الكرك تستعيد مجدها بتعاون أبنائها
كانت اربد مدينة الثقافة الأردنية لعام 2007 وجاءت بعدها السلط مدينة الثقافة الأردنية لعام 2008 والآن جاء دور الكرك مدينة الثقافة الأردنية لعام 2009 وكما علمت وعرفت فان أبناء الكرك تنادوا للتحضير للعام 2009ليظهروا مدينتهم بالمظهر الذي يليق بمدينة المجد والتاريخ والكرك تستحق أن يبذل أبنائها الجهد اللازم للنهوض بها من جميع النواحي الزراعية والتجارية والعمرانية والثقافية والاقتصادية والعمل على إزالة العوامل المعيقة للتقدم مثل الفقر عند البعض والبطالة لدى الشباب بالتعاون بين الحكومة وأبناء الكرك ضمن برامج مدروسة معتمدة على الدراسات الدقيقة عن واقع المنطقة ثم وضع الخطط السليمة التي من شأنها النهوض بمنطقة الكرك من وادي الموجب السحيق شمالا إلى وادي الحسا جنوبا ومن البحر الميت الحي غربا حتى الطريق الصحراوي شرقا علما بأن مساحة منطقة الكرك تبلغ 3495 كيلومتر ويبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة وترتفع عن سطح البحر حوالي 1000 متر ويوجد فيها135 قرية محيطة بمدينة الكرك من الجهات الأربع وتبعد عن عمان 116 كيلو متر والطريق جيده جدا من أربع مسارب وتستغرق مع السائق العاقل ساعة ونصف 0
وتشتهر منطقة الكرك بمناخها الجيد المعتدل صيفا وشتاء وسكانها يعرفون بعضهم البعض وتسود بينهم العادات والتقاليد العربية الأصيلة وقيم الإسلام الحنيف ويتوفر التعاون والانسجام بين المسلمين والمسيحيين ولا يوجد أي تفرقة بينهم ، ومع أن الكرك لعبت أدوارا هامه في التاريخ القديم والمتوسط و أخبارها وأمجادها تملأ بطون الكتب ويؤكد التاريخ إن قوة الكرك كانت تؤثر على الحكم في دمشق والقاهرة وبغداد والقدس ولا أريد الخوض في الماضي وإنما الاهتمام بالحاضر والمستقبل ،فمنطقة الكرك فيها الجبال والهضاب والوديان والسهول وينابيع المياه ومنطقة الأغوار المحاذية للبحر الميت الحي المشهورة بإنتاج الخضراوات التي تعطي جزءا كبيرا من حاجات الأردن وتشتهر منطقة الكرك بهوائها النقي وشتاءها المعتدل وشمسها الساطعة و أجمل أوقات الكرك هو فصل الربيع حيث تكتسي كل الجبال والهضاب والسهول والوديان بالخضرة المريحة للنفس والمهدئة للأعصاب والمنظمة للتفكير السليم واستنشاق الأوكسجين النظيف واشتهرت منطقة الكرك على مر العصور بإنتاج الحبوب والخضراوات و الفواكه إلا انه في السنوات الثلاثين الأخيرة شحت الأمطار وتغيرت المواسم وتراجعت من الناحية الاقتصادية في المنطقة مما اضطر الكثير من سكان منطقة الكرك إلى الهجرة إلى عمان والزرقاء والعقبة و أصبحت منطقة الكرك بسبب تراجع الناحية الاقتصادية طارده للسكان ويكاد يكون أبناء الكرك الذين يتواجدون في عمان والزرقاء يشكلون 1/3 أو 1/4 سكان المنطقة الحاليين ومما لاشك فيه أن حالة هؤلاء الاقتصادية قد تحسنت كثيرا وعلموا أبناءهم وبناتهم وبشكل عام فوضعهم الاقتصادي والاجتماعي أصبح جيدا- اللهم لا حسد- ولكن جميع هؤلاء تحن قلوبهم وأفئدتهم إلى الكرك لان ماضيهم فيها وأقاربهم فيها وانتماؤهم لها 0 والدليل على ذلك انه في عام 1970 وعلى اثر حوادث أيلول الدامية في عمان فقد رأينا أبناء الكرك في عمان والذين كانوا يسكنون بيوتا من الدرجة الأولى والثانية ويتمتعون بوضع اجتماعي جيد قد تركوا عمان وغادروا إلى الكرك مدينتها وقراها يبحثون عن الأمن والاستقرار والحفاظ على أرواحهم وأرواح عائلاتهم وأبناءهم وقد اشغل هؤلاء بيوتا ودورا في منطقة الكرك من الدرجة الثالثة بالإضافة إلى حلولهم ضيوفا على أقاربهم وأنسابهم في الكرك ورغم الضيق والعتب إلا أنهم وجدوا في الكرك الأمن والاستقرار.
وقد أوردت هذه الحالة بقصد أن أدعو كل أبناء الكرك في عمان والزرقاء والعقبة مهما كان وضعهم أن يكون لديهم في منطقة الكرك مكان يقضون فيه عطلتهم وإجازاتهم وأعيادهم ويستفيدون منه في المناسبات التي تحصل مع أهلهم وأصدقائهم في الكرك وحبذا لو كان للعائلة بيت ريفي بسيط في وسط قطعة من الأرض بحدود الأربع دونمات مزروعة بالأشجار تكون شبه مزرعة وبيت ريفي وهذا لا يكلف كثيرا وفيه فوائد كثيرة وقد سئل احد الحكماء ما هو العقل فقال (العقل هو الإصابة بالظن ومعرفة ما سيكون بما كان ) .
وأعود إلى الاستعدادات والاقتراحات والدراسات التي من شأنها أن تظهر منطقة الكرك في عام 2009 نظيفة جميلة منظمة يتعاون كل أبنائها الغيارى وتسير جنبا الى جنب مع المدن الاردنية الاخرى وتستعيد مجدها وحول موضوع إنجاح الكرك مدينة الثقافة الاردنية لسنة 2009 فاني اقترح ما يلي :
أن تشكل لجنة الكرك مدينة الثقافة الاردنية لسنة 2009 من :
01 نواب محافظة الكرك
02 بلديات محافظة الكرك
03 ديوان أبناء الكرك في عمان
04 نوادي محافظة الكرك
05 غرفة تجارة في محافظة الكرك
06 مجمع النقابات المهنية / فرع الكرك
هذه الهيئات الشعبية إذا ما تعاونت بصدق فإنها تقدم خدمة جيدة لمنطقة الكرك ضمن برنامج مدروس يعد ومبني على دراسات دقيقة ومن خلال اجتماعات دورية بعيده عن حساسيات الزعامة والرئاسة والعشيرة والشهاده والموقع والنهوض بها بسواعد ابناءها وبدعم من الحكومة اسوة بالمناطق الاخرى وضمن الامكانات المتاحة 0