ضرورة توحيد المقاومة الوطنية في الهلال الخصيب
19/11/2002
لقد تعرض الهلال الخصيب للسيطرة الاجنبية بعد الحرب العالمية الاولى ، و اندحار الدولة العثمانية و نفذت اتفاقية سايكس بيكو و قسمت بلاد الهلال الخصيب إلى عد من الدول الضعيفة و كل لها ارتباط معين مع الغير يمنعها من السعي نحو الوحدة ، و كما هو معروف فقد فشلت الدولة الفطرية في حمل اعبائها في الداخل ، كما فشلت في حمل هموم الامة و ا هدافها نحو الحرية و الوحدة و العدالة .
و ها نحن نرى الحال التي عليها دول الهلال الخصيب ، من سيطرة الاجنبي و الضعف في الداخل بالاضافة للذل و الهوان فترى الاحتلال الامريكي الاسرائيلي للعراق و الاحتلال الصهيوني في فلسطين ، و هناك التدخلات الاجنبية في لبنان و بث التفرقة بين السكان و اثارة الفتن ، و هناك السيطرة الامريكية في الكوت ، و هناك التهديدات الاسرائيلية و الامريكية لسوريا ، تحت ذرائع واهية و هناك المعاناة الاقتصادية في الأردن ، بسبب طبيعة الارض و قلة المياة و قلة البترول ، و قلة القمح ، بالاضافة إلى تدخلات صندوق النقد الدولي و توقف المساعدات ، و يبدو بشكل عام سوؤ الاحوال في دول الهلال الخصيب و الذي يتكون من العراق ، الكويت ، سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطين ، بمساحة مجمووعها 750 الف كيلو متر مربع ، و مع سكان عددهم ستون مليون , و لا يخفى على العارفين مافي الهلال الخصيب من خيرات وفيرة لا تتوفر في بلد آخر في العالم مثل الحبوب بانواعها و الفواكه و الخضروات و النخيل و الزيتن و البترول ، و المياه الوفيرة التي تغطي جميع الجهات بانهار غزيرة و متفرعة و المواقع الاثرية و الحضارية التي تشير إلى الحضارات التي تعاقبت على الهلال الخصيب على مدى آلاف السنين ، و ما ظهر فيها من اديان ارضية ثم جاءت الاديان السماوية و تمازجت الديانات و الحضارات بحيث يكاد يكون الهلال الخصيب متحف الحضارة العالمية اضف إلى ذلك الشواطيء الطويلة و الجبال الشاهقة و السهول الواسعة و توسطه بين القارات القديمة الثلاثة آسيا ، اوروبا ، افريقيا .
كل ذلك جعل من انسان الهلال الخصيب انسانا مدنيا ، حضاريا ، مثقا ، لديه قيم سامة ورثها من التراث ، احيث ضميره و انسانيته و اصبح عادلا متسامحا واعيا يواكب مستجدات العصر و تطور الاحداث و التقدم هذا هو الهلال الخصيب و هؤلاء هم سكانه .
بقي أن يخرج الغرباء و المحتلون و الغزاة من بلاد الهلال الخصيب من العراق ، من الكويت ، من لبنان ، من فلسطين ، و على رأسهم الامريكان و الصهاينة ، و معروف أن هذه المهمة صعبة جدا و لا يخرج الغزاة إلا بالمقاومة الوطنية الصلبة و المؤمنة بكرامة امتها و اوطانها ، و قد تكون المقاومة العراقية و المقاومة الفلسطينية و المقاومة اللبنانية و المقاومة الكويتية و سوف تظهر المقاومة السورية إذا جرى اعتداء على سوريا من قبل امريكا و إسرائيل ، و على سوريا أن تستعد للأسوأ ، و المثل العربي يقول : ( إذا رأيت الخطر عند جارك ، فسوف يصل إلى دارك ) .
بقي أن نقول انه يجب العمل على توحيد المقاومة العراقية و الفلسطينية و اللبنانية و السورية و الكويتية و الأردنية ، التي تهدف إلى ازاحة السيطرة الاجنبية حتى يتحرر كل اجزاء الهلال الخصيب و قد يسعد الحال و ترتفع الاهداف إلى مستوى تحقيق وحدة الهلال الخصيب في دولة واحدة علمانية ، غنية و عادلة قوية ، يسود فيها العدل و الحرية الايجابية و تتعاون مع الدول المجاورة و دول العالم ، في جو الاخوة و التعاون و التسامح و الوطنية النظيفة ، البعيد عن التعصب و التطرف ، تحت شعار الدين لله و الوطن للجميع ، و منهاج ثابت يعتمد العقل و العلم و العمل و العدل .