ضعف المبادرات في الأردن تجاه بعض القضايا
قرأت في جريدة الدستور الصادرة يوم الجمعة الموافق 28/1/2005 ، على الصفحة الرابعة و الخامسة تعليقات كثير من الشخصيات الرسمية و الحزبية و النقابية و الشعبية و الأهلية و النسائية و بعض رؤساء البلديات و جميعها تؤيد الخطوة التي وردت في خطاب جلالة الملك من حيث تقسيم الأردن إلى ثلاثة أقاليم و يكون لكل إقليم مجلس منتخب انتخابا مباشرا من سكان الإقليم لوضع الخطط و البرامج المتعلقة به و فق أسس ديمقراطية يشارك في صياغتها جميع أفراد المجتمع .
و السؤال أو التساؤل هو لماذا لم يبادر مجلس الأعيان أو بعض أعضائه أو مجلس النواب أو بعض أعضائه أو مجلس الوزراء أو بعض أعضائه أو أمناء الأحزاب المختلفة أو النقابات المهنية أو بعض رؤساء البلديات ، أو صاحب رأي أو جماعة أو هيئة أو غيرها من القوى الفاعلة في الأردن إلى طرح مبادرات و اقتراحات مبنية على دراسات من الميدان لكل ما يدفع مسيرة التقدم في الأردن و هل كل القوى و الفعاليات التي ذكرت لا تقدم شيئا من هذا القليل و عندما بادر جلالة الملك سارع الجميع بالتأييد و إذا جاز لي أن أعطي رأيي فاني اعتقد انه لا تتوافر عوامل تقديم المبادرة من قبل بعض الجهات ذكرت و هذه العوامل :
1- المعرفة و الاطلاع على أحوال الناس في مختلف مناطق المملكة و قد لا تكون هذه المعرفة موضوع اهتمام شخص أو جماعة أو هيئة يعني اللامبالاة .
2- الجرأة في طرح المبادة المدروسة التي تعتمد الأرقام و الواقع و ظروف كل منطقة.
3- الكفاءة أي أن تكون لدى الشخص أو الهيئة أو الجماعة المقدرة على تحصيل الواقع و المستقبل على ضوء الظروف المتاحة و الرغبة في العمل على تقدم البلد نحو الأفضل .
4- قوة الحجة و الإقناع فعندما يكون المعني مثقفا واعيا صادقا مؤمنا بتقديم بلده نحو الأفضل جريئا في طرح أفكاره و لديه الحجة القوية بعرض الفكرة و الدفاع عنها تجاه المسئولين و مقدرته على التفاعل و الإقناع و تبادل الخبرات ، و عندما تكثر المبادرات و الاقتراحات على طاولة المسئولين فإنهم يعرضونها على لجان لدراسة إمكانية تطبيقها على الواقع مع بعض التعديلات و الإضافات و الإلغاءات كل ذلك يجري تحت مبدأ الحوار و حرية الرأي و الرأي الحر و مفروض أن تساهم قيادات الأحزاب في طرح كل ما يفيد تقدم المجتمع و ليس مهمة الأحزاب المعارضة فقط دون طرح خطط موضوعية قابلة للتطبيق بعد إعدادها إعدادا صحيحا يعتمد الدراسة و الأرقام و مجموعة المبادرات التي تأتي من كل صوت و ناحية سواء من الجهات الرسمية أو الحزبية أو النقابية أو البلديات أو رجال الفكر و الإدارة فسوف يكن رصيد كبير من الدراسات و المبادرات و الاقتراحات التي تساهم في فتح الآفاق و يزداد عليها بحيث تساهم جميعها في صياغة خطط تمنية للأردن في جميع النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية و السياسية و الإدارية و في هذا المجال فان فتح مكاتب لدراسة أوضاع المجتمع في كل إقليم من الأقاليم الثلاثة و على ضوئها توضع الخطط و حبذا لو ساهمت الجامعات و الأحزاب و النقابات و النوادي و البلديات و رجالات الفكر و الإدارة بذلك ، و من الجدير بالذكر أن هناك مجالات كثيرة في الأردن تحتاج إلى مبادرات من المعنيين تقدم إلى مجالس الأقاليم لتدرس و تناقش و يتحصل منها خطة عمل تطبق على الواقع و من هذه المجالات :
1. التربية الوطنية و خلق المواطن الصالح .
2. التربية الدينية و توظيف الدين لخدمة المجتمع .
3. المعاقون في الأردن و حل مشكلاتهم .
4. التسرب من المدارس ، أسبابه و طرق علاجه .
5. تحسين وضع المعلمين .
6. توجيه التعليم حسب حاجة السوق المحلي و العربي .
7. العشائرية التعصب العشائري و اثر ذلك على خلق المواطن المدني المتحضر .
8. الحزبية و معنى كلمة الحزب و الحزبية و رسالة الأحزاب .
9. أئمة المساجد و هم كثر ، و لكنهم غير مؤهلين دينيا و علميا و ثقافيا و خطابهم لا يجاري تطور المجتمع بل يجتر الماضي .
10. معالجة حوادث السير الكثيرة و وضع الدراسات اللازمة .
11. زراعة الأشجار المثمرة و الحرجية و تخضير الأردن .
12. تشجير جوانب الطرق بالأشجار الحرجية .
13. تشجيع السياحة الداخلية في الأردن ليتعرف الناس على بلادهم .
14. دراسات حول أسباب الفقر و إيجاد الحل له .
15. اقتراحات لمعالجة البطالة على ضوء تجارب الآخرين .
16. الواسطة و تطورها و نتائجها و أثرها على ثقة المواطن بالحكومة و ضرورة تطبيق القوانين و الأنظمة على الجميع .
17. نفسية المسئول في الحكومة و العوامل التي تؤثر على أدائه و رفع مستواه لخدمة الدولة و ليس العشيرة .
18. الاقتصاد في استعمال المياه في الأردن .
19. توضيح الصيغة السلمية لتعامل المواطن مع الحكومة .
20. أموال الحكومة في ذمة كثير من المواطنين و عدم دفعها و لما و ما هو الحل ؟!
21. زراعة الحبوب في الأردن و لماذا تراجعت و اقتراحات لمعالجتها و الأردن أصلا بلد زراعي .
22. الأردن من أفقر الدول من حيث المياه ، و ما هو الحل ؟
23. الأردن من أفقر الدول بالبترول ، و ما هو الحل ؟
24. مكافحة التصحر و إمكانية زراعة الأشجار الحرجة على حدود المنطقة المأهولة تفصلها عن المنطقة الصحراوية .
25. الرشوة ، و الحالة النفسية و التربية و لماذا و كيف يمكن الحد منها دراسة نفسية و تربوية .
26. السجون ماهية رسالتها ؟! و هل لها دور اجتماعي و اقتراحات حول تطويرها ؟!
27. العلاقة بين المواطن و الشرطي من رجال الأمن العام ، و كيفية التعامل لما فيه المصلحة و ليس التخويف و الرهبة .
28. الاعتقال لأي شخص من قبل الحكومة ، كيف و لماذا ؟!
29. التهريب كيف ، و لماذا ؟ أسبابه ، و طرق معالجته ؟!
30. المتقاعد المدني ، و العسكري ، حالته النفسية تحول حياته ، كيفية التعامل معه و العلاقة بينه و بين عائلته و مجتمعه و إمكانية الاستفادة من خبراته .
31. موظفو البلديات ، كيفية رسم أعمالهم و تحسين أدائهم و الضبط و الر بط في عملهم و يظهر ذلك من خلال نظافة المدينة و الدوام المنظم و مهمة موظف البلدية خدمة الناس بنشاط .
32. مقارنة بين رئيس البلدية المنتخب و رئيس البلدية المعين دراسة توضح الظروف و الأداء و التعامل للوصول إلى الأفضل .
33. النائب ، واجبه تجاه مجتمعه ، تجاه الحكومة ، تجاه وظيفته ، و الشروط التي يجب أن تتوفر في النائب حيث يقبل ترشيحه ، " هناك شروط موضوعية" ، بحيث يكون النائب ناجح في أداء واجبه .
34. علاقة النائب مع زميله النائب و مع الوزير و الحكومة ، و منطقته و الشعب الأردني بشكل عام ، و عليه أن يقدم تقييما لعمله خلال الأربع سنوات الني ناخبي منطقته في دراسة تحفظ في أرشيفات مجلس النواب و المنطقة التي يمثلها النائب لتكونن مرشدا لما بعده .
35. عطلة السبت مالها و ما عليها ، و إمكانية إلغائها .
و هناك عشرات بل مئات المواضيع التي بحاجة إلى دراسات و مبادرات و اقتراحات و لا يجوز أن تبقى كل الجهات المعنية صامتة لا تقدم شيئا حتى يقدم جلالة الملك مبادرة بعد مبادرة ، و يسارع الآخرون إلى التأييد و المباركة و إنها جاءت في وقتها و موضعها و المطلوب أن تشارك كل الجهات في وضع المبادرات في مختلف المجالات .