أسباب ضعف العرب .. و واقع الحال
المجد – الاثنين – 6/6/2005
بزغ نجم العرب مع ظهور النبي محمد عليه السلام ، حيث نظم الدين الإسلامي ، العلاقات بين الناس أفرادا و جماعات ، و تشكل منهم قوة منظمة متمرسة بالقتال على ضوء الظروف التي سادت قبل الإسلام حيث كان ديدنهم الفروسية و القتال بحيث لما جاء الإسلام ، كان العرب في الجزيرة العربية مدربين أحسن تدريب على القتال استطاع الرسول الكريم و من بعده الخلفاء استغلال هذه الإمكانيات مع التنظيم الجيد أن يوحدوا الجزيرة العربية و من ثم فتح بلاد الشام و العراق و من ثم مصر و شمال أفريقيا و امتدت الفتوحات إلى إيران و السند .
و بالمحصلة لمع نجم العرب في التاريخ و قدموا للحضارة الإنسانية مساهمات جيدة ، أثرت في ذلك الوقت على الناس في المشرق العربي و المغرب العربي ، ووصل الأثر إلى أوروبا عندما دخل العرب الأندلس .
و في هذه الفترة منذ بعثة الرسول الكريم ، سنة 610م ، حتى سقوط الدولة العباسية في بغداد سنة 1256م ، كان العرب طليعة العالم بالقوة و العلم و الحضارة ، و لكنهم منذ سقوط بغداد خفت نجمهم و انطفأت نارهم و ضعف أثرهم و ضعف كيانهم و أصبحوا تابعين لغيرهم .
و منذ ذلك التاريخ و العرب يعانون من التفرقة و الضعف و الذل و المهانة و ناموا أكثر من ثمانمائة عام تحت سيطرة المماليك و الأتراك و الذين كانوا بدورهم نائمين عن حركة العلم التطور ، و انعكس هذا على الوضع العربي بشكل عام مثل الجهل ، الفقر ، التفرقة ، و فقدان القيادة الواعية التي تنهض بهم .
وقد لعبت الظروف بقيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914م ، حيث أصبحت مصلحة الغرب تقتضي إيجاد قيادات عربية تساعده و تخرج على الدولة العثمانية مقابل وعود باستقلال الجزيرة العربية و الشام و العراق ، و فعلا تحرك بعض الزعماء العرب و ساعدوا الحلفاء و طردوا الأتراك و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السف ، حيث غدر الحلفاء بالزعماء العرب الذين وقفوا معهم ، و من ثم رأينا تشيل دول آسيا العربية تتجاوز في المحصلة 12 دولة في الجزيرة العربية ، و الشام و العراق ، و هذه الدول لها مقاعد في الأمم المتحدة ، و لكنها بشكل عام دول ضعيفة و تأثير الغرب عليها واضح و أصبحت التجزئة في آسيا العربية مقبولة من قبل الزعماء الذين يدافعون عن الدولة القطرية الصغيرة ، لان مصالحهم تقتضي ذلك مع العلم بان الجغرافيا و التاريخ و المصالح و المنطق تقتضي بأن يكون في آسيا العربية فقط ثلاث دول هي : "دولة الجزيرة العربية ، دولة العراق ، دولة الشام" و لكن هيهات فكل زعيم تمترس حول قطريته و كرسيه و أعوانه ، و أصبح ذلك واقعا مقبولا من قبل الزعماء .
و ها نحن وصلنا كعرب في المشرق العربي إلى أقصى درجات الذل و الهوان و أصبح الشعب العربي في كل مكان عبارة عن عمال في مزرعة الحكام و هؤلاء الحكام يستمدون قوتهم من الأجنبي مع توفر نسبة عالية من الذكاء لديهم ، بالإضافة لضعف التنظيمات الشعبية العربية و أصبح الشعب العربي بما فيه رؤساء الوزارات و الوزراء و القوات و القادة يدورون في فلك الحاكم يسخرهم لإرادته كما يشاء ، و يرضي الأجنبي دون أن يكون هناك أي رأي للشعب و مصالحه و هذا هو سبب هوان العرب و ذلهم و القادة م أسوأ إلا إذا تحرك الشعب العربي و ساعده القدر .