المقاومة في العراق و فلسطين
الدستور – 29/3/2004
إلى المحرر :
لا شك أن الدول المتقدمة علميا و تكنولوجيا اصبحت في اعلى درجات القوة في حال الحرب ، مع جهة تستعمل نفس الاسلحة المذكورة فان الغلبة تكون للأقدر على ادارة ما لديه من اسلحة و امكانيات و مهارات قيادية و بالمقاييس العلمية و التكنولوجية ، فان امريكا و إسرائيل تعتبران في مقدمة الدول القوية القادرة على الانتصار على الخصم المسلح بنفس الاسلحة أو ما يعادلها ، هذا إذا استثنينا اسلحة الدمار الشامل مثل القنبلة النووية و الاسلحة البيولوجية ، و الجرثومية و الكيماوية و غيرها من الاسلحة الفتاكة.
و لكن عندما تحيد هذه الاسلحة و لا تدخل و لا تستطيع أن تدخل أو تستعمل و انما تعود فعالية الحرب على الارض جندي أو مقاوم أو فدائي مسلح بالاسلحة التقليدية من بنادق و قنابل و صواريخ و متفجرات تستعمل من قبل احد الاطراف في الوقت الذي يناسبه المكان الذي يختاره ، فانه و الحالة هذه تصبح المقاومة بالاضافة لما لديها من ارادة و تصميم و ايمان بحقها بالدفاع عن وطنها و بتأييد من شعبها الذي تعيش بين ظهرانيه و يقدم المساعدة الممكنه لها ضد المحتل الاجنبي الذي لا يؤمن باي هدف فان المعنويات هنا تختلف و كما قال المثل الدارج ( الحق و صاحبه اثنان مقابل واحد ليس معه حق ) ، فان النصر يتحقق لصاحب الحق المؤمن بحقه و بشعبه و بلاده .
و أن المقاوم يعرف ارضه جيدا و يعرف مداخلها و مخارجها و الأماكن المناسبة لنشاطاته و يختار مكان العملية كما يختار زمانها في حين أن الطرف المعتدي يبقى منتظرا الحدث و ليس لديه ما يفعله و هو ينتظر الهجوم من أي مكان و في أي وقت لانه ليس لديه هدف و لا يؤمن بما يفعل بل و يتساءل في كل حين لماذا انا هنا و متى يحين وقت العودة و ماذا تريد حكومته و هل هي على حق ام على باطل و هل اصحاب هذه البلاد هم الذيت يعتدون على بلادنا ام أن حكوماتنا هي التي تعتدي على هذه البلاد و هذا الشعب و كل ذلك يدخل القناعة على قلب الجندي و الضابط الاجنبي المعتدي الذي يقف خافا مرعوبا من الشعب و الناس و المقاومين فيؤثر ذلك على معنوياته و تضعب مما يجعل اداؤه عشوائيا خائفا ، و لا يعرف ماذا يفعل ، و يشعر بالقلق المستمر الذي يرافقه في منامه و مقامه و اكله و شرابه و مكان ايوائه و مع الزمن و مادام السلاح المستعمل هو السلاح التقليدي و لم تعد الطائرات و الصواريخ و المدافع و الدبابات و كافة انواع الاسلحة التقليدية المتقدمة فان المقاومة الوطنية المستمرة فانه في هذه الحالة و مع الزمن سوف ينتصر الشعب و المقاومة التي تمثله و يهزم الغزاة مهما طال الزمن و هذا ما حصل في الجزائر و فيتنام و افغانستان و هذا ما سيحصل بكل تأكيد مع الصبر و حسن التخطيط و الارادة في فلسطين و العراق .
فإذا ما استمرت المقاومة الفلسطينية و فصائل المقاومة مع الزمن ارض فلسطين كاملة و يعود الفلسطينيون إلى بلادهم المحررة ، كما أن المقاومة العراقية المستمرة المنظمة سوف تهزم الامريكان و حلفاءهم مهما طال الزمان و تعود العراق دولة مستقلة قوية غنية و يعيش جميع سكان العراق في اطار المواطنة الصالحة لا فرق بين الناس من حيث الدين أو القومية أو الطائفة بل يجمع الجميع حب الوطن العراقي و المواطنة الصالحة .
و ختأما إذا كان هناك من امل للعرب فهذا الامل سوف يأتي بفعل المقاومة الفلسطينية المدعومة عربيا و المقاومة العراقية و سوف ينبثق فجر عربي جديد في المشرق العربي الذي يحوم الشام و العراق و الجزيرة العربية .