المطلوب احياء مناطق الجنوب في الأردن
مجلة الافق – الاربعاء – 9/12/1992
معذرة ، لا اقصد من مقالي هذا أن اميز بين مناطق الشمال و الوسط و الجنوب ، و لكن القصد من هذا المقال هو الاشارة إلى أن مناطق الجنوب من الأردن بحاجة إلى شيء من الاهتمام الزائد لغايات اللحاق بمناطق الوسط و الشمال .
حيث يرى المشاهد العادي من خلال تجواله في الأردن ، أن التقدم في عمان و السلط و الزرقاء و اربد و الرمثا يشرح الصدر و يبهج الخاطر ، و لكنه عندما يشاهد مناطق الكرك و الطفيلة و معان و العقبة يرى الصورة مختلفة تمأما ، و كأن الاهتمام هنا اقل من حيث العمران و التقدم الاقتصادي و مجالات العمل و المدن الرياضية و الحركة التجارية ، و المستشفيات ، و الجامعات ، و كليات المجتمع ، و التحريج و الشركات ، و النهضة العلمية و الثقافية و مشاريع الاسكان الرسمية و الشعبية و رياض الاطفال ، و دور الحضانة.
كما ترى أن معظم المشاريع و المساعدات و مشاريع الانماء و التقدم التي تقدمها الدول الغربية كمساعدة للاردن جميعها تصرف في عمان و ما حولها ، و بمقارنة بسيطة ما بين عمان و السلط و الزرقاء و اربد من جهة و بين الكرك و الطفيلة و معان من جهة اخرى ، يتضح الفارق الكبير بين هذه المناطق .
و كأن المناطق ليست ضمن دولة واحدة و موازنة واحدة و حكومة واحدة و ضمن شعب واحد .
لا مجال للنقاش أو الجدال حول الفارق الحضاري و الاقتصادي و العمراني و الثقافي و النفسي ما بين محافظات الكرك و الطفيلة و معان و ما بين محافظات الوسط و الشمال مثل عمان و السلط و الزرقاء و اربد و الرمثا ، فهذه حقيقة و من يجادل بها ما عليه إلا أن يصطحب بعض اصدقاءه في سيارته و يأتي ليزور مناطق الكرك و الطفيلة و معان و يعود ليحكم و يقول رأيه بصراحة .
و باعتقادي أن المطلوب هو كيفية العمل على احياء منطقة الجنوب بشكل عام ، لتلحق بركب الوسط و الشمال أما الحل ففي رأيي المتواضع يأتي من خلال محورين :
اولاً : الدعوة إلى مؤتمر لسكان محافظات الجنوب ( ا لكرك و الطفيلة و معان و العقبة ) ، يشترك فيه نواب هذه المناطق و رؤساء و اعضاء المجالس البلدية و رؤساء و اعضاء المجالس القروية و رؤساء و اعضاء مجالس ادارات الاندية ، و ممثلين عن النقابات المهنية في هذه المناطق و مجالس ادارات شركات البوتاس و الاسمنت و الفوسفات و يدعى إلى هذا المؤتمر اعضاء مراقبين تختارهم ادارة المؤتمر و يعقد في مكان متفق عليه و يستمر لثلاثة ايام ، و تقدم اوراق عمل و اقتراحات تبحث في سبل احياء المنطقة ، و دفع ركب التقدم و الحضارة و الاقتصاد بها لتلحق بمنطقة الوسط و الشمال و ما يصدر من توجيهات و طلبات و اقتراحات تقدم من قبل نواب المناطق إلى الحكومة ، و التي يأتي دورها على المحور الثاني .
ثانياً: أن تدرس الحكومة توجيهات المؤتمر و طلباته و اقتراحاته ، و تدرس هذه التوجيهات من قبل لجان متخصصة خلال شهر ، و تقدم بعد ذلك خلاصة الدراسة للحكومة التي ترصد 1/3 موازنة المملكة الأردنية الهاشمية البالغة اكثر من 1200 مليون لتصرف تحت اشراف اجهزة مختصة أمينه و مخلصة لتنمية مناطق الجنوب و على مدار ثلاث سنوات ، و لن يمر اكثر من ثلاث سنوات إلا و ترى أن في الأردن شعبا واحدا ، و تقدما واحدا ، و انتعاشا واحدا ، و اخوّة واحدة ، و تضحيات واحدة ، و وضع نفسي واحد .