كيف يؤثر حل القضية الفلسطينية على الأردن
و ما هو الرد ؟
صحيفة المجد - 11/10/2006
بداية فلسطين جزء من بلاد الشام و حدودها معروفة و سكانها قبل 15 أيار سنة 1948 كانوا من العرب و اليهود ، و لولا اتفاقيات سايكس بيكو و تآمر الحلفاء مع الحركة الصهيونية لكانت بلاد الشام بأقسامها سورية و لبنان و فلسطين و الأردن دولة واحدة تحت قيادة الملك فيصل الأول ، و لكانت دولة قوية علمانية و غنية بالزراعة و الصناعية و المياه و البترول و القمح و الفوسفات و البوتاس و الاسمنت و الموانئ على البحر المتوسط ، و فيها الجبال و السهول و الأغوار و الصحاري و الوادي مما يجعلها دولة نموذجية من حيث الموقع الجغرافي في وسط العالم و من حيث التاريخ العريق و الحضارات التي سادت فيها و الأديان الأرضية و السماوية و التسامح بين المعتقدات و الديانات لا فرق بين مواطن و مواطن من حيث الدين و القومية و احترام الرأي و الرأي الآخر .
و لكن ما حصل منذ عام 1948 و دون الدخول في المجريات المعروفة و كثرة الحروب و موقف الدول الغربية لدعم إسرائيل و ضعف الدول العربية و عدم التقدم خطوة واحدة نحو الوحدة ، فيلوح في الأفق حل القضية الفلسطينية بعد أن أدركت أمريكا و الدول الغربية أن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط و العالم ما لم تحل القضية الفلسطينية لان الشعب الفلسطيني البالغ عدده عشرة ملايين و خلفه الشعب العربي و البالغ 300 مليون لن يقبلوا بتشريد الشعب الفلسطيني و احتلال أرضه و بذلك فلك يتحقق السلام .
و هذا السلام يعتمد بداية على قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي صدر بعد حرب حزيران سنة 1967 ، ثم خارطة الطريق و من ثم جاءت المبادرة العربية التي صدرت عن مؤتمر القمة العربي في بيروت سنة 2002 ، و خلاصة ذلك هو قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية ، و قطاع غزة و تتعايش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل و يحصل التعاون الاقتصادي بين الدولتين و تحصل الدولة الفلسطينية على تعويضات من إسرائيل و الدول و الغربية ، و تفتح لها منافذ على البحر الأبيض المتوسط ، و يلعب العامل الاقتصادي للدولتين دورا كبيرا في تطور العلاقات في الإطار السلمي ، و على كل حال فهذا هو الحل الأمريكي و هو ما يلوح في الأفق و عليه يستوجب طرح الأسئلة و التساؤلات التالية :
1- ما هو مصير الفلسطينيين الذين دخلوا الأردن بعد 15 أيار سنة 1948 و حصلوا على الجنسية الأردنية و عددهم يتجاوز المليونين نسمة ؟
2- ما هو مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون في المخيمات المنتشرة في الأردن؟
3- هل ستستمر المساعدات للأردن من أمريكا و الدول الأوروبية بنفس الوتيرة السابقة .؟
4- هل يمكن الدعوة إلى مؤتمر وطني أردني للأردنيين لبحث مستقبل بلادهم على ضوء الظروف المستجدة ؟
5- كيف تكون العلاقة ما بين الأردن و الدولة الفلسطينية الجديدة ؟
6- كيف تكون العلاقة الجديدة ما بين الأردن و سوريا و العراق ؟
7- هل تبقى الأحزاب في الأردن أكثر من 30 حزبا و ما هي برامج هذه الأحزاب لحل قضايا الأردن ؟
8- ما هي علاقة حزبي البعث في الأردن مع حزب البعث في الدولة الفلسطينية وحزب البعث في سوريا و حزب البعث في العراق و حزب البعث في لبنان و ما هي أطروحاته على ضوء الظروف الجديدة ؟
9- ما هي علاقة الأخوان المسلمين مع الأخوان المسلمين في الدولة الفلسطينية الجديدة و الأخوان المسلمين في سوريا و الأخوان المسلمين في الأقطار الأخرى و ما هي الأطروحات لحل قضايا الأردن على ضوء الظروف الجديدة ؟
10- كيف تصبح الصورة الجديدة حول توزيع الثروة في الأردن مع العلم بان الإحصائيات و الدراسات كما يقول سعد حتر مراسل الـ BBC أن 4% من سكان الأردن يملكون 80% من الثروة في الوقت الحاضر ، فكيف يمكن أن تصبح هذه النسبة بعد قيام الدولة الفلسطينية و أين تصبح البنوك و نشاطها و مراكزها و هذه الـ 4% في يد مَن مِن السكان ، و هل تذهب أم تبقى ؟
11- كيف تصبح قوانين الأحزاب و الانتخاب و غيرها من القوانين في الأردن بعد قيام الدولة الفلسطينية و ما هي الأسس التي تقوم عليها ؟
12- كيف يمكن كبح جماح الولاء العشائري في الأردن و الذي استمر موجودا في الأردن منذ 85 عاما و لم تؤثر فيه الدولة المدنية و لم تطوره الأحزاب و على الأغلب كانت الدولة تعتمد العشائرية كأساس للحكم ؟
13- كيف يمكن التعامل مع الذاهبين و القادمين و أصحاب الثروات الطائله في عمان ، و كيف يمكن التعامل مع المدن الأخرى و الأطراف التي ترى أن عمان تسيطر على 80% من ثروة الأردن ؟
14- و أخيرا هل تكون الإجابة على هذه الأسئلة هي طرح فكرة الاتحاد بين دول فلسطين و الأردن و سوريا و لبنان باسم ( اتحاد دول الشام ) كطريق مفيد للدول الأربع و كخطوة نحو دولة الشام الواحدة ، و هي قلب العروبة النابض و كمقدمة لوحدة الهلال الخصيب .
هذا و قد سئل عمرو بن العاص ( داهية العرب ) ما هو العقل ، فأجاب : العقل هو الإصابة بالظن و معرفة ما سيكون بما كان .