لماذا جامعة المشرق العربي و أين
عرب المشرق العربي يعيشون في الجزيرة العربية مهد العرب و في الشام و العراق و هذه الأقاليم الثلاثة يعيش فيها حوالي 120 مليون نسمة ضمن اثني عشر دولة و لهم ظروفهم الجغرافية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و لهم جيرانهم حيث يجاورهم من الشرق دولة إيران و يجاورهم من الشمال تركيا و لهذه الدول شواطئ طويلة على البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر و المحيط الهندي و الخليج العربي ، كما يتوفر في هذه البلدان على الأغلب البترول و الحبوب و الخضروات و الجبال و السهول و الأنهار و الصحاري و الغابات و المعادن كالحديد و الرصاص و الصخر الحجري بالإضافة إلى الاسمنت و البوتاس و الفوسفات ، و المواصلات يبن هذه الدول و المناطق جيده ، و يكاد يكون التاريخ السياسي و الفكري و الثقافي متقارب ، و طالما أن جامعة الدول العربية و التي مركزها القاهرة قد ترهلت و ضعفت و فقدت دورها العربي و الدولي بالإضافة إلى هيمنة مصر عليها ، و كما هو معروف أصبحت جامعة الدول العربية عبارة عن الحديقة الخلفية لوزارة الخارجية المصرية و هذا ما أثبتته الأحداث الكثيرة التي مرت على الوطن العربي ، و هناك من القضايا المصرية و السودانية و المغربية و الصومالية و الجزائرية و الموريتانية الكثير الكثير الذي يشغل جامعة الدول العربية و منظمة الدول الإفريقية و الظروف الإقليمية و كثرة القضايا المستعصية على الحل لأسباب إقليمية و اقتصادية و عرقية و قومية و دينية .
كل ذلك و غيره افقد دول المشرق العربي دورها في حماية شعوبها و حل قضاياها في حين لا اعتقد انه يوجد قضايا ملحة لدى دول المشرق العربي سوى القضية الفلسطينية و التي أدارت مصر لها ظهرها و انسحبت من الصراع العربي الإسرائيلي ، و كذلك فقدت دورها في العراق و أصبح لزاما على المشرق العربي أن تعالج قضاياها بالتعاون مع بعضها و مع بعض حلفائها بحيث يصبح القرار بيد دول المشرق العربي مع بقاء التعاون في إطار جامعة الدول العربية في القاهرة قائما ما أمكن ، و عليه فمن الضروري إنشاء جامعة المشرق العربي تجمع دول المشرق العربي الـ 12 ، و يكون مقرها على شاطئ البحر الأحمر الشمالي ما بين مدينتي ضبا و الوجه ، على أن تسمى هذه المنطقة "العامرة" بحيث يقوم الجيولوجيون و المهندسون و علماء المناخ تخطيط المدن باختيار مكان هذه الجامعة يخصص لها على شاطئ البحر الأحمر مساحة بطول 10 كيلو متر طولا مع شاطئ البحر و عمق 20 كيلومترا بالداخل ، و ينشأ لها مطار و فنادق و مرافق سياحية و حدائق و مكتبات و قاعات و يجري تحصينها بشكل جيد ، و يطلق عليها اسم جامعة المشرق العربي ، يجتمع فيها رؤساء الدول كل سنة مرة ضمن برنامج ، و يجتمع فيها رؤساء الحكومات و الوزراء المعنيين ضمن برامج معينة تهدف إلى خدمة شعوب هذه المنطقة و التعاون الاقتصادي بينها ، و تساعد الدول الغنية فيها الدول المحتاجة و تكون العلاقات مع إيران الجارة الشرقية حسنة ، و كذلك العلاقات مع الجارة الشمالية تركيا حسنة ، و كذلك مع مصر و دول شمال أفريقيا و الدول الأفريقية ، و تكون سياسة الجامعة و دولها نبذ الحروب و الصراعات و المشاحنات و يحل محلها التعاون و المحبة ، و يكون شعار جامعة المشرق العربي الآية الكريمة : ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون ﴾
و من الممكن أن يكون مقر هذه الجامعة مكانا لالتقاء المفكرين و العلماء و الفقهاء في هذه الدول ألاثني عشر ليتحاوروا و يتناقشوا في كل ما من شأنه تنظيم حياة الناس في المشرق العربي ضمن القيم العليا التي نادت بها الأديان السماوية و الأرضية ، و ضمن ما تتطلبه مصلحة التقدم و التطور في إطار القيم العليا التي تحفظ بنية المجتمع العربي ، و هناك الكثير الكثير الذي بحاجة إلى بحث و تنظيم و ترتيب و جامعة المشرق العربي المقترحة قادة على معالجة معظم قضايا و مشاكل دول المشرق العربي ، و حسن التعامل مع الآخرين و هذا كله قابل للحوار و النقاش البحث و الإضافة و التعديل نحو الأفضل في جميع مناحي حياة شعوب هذه الدول .