الكرك واقع و تطلعات
برنامج عمل - 1997
منطقة الكرك هي جغرافيا هضبة مؤاب حيث تتكون من سلسلة من الهضاب تقع في وسط المنطقة و يقع في الجهة الغربية من هذه الجبال البحر الميت و غور الحديثة و غور المزرة و غور الصافي ، و فيفا ، كما يقع من الجهة الشرقية سهول تمتد حتى الخط الصحراوي و تكثر في هذه المنطقة الهضاب و السهول و الاودية و اراضي زراعية و ارض موات و اراضي دوله .
يحد منطقة الكرك من الشمال وادي الموجب السحيق ، كما يحدها من الجنوب وادي الحسا ، كما يحدها من الشرق خط سكة الحديد ، و الطريق الصحراوي ، و الذي يبعد عن مدينة الكرك حوالي 40 كلم شرقا ، كما يحدها من الغرب البحر الميت و ترتفع هضبة الكرك عن سطبح البحر 1200 م .
يبلغ سكان منطقة الكرك حوالي 200 ألف نسمة يعيشون في اكثر من مائة قرية تحيط هذه القرى بمدينة الكرك من الجهات الاربعة ، و تقع مدينة الكرك على جبل يرتفع عن سطح البحر 1000 متر ، و تحيط بها الاودية السحيقة من جهات الشرق و الشمال و الغرب ، كما يحيط بها من الجهة الجنوبية خندق محفور بالصخر ، يفصلها عن جبل الثلاجة جنوبا ، و مدينة الكرك حصينة جدا بالنسبة للعصور القديمة و العصور الوسطى ، و المدينة محاطة بالأبراج المنيعة من جميع الجهات و التي تشرف على الاودية المحيطة بها و ذلك لسهودة الدفاع عنها ، كما تقع قلعة الكرك في الجهة الجنوبية من المدينة و يفصل بين المدينة الحصينة و القلعة الحصينة خندق محفور بالصخر ، كان يغلق بجسر خشبي و يفتح حسب الحاجة و استبدل اليوم بجسر ثابت .
و تعتبر قلعة الكرك من اكبر القلاع في الشرق الاوسط ، و اكثرها حصانة ، و يوجد فيها ابراج و ممرات و ساحات كما يوجد فيها ثلاثة قاعات قديمة من العقد تتسع القاعة لثلاثة آلاف شخص ، بحيث تتسع القاعات الثلاث إلى تسعة آلاف شخص ، و هذه القاعات صالحة حتى الآن و يمكن استعمالها للمؤتمرات و المهرجانات و الاحتفالات و لا يوجد مثل هذه القاعات في أي قلعة اخرى بالشرق الاوسط ، و يمكن للزائر لقلعة الكرك أن يتجول في هذه القاعات و يشاهد عظمة البناء و قوته و تنظيمه و لم تعط هذه القاعات الاهمية اللازمة من قبل المسؤولين .
سكان منطقة الكرك هم من ابناء عشائر المنطقة ، مع عدد من الاخوة الشوام و الفلسطينيين ، و يسود بينهم الاحترام المتبادل و هم يعرفون بعضهم البعض و معظم سكان منطقة الكرك مسلمون و هناك أيضا مسيحيون يعيشون اخوة ، و بينهم الفة و موده ، يحدوهم مضمون الآية الكريمة : ﴿ يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا نا اكرمكم عند الله اتقاكم أن الله عليم خبير ﴾.
و بشكل عام تحكم العلاقات بين الناس في هذه المنطقة القيم العربية و مباديء الاسلام و تجدر الاشارة هنا إلى أن منطقة الكرك تكاد تكون معزولة عن بقية مدن الأردن إلا ما كان من علاقات تجارية و وظيفية مع العاصمة عمان ، و لا يأتي للمنطقة من الخارج إلا صاحب حاجة يقضيها ، و يعود أو موظف ، علما بأن كثيرا من ابناء المنطقة غادرها إلى عمان و الزرقاء ، و العقبة طلبا للعيش أو الاقامة في العاصمة .
و زاد من عزلة منطقة الكرك أن الخط الصحراوي يصل ما بين عمان و معان ، و العقبة ، و لا يمر بمنطقة الكرك ، حيث يبعد هذا الخط عن مدينة الكرك 40 كلم شرقا .
و هناك الخط الجديد الذي يأتي من عمان إلى الشونة الجنوبية ثم سويمة ثم الزارة ثم الاغوار الجنوبية إلى العقبة و يبعد هذا الخط عن مدينة الكرك 30 كلم غربا .
اضف إلى ذلك تجميد الخط السلطاني القديم – طريق الموجب – الواصل ما بين عمان – مادبا – ذيبان – الموجب – قرى العمرو – القصر – الربه – المنشية – الثنية – الكرك ، و من ثم العدنانية و مؤتة و المزار الجنوبي والحسينية ثم الطفيلة ثم القادسية ثم الشوبك و وادي موسى و البتراء ثم العقبة .
علما بان هذا الخط هو خط حيوي و مفيد للتجارة و الزراعة و السياحة و حركة النقل و الخدمات و يمكن اعادة الحياة إلى هذا الخط و تحقيق الفائدة لكل القرى و المناطق المار بها و ذلك عن طريق توسيعه و تحسينه و من ثم يزداد العمران على جوانبه ، و هذا الطريق هو من اجمل الطرق السياحية في الأردن بالاضافة إلى فوائده العديدة من حيث النقل و الزراعة و الخدمات و التجارة و غيرها ، و لا بد هنا بعد هذه المقدمة الاشارة إلى مصادر الرزق التي يعتمد عليها سكان منطقة الكرك في معيشتهم بحيث تكون الصورة اوضح :
1- الراتب : سواء كان هذا الراتب راتب الوظيفة المدنية ام العسكرية ام الشركات ام القطاع الخاص ، و كما هو معروف على ضوء انخفاض قيمة العملة و ارتفاع الاسعار و زيادة متطلبات المعيشة و تجدد الحاجات العائلية فان الراتب لا يغطي هذه الحاجات و يعيش الموظف في حاله من ضنك العيش و القلق و التذمر و الوضع النفسي المتوتر و للحقيقة اقول أن زيادة للراتب لا تحل المشكلة ، فالموضوع موضوع طلبات كثيرة و حاجات متجددة في حين أن الراتب ثابت و القيمة الشرائية للملة تضعف .
2- الزراعة : و كما هو معروف لدى الجميع فان الارض التي هي العنصر الاساسي للزراعة بحاجة إلى الماء ، في حين أن الامطار جاءت قليلة في السنوات الماضية ، مما جعل المزارعين في خسارة مستمرة مع قلة الايدي العاملة المحلية حيث امتصت المدارس و الكليات و الجامعات معظم الشباب و بالتالي فان هذا الجيل ابتعد عن الزراعة و لم يعد يمارس الزراعة الخاسرة إلا الجيل القديم الذي ليس له عمل غير الزراعة ، و استطيع القول أن حوالي 80% من الذين يعملون في الزراعة يتدهور وضعهم الاقتصادي سنة بعد الاخرى ، هذا و لا يخلو الامر من فروق فردية تتعلق بطبيعة الارض و نوعية المزارع و توفر المياه و حتى هلاء فكثيرا ما يتعرضون إلى نكسات .
3- التجارة : و استطيع القول انه لا يوجد تجار اثرياء في منطقة الكرك ، و إذا وجد فانهم لا يتجاوزن العشرات ، و أن ما يقارب 90% من التجار هم اصحاب رؤوس اموال فردية بسيطة و لا يكاد عملهم في التجارة يسد حاجات عائلاتهم ، بعد تغطية التكاليف ، و يعود ضعف التجارة إلى عدم توفر القوة الشرائية و التي غالبا ما تتواجد في ايدي الموظفين و المهنيين و كما هو معروف فان القوى الشرائية تتواجد بايدي الموظفين خلال عشرة ايام تقريبا أي من 25 من كل شهر حتى 5 من الشهر القادم ، و بقية ايام الشهر يقضيها الموظف بضنك من العيش و المعاناة و التذمر و التوتور .
4- المهن و الخدمات تتأثر بشكل أو بآخر بتوفر السيوله فكلما كانت السيولة متوفره كان عمل هؤلاء ذا فائدة و مردود و من الجديد بالذكر انه بسبب ضنك العيش و قلة السيولة و ضعف القوة الشرائية للعمله و المعاناه التي يشعر بها الناس فان هذا ينعكس على مزاج الناس العام ، فيتحولون في كثير من الحالات إلى اكثر حده و نرفزه عند معالجة أي قضية أو أي موضوع و تضعف قوة التحمل مما يجعل المواطن ينفعل و يخرج عن طوره و يفقد اعصابه و من ثم ثقته بنفسه و ايمانه بجدوى هذه الحياه التي يراها عقوبة اكقر منها منحه من الله يرى السعادة من خلالها و يشكر ربه و بلده و مجتمعه .
هذا واقع منطقة الكرك ، و على ضوء ذلك لا بد من الاشارة إلى ما يمكن عمله لخدمة المجتمع المحلي و العمل علىتحسين وضع الناس الاقتصادي و النفسي بحيث يشعرون بمتعة الحياة و التعاون و التسامح و هنا لا بد من ابداء بعض الاقتراحات لمعالجة الوضع و هذه الحلول أو الاقتراحات ليس من المعجزات بل من الممكنات و منها :
1- أن تقوم الادارة في جامعة مؤتة بالتعاون مع الحكام الاداريين و رؤساء البلديات و رؤساء الاندية و مجمع النقابات المهنية و رؤساء الغرف التجارية و التنظيمات الحزبية في المنطقة و رؤساء الدوائر المختصة بتشكيل فرق ميدانية لدراسة الاوضاع المعيشية للناس و بيان حاجاتهم و دراسة المشاريع التي يمكن انشائها لمساعدة الناس ، و كل ما يتعلق بذلك ، و من ثم تصنف هذه الدراسة حسب الاولويات و تقدم إلى اصحاب القرار في العاصمة ، لتقوم بترجمة هذه الدراسات و الاقتراحات على ارض الواقع ، ووضع الميزانية اللازمة لذلك ، حسب الاولويات مع بعض التعديلات إذا لزم الأمر .
2- أن تنشيء الحكومة عن طريق وزارة الزراعة مشروعا زراعيا في منطقة الكرك تزودجه بالآليات من جرافات و تراكتورات و سيارات و تنكات ماء و موظفين و مهندسين زراعيين على غرار مديريات الاشغال العامة و تكون مهمة هذا المشروع زراعة اراضي في مواقع مختلفة من منطقة الكرك ، بحيث يكون كل مشروع هو مشروع ارشادي انتاجي ، و يعتبر نموذج للناس و يجب أن يكون هدفه الربح ، و من ثم تشجير جوانب الطرق جميعها ، بالاشجار الحرجية ، و من ثم تشجير الشرطيط من ارض الدولة الممتدة من شرق قرية محي إلى الفج ثم اللجون ثم اعالي الموجب ، على طول هذه المسافة ، وب عرض كيلو متر واحد بالاشجار الحرجية بحيث يوسع هذا الشريط كل سنة كيلو متر عرضا ، بحيث يشكل حزأما اخضر إلى منطقة الكرك من الجهة الشرقية مما يحسن المنظر و المناخ و تزيد كمية الامطار و يوقف المد الصحراوي و تدب الحياة في هذه المنطقة من الناحية الزراعية و الاقتصادية.
3- أن تعمل الحكومة جادة بتوسيع طريق مادبا ذيبا الموجب ، بحيث يصبح هذا الطريق مع امتداده جنوبا طريقا تجاريا سياحيا زراعيا اقتصاديا ، سيساهم توسيع هذا الطريق بانعاش منطقة الكرك بشكل عام .
4- العمل على اقامة المهرجانات الرياضية و الثقافية و الفنية و المعارض المختلفة في منطقة الكرك ، و تشجيع الرحلات السياحية الداخلية و الخارجية للمجيء لمنطقة الكرك ، و يستحسن عمل مهرجان الربيع الرياضي الثقافي في اخر شهر نيسان من كل عام ، و لمدة عشر ايام ، تشترك فيه الفرق من مختلف انحاء الأردن و الدول المجاوره ، يزورون خلالها المواقع الاثرية و التاريخية و يكون عامل اطلاع و اشعاع في منطقة الكرك و تدب الحياة فيها و يرفه الناس عن أنفسهم و يخففون من معاناتهم و يسعدون بعض الشيء بالرياضة و الفن و الترفيه و الموسيقى لمعالجة الاحباط لدى الناس و قديماً قيل :" إن القلوب إذا كلت عميت" .
5- تقوم الحكومة بانشاء مشاريع مختلفة في المنطقة تستوعب اعدادا كبيرة من العاطلين عن العمل من الشباب و الشابات بحيث تكون هذه المشاريع ذا جدوى انتاجية فتربح الحكومة و اصحاب رؤوس الاموال و يشتغل العاطلون عن العمل ، وي شعرون بكرامتهم الإنسانية و كما هو معروف فان العمل الشريف حق لكل مواطن قادر على العمل و يمكن الاستفادة من خبرات اليابان في هذا المجال .
6- رغم حساسية هذا الاقتراح و لكن الهدف منه هو تنمية منطقة الكرك كما حصل في مدينة الزرقاء ، و الاقتراح هو نقل بعض الوحدات العسكرية إلى منطقة ما بين محي ، الفج ، اللجون ، اعالي الموجب ، بحيث يسهمون في انعاش المنطقة و المساعدة باقامة السدود التي تجمع مياه الامطار للاستفادة منها ، و بناء الجسور و السدود الاسمنتيه في الاودية المناسبة بحيث يكون الشعار هو ( الجيش يدعم التنمية ) .
7- أن يقوم نواب المنطقة بفتح مكتب لهم في مدينة الكرك و فيه موظف أو موظفون لتقبل قضايا الناس ، و سماع مشاكلهم و همومهم ، و يقوم هذا المكتب بترتيب لقاء بين النواب أو بعضهم مع الناس كل ثلاثة شهور مره في المكتب أو في قاعة مناسبة ، يتبادل فيها النواب مع الناس الآراء و المشاكل و الهموم و امكانية حلها و اولوياتها ، و تكون بادرة جيدة لتحقيق التفاعل بين النواب و الناس و التعرف على المشاكل و العمل على حلها مع الحكومة ما امكن ، في اطار القانون و العدالة و هذا امر ليس صعبا ، و الناس في الكرك يطلبون ذلك باستمرار و يلحون عليه .
8- أن يشكل في منطقة الكرك لجنة تسمى لجنة منطقة الكرك الشعبية ، يوضع لها نظام خاص و تعمل تحت شعار ( العقل وا لعلم و العمل و العدل ) ، ( ع ع ع ع ) و تتكون من الفئات التالية :
1- النواب الحاليون .
2- النواب السابقون .
3- رؤساء بلديات مراكز الألوية .
4- رؤساء النوادي التي تضم اكثر من مئة عضو .
5- الهيئة المشرفة على مجمع النقابات المهنية في الكرك .