إلى عمرو موسى العربي امين عام جامعة الدول العربية
جريدة الرأي – الثلاثاء - 7/6/2001
من حق المواطن العربي اينما كان موقعه و مهما كانت ثقافته أن يتكلم و يكتب و يتساءل و يأمل الكثير من جامعة الدول العربية لانه يشعر أن جامعة الدول العربية تمثل الاطار العربي العام الذي يتحرك فيه ، و ينتظر اليوم الذي يحوي الاطار العربي كل العرب في شكل من اشكال الاتحاد و ليس الوحدة لأن هدف الوحدة العربية هدف صعب و تحقيقه قد يكون اصعب لاسباب قطرية و موضوعية و دولية و جغرافية و مصلحية و اخيرا الخوف من الوحدة التي يعتقد البعض أن المركزية احد امراضها ، و هذا ظاهر حتى على مستوى القطر الواحد فترى العاصمة تستحوذ على معظم خيرات القطر و معظم الزعماء و المتنفذين فيها ، و المثال واضح لدى زيارة أي عاصمة عربية ، و من ثم المدن الاخرى و الارياف حين يظهر الفارق الكبير الكبير بينها ، و بين العاصمة ، بحيث يعد بمئات السنين اقتصاديا و عمرانيا و علميا و اجتماعيا هذا المظهر يخيف الشعب العربي في كل مكان من الوحدة لان الواقع يبرر هذا الخوف و لا اتكلم بهذا الكلام على اعتبار نني ضد الوحدة العربية و لكي اؤكد الواقع خشية الوقوع فيه ، أو اخذه بعين الاعتبار لدى بحث علاقة العواصم العربية باطراف اقطارها و ارياف اقطارها أو عندما تواتي الظروف و تتحقق الوحدة بارادة الله فتكون استراتيجيتها اعتبار الشعب العربي شعبا واحدا و من حقه أن يحصل على المكاسب على حد سواء ، دون تمييز أو تفرقه أو اغفال لا بد من هذه المقدمة و هي تشير إلى أمال المواطن العربي في جمع شمل امة العرب في اتحاد ما ، أو كيان ما ، أو تجمع ما ، أو تعاون ما ، على ضوءي التجارب السابقة و على ضوء ظروف القضية الفلسطينية و حصار العراق و تشتت الجهد العربي في حين أن العالم بدأ يعتمد التكتلات الاقتصادية و السياسية .
اعود إلى السيد عمرو موسى العربي امين عام جامعة الدول العربية و الامل المعقود عليه بأن يبادر و يبدع و يتصل و يجتهد و يزور و يطل و يشكل فريقا مساعدا له من ذوي الكفاءات و المخلصين لامة العرب و لا اريد الدخول في سرد سلبيات جامعة الدول العربية ، حيث أن السيد الامين العام يعرفها و لكن لا بد من ايراد بعض الملاحظات :
1- مقر جامعة الدول العربية في القاهرة عاصمة اكبر دولة عربية و هي في موقع متوسط لامة العرب .
2- كل امناء الجامعة العربية منذ تأسيسها حتى اليوم من الشقيقة مصر ما عدا الشاذلي القليبي .
3- لم تؤد جامعة الدول العربية الدور الايجابي المطلوب منها في مجال جمع شمل العرب و دفع دولهم نحو الاتحاد أو التعاون أو حل القضايا الثنائية أو توفير الدفاع عن الدول العربية من العدوان الخارجي و لم تنجح في حل الخلافات بين الدول العربية و التي كانت تظهر في النصف الثاني من القرن العشرين .
4- في اغلب الاحيان و بصراحة كان الامين العام لجامعة الدول العربية يغلب المصلحة المصرية على المصلحة العربية و قد يصح المقال الذي نشر على الصفحة 16 ، من صحيفة الهلال الاسبوعية الأردنية الصادرة بتاريخ الثلاثاء 27/2/2001 ، بعنوان "الجامعة العربية – الحديقة الخلفية للخارجية المصرية" ، علما بأنه لم يرد اسم كاتب المقال ، و رغم أن النقد جارح إلا أن امل المواطن العربي في دور فعال لجامعة الدول العربية لجمع شمل العرب و العمل على انشاء الاتحاد العربي يبرر مثل هذا النقد و غيره .
أنالا اريد أن ارشد السيد عمرو موسى العربي من خلال موقعه الجديد ، لانه رجل مارس السياسة و عركها مصريا و عربيا و دوليا ، و خدم بلده مصر من خلال اشغاله مركز وزير الخارجية المصري لمدة عشر سنوات ، و نأمل منه أن ينجح في عمله الجديد و تقديم مبادرات ذات فائدة للعرب و إذا جاز لي كمحام متابع أن اورد بعض ما يختلج في ذهني و ذهن العرب الاخرين مثل :
1- تغيير اسم جامعة الدول العربية إلى اسم "مجلس الاتحاد العربي" .
2- تشكيل فريق من السياسيين العرب المخلصين لا متهم العربية و القانونيين من كل الدول العربية لمساعدة امين عام مجلس الاتحاد العربي .
3- الامين و الفريق يقابلون الزعماء العرب و زعماء الأحزاب العربية و رؤساء مجالس النواب العرب و مجالس الشورى و يبحثون رص الصف العربي و التعاون العربي نحو انشاء الاتحاد العربي على اسس موضوعية .
4- التركيز على المناهج الدراسية و تنمية الوعي العربي باتجاه الاتحاد العربي لتستطيع الامة العربية من اخذ دورها في مواجهة التكتلات الدولية القوية .
5- العمل على مساعدة الدول العربية الغنية للدول الفقيرة على أن تشمل المساعدة الارياف و الاطراف في مناطق الدول العربية .
6- من خلال عمل الامين و الفريق من الضروري أن يرى العرب تقدما ملموسا في كل سنة باتجاه التعاون العربي و الاتحاد العربي .
7- مع اثبات الاتحاد العربي لوجوده و لذاته من خلال اجتهاد الامين و الفريق و تعاون الزعماء الرسميين و الشعبيين تظهر شخصية الاتحاد العربي أمام العالم و تثبت إلا مة العربية وجودها في هذا العالم .
8- يجب تثبيت مبدأ متفق عليه ، هو عدم تدخل أي دولة عربية في شؤون دولة عربية اخرى ، بل تترك كل دولة معالجة قضاياها الداخلية مع شعبها و لا يجوز لاي دولة معالجة قضاياها الداخلية مع شعبها ، و لا يجوز لاي دولة عربية أن تدعم فصائل معارضة في دولة عربية اخرى .
9- يصدر عن الامين أو الفريق المساعد و غيرهم من الكتاب صحيفة باسم الاتحاد العربي توزع في كل الوطن العربي و شعارات كل الدول العربية في العالم ذات اهداف قومية اتحادية ثقافية و تعطي صورة ايجابية عن امة العرب بأنها امة حضارية كما جاء في القرآن الكريم : ﴿ كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ﴾ ، و توزع هذه الصحيفة باللغة الانجليزية في الدول الاجنبية .
و تحية إلى عمرو موسى العربي ا مين عام الاتحاد العربي .