الغرب لم يعرف أن العرب امة واحدة و تسعى للوحدة
آراء حرة
جريدة الرأي - السبت - 31/3/2001
حتى الآن لم يستطع الاعلام العربي أن يؤثر في شرح اهداف الامة العربية في الوحدة و الاتحاد و أن يقتنع الغرب أن العرب من المحيط إلى الخليج هم امة واحدة و تسعى من خلال الطليعة المثقفة فيها لتحقيق الوحدة و الاتحاد على شكل وحدات اقليمية و من ثم اتحاد الاقاليم أو ايجادة صيغة للتعاون .
و حتى هذا التاريخ لم يستطع الاعلام العربي أن يقنع العالم الغربي بان الاصل في كل اقطار بلاد الشام و هي "سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين" ، هي بلد واحد في الاصل و على مدى التاريخ و هذا البلد هو الشام و أن المصلحة الوطنية و القومية أن تتحد البلدان الاربعة لتكون دولة واحد هي الشام كما هي على مدى عصور التاريخ و رغم أن العرب يدركون ذلك و لكنهم لا يعملون حقيقة على تفعيله بسبب رغبة الحكام بالحفاظ على كراسيهم و مصالحهم و مصالح معاونيهم ، و بالمحصلة و في حال توحيد البلدان الاربعة المذكورة تتحقق وحدة اقليم الشام ، و بالمثل العراق فعلى مدى آلاف السنين و العراق و الكويت معا يشكلان اقليم العراق .
و هنا لا اتطرق إلى الحساسيات التي نشأت عن مطالبة العراق بالكويت و انما اتكلم عن الجغرافيا و التاريخ كما كان في سابق العصور و كما سيكون في الزمن القادم بعد عشر أو عشرين أو خمسين أو مائة عام ، و ارجو أن اوضح انني اقصد الوحدى و ليس الضم ، و بذلك يصبح هناك اقليم الشام و يضم سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين ، و اقليم العراق و يضم العراق و الكويت على اعتبار الجغرافيا و التاريخ و السكان ، ثم هناك اقليم الحجاز الكبرى و يتكون من " السعودية ، قطر ، البحرين " ، كما أن هناك اقليم اليمن الكبرى و يتكون من "اليمن ، عمان ، الأمارات المتحدة" ، أن المطلوب تحقيق الوحدة بين اقطار الاقليم الوحدة الكاملة ، و من ثم المطلوب تحقيق الاتحاد بين الاقاليم و الاربعة "الشام ، العراق ، الحجاز الكبرى ، اليمن الكبرى" .
و الاتحاد يعني احتفاظ كل اقليم بالسيادة الكاملة و انما يجري الاتحاد الرضائي بين الاقاليم الاربعة بما يكفل الدفاع عن هذه الاقطار و تحسين الوضع الاقتصادي و وحدة المشاريع الاقتصادية ، و من ثم الثقافة المشتركة و التعاون الكامل بين هذه الاقاليم و عدم قيام أي اقليم ببناء علاقات مع دولة خارجية تضر أو تسيء لدولة اخرى في الاتحاد و يحصل ذلك بالتعاون و التنسيق و ال احترام المتبادل ، و عدم التدخل في شؤون الاقاليم الاخرى الداخلية ، و لكل اقليم الحق باختيار طريقة الحكم التي تناسبه و تستمر الخطى المدروسة لتدعيم الاتحاد على كافة المستويات بشكل طوعي و يظهر في المحافل الدولية باسم "الاتحاد العربي" .
و مع الزمن تتوحد المناهج الدراسية و العملة و الاقتصاد بالاضافة إلى حق الدفاع المشترك ضد الاخطار الخارجية ، و ما ينطبق على بلدان اسيا العربية قد ينطبق على البلدان العربية في افريقيا ، من خلال الوحدة أو الاتحاد حسب ظروف تلك البلدان المعروفة لدى قادتها و مفكريها .
بقي نقطة يجب الاشارة اليها ، و هي مواضيع الشك و التآمر و التدخل في شؤون الغير و الرغبة في السيطرة و التوسع و الاطماع الاقتصادية و دفع فصائل المعارضة في كل بلد من قبل البعض ، و غير ذلك فهذه هي الاسباب التي تزعزع الثقة و تزرع الخوف من الوحدة و الاتحاد ، و قد أن الاوان أن تزول كل هذه العوامل و يظهر للوجود "وحدات عربية بين الاقاليم" ، بحيث تظهر دول قوية اقتصاديا و حضاريا ، و تتعاون مع كل دول العالم بما فيه الفائدة لمصلحة الاقليم و لا يتعارض مع مصلحة اتحاد الاقاليم ، و كفى مؤامرات و شكوكا و كفى تعاونا مع الاجنبي و الذي يدفع اليه خوف البعض من جيرانه الاقوياء ، كما رأينا في السابق ، و يجب على الدولة القوية أو الاقليم القوي أن يسوق الفرصة للدولة الصغيرة التي تخافه إلى الاستعانة بالاجنبي اذ من المفروض أن يكون التعامل مع الدولة الكبيرة و الدولة الصغيرة كتعاون االخ الكبير مع اخيه الصغير ، و إذا ما تحققت هذه الرؤيا الموضوعية فسترى دولا عربية و اقاليم عربية و اتحادا عربيا يحقق الحياة الكريمة للشعب في الداخل و يحميه من العدوان من الخارج .
و خلاصة القول أن المطلوب طرح صيغ جديدة صالحة من قبل دعاة الوحدة العربية أو الاتححاد العربي غير صيغ الضم و السيطرة و اوجه هذا النداء إلى المفكرين و السياسيين و قادة الأحزاب و مراكز الدراسات و المخلصين للأمة من قادة و مسؤولين إلى إعطاء هذا الأمر الاهتمام الكافي من خلال تخصيص جوائز لمن يقدم اقتراحات و صيغ جديدة صالحة لتحقيق الوحدة بين بلدان الاقليم الواحد و تحقيق الاتحاد الاقليمي بما يكفل انهاء عند الصراعات و الشكوك و الخوف و طلب المساعدة من الاجنبي و من ثم تظهر دول قوية عادلة امينة على مصالح الشعب و توفر للناس العيش الكريم و تحفظ استقلال هذه الدول من العدوان الخارجي ، و تتعاون مع كل دول العالم في النواحي العلمية و الاقتصادية و الثقافية و لا تدخل في أية احلاف عسكرية و تطور دساتيرها نحو الافضل ، و يصل إلى الحكم "القوي الأمين" ، و لكل يعمل في اطار القيم العليا و مباديء الديانات السماوية ضمن منهج يعتمد "العقل و العلم و العمل و العدل" .