق كل بلاد الشام بالوحدة و الاستقلال و عليه فكل ما تفاوض عليه القيادة الفلسطينية مع الصهيونية قابل للنقض من قبل شعب بلاد الشام فيما بعد ، و في هذا المجال يجب تشكيل جهة تحرير فلسطين و وحدة بلاد الشام ينضم اليها كل الوطنيين الاحرار من بلاد الشام ، و تدعم اقتصاديا و سياسيا بكل الوسائل بحيث يحدد الهدف بشكل واضح و هو تحرير فلسطين من الغاصب الاجنبي ، و من ثم توحيد اقطار بلاد الشام في دولة واحدة هي دولة بلاد الشام لتعود و تلعب دورها الجديد في بناء الحضارة العالمية و السلم العالمي ، كما سبق و أن لعبت دورا فعالا في تقدم العالم من النواحي الاقتصادية و الدينية و العمرانية و التسامح و التعاون ، بحيث تكون نموذجا للدولة الحضارية العصرية التقدمية ، و تشكل حلقة الوصل بين الشرق و الغرب ، و تكون نموذجا لدولة الحرية و الديمقراطية و العدل و التعاون و القانون .