دعوة إلى تشكيل حزب وحدة بلاد الشام
أن وحدة بلاد الشام بحدودها الطبيعية حيث يحدها شمالا تركيا و غربا البحر الأبيض المتوسط و شرقا العراق ، و جنوبا سيناء مصر و البحر الأحمر ، و الجزيرة العربية بمساحة قدرها 300 ألف كيلومتر مربع ، و بسكان عددهم أربعين مليونا تقريبا ، و هذه المنطقة الجغرافية – بلاد الشام – لعبت أدوارا فعالة في التاريخ و كانت في معظم مراحل و أطوار التاريخ تشكل كيانا واحدا و دوله واحدة و شعبا واحدا و تاريخا واحدا إلا في بعض الحالات الاستثنائية و لظروف خارجة عن إرادة شعب بلاد الشام .
أن سبب الدعوة إلى تشكيل حزب باسم حزب وحدة بلاد الشام هو الضرورة القصوى لمصلحة سكان بلاد الشام كل بلاد الشام و كل مقومات الدولة الغنية القوية متوفرة في كل المجالات الاقتصادية و الزراعية و الثقافية و المصالح المشتركة ، و بالإضافة إلى أن قيام دولة بلاد الشام ه ممكن و لا يوجد ما يمنع قيام مثل هذه الوحدة – إلا رغبة بعض الأمراء و القياديين و الزعماء على مختلف توجهاتهم العائلية و المذهبية و الطائفية و القومية و الدينية و الحزبية ذات المصلحة و السبب هو حفاظهم مكاسبهم التي حصلوا عليها من التجزئة حيث أتاحت لهم الجزية مجالات لإثبات ذواتهم و سلطاتهم و وقعهم ليلعبوا أدوارا يمارسون من خلالها إثبات الوجود و خدمة مصالحهم و مصالح ذويهم ، أضف إلى ذلك انه حتى سنة 1920 أي بعد الحرب العالمية كانت بلاد الشام ( سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن ) ، بلدا واحدا اسمه بلاد الشام ، و كان إذا ذهب احد سكان هذه المنطقة إلى العراق أو الجزيرة العربية أو مصر أو السودان أو شمال إفريقيا يدعى هذا الشخص ( بالشامي ) حيث لم يكن حينذاك قد ظهر السوري و اللبناني و الفلسطيني و الأردني ، و لا تزال هذه التسمية تطلق أحيانا على سكان بلاد الشام ، و باعتقادي أن هذا ليس صعبا و هناك أمثلة حصلت على توحيد ألمانيا ، و توحيد فيتنام ، و توحيد اليمن ، فلماذا لا تتوحد بلاد الشام ؟
و هنا يجب الإشارة إلى أن بلاد الشام هي من أغنى بلاد العالم في القمح و المياه و الحبوب المختلفة و الخضروات و الفواكه و الاسمنت و الفوسفات و البوتاس و الصخر الزيتي و هناك الصناعات المختلفة التي كانت تغطي حاجات منطقة الشرق الأوسط على مدى آلاف السنين ، و من ثم أن الديانات الأرضية انتشرت فيها و لعبت دورا كبيرا في تنظيم المجتمع و تهذيب السلوك و كانت الشام مركز اتصال بين معظم شعوب آسيا و أوروبا و أفريقيا ، حيث كانت العلاقات منذ قديم الزمن مع تركيا و العراق و الجزيرة العربية و مصر و أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط ، ثم جاءت الديانات السماوية الثلاثة اليهودية و المسيحية و الإسلامية ، و انتشرت في العام عن طريق بلاد الشام ، و كانت بلاد الشام و لا تزال مثل للتسامح بين الأديان و الطوائف و المذاهب كل ذلك تحت حرية الرأي و احترام الرأي الآخر و يجمع بين الناس المواطنة الصالحة ، و ظهرت في بلاد الشام مدن كبيره و قديمه و تاريخية مثل دمشق ، و حلب و حمص و حماه و بيروت و طرابلس و صيدا و صور و درعا و نابلس و حيفا و يافا و غزة و الخليل و بئر السبع و بعلبك و جرش و تدمر و البتراء و عمان و اربد و السلط و الكرك و الطفيلة و معان .
أما المطلوب من هذه الدعوة هو أن يبادر مجموعة من أصحاب الفكر و السياسة و الرأي و القانون في كل من سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن و يتصلوا يبعضهم البعض على مراحل و بموجب خطوات منظمه و بعد توسيع الكفاءات يدعى إلى مؤتمر شامي و يوضع دستور الحزب باسم حزب وحدة بلاد الشام و يعمل هذا الحزب و ينتشر و يعتمد على الوسائل السلمية المعتمدة على الإقناع بضرورة قيام دولة الشام القوية الغنية العلمانية الديمقراطية و بعد أن تنتشر مبادئ هذا الحزب في أنحاء بلاد الشام يكون وسيلة ضغط في الاقطار الاربعة و بالطرق السلمية لتوحيد بلاد الشام في دولة واده بموجب دستور متفق عليه و إذا ما تحقق قيام هذه الدولة الديمقراطية فسوف يظهر اثر ذلك على مستوى حياة كل سكان بلاد الشام من خلال خيرات بلاد الشام و حسن أداء الحكم و تحقيق العدالة و الحرية الايجابية ، فهل من يبادر إلى تبني هذا المشروع ؟
و آمل أن يظهر على صفحات جريدة المجد القامة بعض الآراء و التعليقات و الاقتراحات التي تغني هذا الموضوع ، عسى أن يتحقق هذا الحلم ، و نرى دولة بلاد الشام الغنية القوية العلمانية الديمقراطية و تكون نموذجا لإقامة الدول القوية العادلة التي تحترم شعبها و تتعاون بطرق الخير مع الدول الأخرى ، و يصدق قول الشاعر :
عرف الشعب طريقه وحّد الشعب بلاده
فإذا الحلـم حقيقة و الأماني إرادة